محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 9

خليجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سُكنة آدم الجنة ونزوله على الأرض

لقد انتهت معرفتنا بالإستخلاف وماهية الخليفة ولمن تكون الخلافة ومن لا تحق له الخلافة. ونعود الأن إلى الملأ الأعلى ونرى ما جرى بعدما سجدت الملائكة لآدم وعصيان إبليس. لقد أمر الله آدم أن يسكن فى الجنة كما جاء فى سورة البقرة " وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) " فهل ترك إبليس اللعين آدم؟
لقد حذر الله آدم من إبليس اللعين كما جاء فى سورة الأعراف " فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) " ولكن المتأمل فى القرآن يجد أن الله جعل آدم خليفة فى الأرض وليس فى الجنة وسواء أغواه إبليس أو لم يغوه فإنه كان سينزل إلى الأرض محل خلافته لا محالة وهنا يجوب فى خاطرى سؤال ماذا كان سيحدث لو أن آدم لم يسمع كلام الشيطان ولم يأكل من الشجرة؟
مؤكد أن سوءته كانت ستبقى متوارية وكان سيبقى كما خلقه الله. ماذا لو نزل آدم إلى الأرض بصورة طبيعية، فلابد أن تكون هناك إحتفالية قدسية تليق بخليفة الله أثناء نزوله للإرض لتسلم مملكته التى استخلفه الله فيها، وقد ينزل فى كوكبة من الملائكة حتى يصل إلى الأرض وسط دعائهم له بالتوفيق فى هذه المهمة الصعبة. لقد أعلن الشيطان الحرب على آدم وأفسد إحتفاليته بل وعجل بنزوله من الجنة.
إن الذين يدّعون أن آدم هو سبب كدنا وأن خطيئته سبب نزول المسيح أو غير ذلك فهم للأسف سطحيون فى تفكيرهم، لأن آدم كان كما قلنا سينزل الأرض لمحالة، فالأرض هى محل إقامته. لقد كان آدم كان الخاسر الوحيد. ولو إفترضنا أن آدم لم ينسى أمام مغريات وتضليل الشيطان ما أدراهم أن كل بنى أدم كان سيبقى معصوما وينتصر على الشيطان. ولو إفترضنا أن كل مخطئ من بنى آدم سوف تبدو له سوئته، فهل هذا كان سيمنع الصراع بين الخير والشر؟
أعتقد على العكس تماما، لو حدث ذلك لكان الصراع أشد ضراوة والحقد أكبر وبقيت الحروب بصورة مستمرة مما قد يؤدى إلى فناء الإنسان منذ نزول آدم إلى الأرض. وتصبح أيضاً آية واضحة من آيات الله التى تستوجب قفل باب التوبة وذلك لقول ربنا فى سورة الأنعام " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) "، اليس التفريق بين المؤمن والكافر بآية تستوجب قفل باب التوبة أو حتى قيام الساعة؟
إن نسيان آدم وإن كان سبب فى أن يشقى ويجوع ويعرى هو أيضاً فى حقيقته رحمة بالناس. فلولا أن نسى آدم لكانت الحياة أصعب كثيراً مما هى عليه الأن وقد تكون أقل عمراً كثيراً مما هى عليه الأن. كان الناس سيكونون فريقين واضحين فريق المؤمنين على هيئة آدم فى الجنة وفريق أخر على هيئة الإنسان حالياً وبالطبع هى آية واضحة من آيات الله تستوجب قفل باب التوبة وهى آية ثابتة ودليل واضح مما يجعل الناس ليسوا بحاجة إلى رسل لتذكرهم وهم عندهم الدليل القاطع. تخيل عزبزى القارئ كم الحقد والكره والعداء الذى سيكون من الكافرين تجاه المؤمنين وكيف سيكون إحباط الكافرين. أعتقد أن حربا ستقوم بين الفريقين حتى ينهى أحدهما على الأخر، أو يمتنع المؤمنين عن القتل كما فعل هابيل ابن آدم مع أخيه قابيل، وفى كلتا الحالتين ستقوم الساعة.
والسؤال الأخر هل هيئة آدم عليه السلام ستكون متوافقة مع تركيبة الأرض التى نعرفها؟. بالتأكيد لا وإن كان مكتوب عليه الفناء وهو نقطة الضعف التى استغلها إبليس لإغواء آدم ليخرجه من الجنة كما جاء ذكره فى سورة طه فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120). وأعتقد أنه لكى يتوائم مع بيئة الأرض لابد أن تتغير خلقة آدم إلى ما نحن عليه. إن مطعم آدم من الشجرة التى لها طبيعة الأرض والله أعلم كان سبباً فى فى سرعة بداية الحياة على. إن نسيان آدم وعصيانه لربه تحت إغراء إبليس كما جاء فى سورة طه " فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) " كانت نتيجته خروج آدم من الجنة، التى لم يكن ليعيش فيها إلا هو وزوجه فقط، فلكى تنجب حواء لابد من الحيض وفى الحيض عدم طهر، من شقى وتعب هو آدم وحده لسرعة نزوله إلى الأرض لأنه كان سينزل عاجلاً أو آجلاً. لقد أعاد محمد صلى الله عليه وسلم الأمور إلى نصابها وهذا ما سوف نتعرض له فى الحديث عن الإسراء والمعراج فيما بعد. ونرد على المدعين بأن المسيح عليه السلام هو الذى جاء ليأخذ خطيئة البشرية الناتجة عن خطيئة آدم عليه السلام. إن خلقة المسيح عليه السلام هى إذانٌ بنزع الخلافة من بنى إسرائيل إلى يوم القيامة وهذا ما سنتناوله عند الحديث عن عيس ابن مريم عليه السلام كخليفة لله فى الأرض.
وقبيل نزولنا إلى الأرض مع أبينا آدم لابد من معرفة هل الجنة التى كان فيها هى السماء أم فى الأرض؟
لقد جاء ذكر الجنة التى سكنها آدم عليه السلام فى ثلاثة مواقع فى القرآن فى سورة البقرة " وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) " وكذلك فى سورة الأعراف " وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) " ثم أخيراً فى سورة طه " فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) " . إن التأمل فى آية سورة البقرة و الأعراف يجد أن الله عز وجل سمح لآدم وزوجه أن يأكل من حيث شاءا و استثنى شجرة واحدة نهاهما الله سبحانه عن الأكل منها. فما السر الذى جعل الله سبحانه ينهى آدم وزوجه عن تلك الشجرة؟
إن كل شجر الجنة التى كان فيها آدم له طبيعة تغنى آدم عن حاجته للتخلص من فضلاته وبالتالى عدم الحاجة لسوءته كوسيلة إخراج. إن وجود هذه الشجرة هو استثناء فليس هناك نوعاً أخر من الثمار الممنوعة على آدم وزوجه وهذا يدل على أنها نبتة غريبة عن نباتات الجنة. فقد تكون الشجرة ناتجة عن نمو بذرة من بذور نباتات الأرض جاءت مع التراب الذى خلق منه آدم. ولما كان طبيعة نبات الأرض أن تكون له مخلفات فلابد أن تظهر عورة آدم لأنها أصبح لها وظيفة الإخراج. ومن المسلم به أن المخلفات نجسة وتستوجب الطهارة ولن يستطيع آدم وزوجه أن يبقيا فى الجنة التى لها طبيعة تختلف عن طبيعة آدم الجديدة نتيجة أكله من تلك الشجرة مما استوجب نزوله من الجنة. ومما سبق يمكن القول أن هذه الجنة التى عاش فيها آدم هى التى شهدت خلقته و أن الشجرة نمت على بقايا التربة التى جئ بها من الأرض ونمت فى الجنة المباركة. ولما أكل آدم منها، بتحريض من إبليس الذى يعرف طبيعة الشجرة ودورة حياتها وكيف تقتات عليها حيوانات الأرض، أضحت طبيعته من طبيعة الأرض مما ترتب عليه نزوله للأرض هذا والله أعلم.

وللحديث بقية بإذن الله

جزاك الله خير
وبارك فيك ونفع بك

على موضوعك الهادف

دمت فى حفض الله

يسعدني مرورك الحزين
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

خليجية اللهم اعز الإسلام وانصر المسلمين
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين

جزاك الله خيرا اخى الفاضل وبارك فيك ونفع بك
جعلة الله فى ميزان حسناتك واثابك الجنة
االلهم اجمعنا مع حبيبك المصطفى فى الفردوس الاعلى امين يا رب العالمين
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

عليه الصلاة والسلام
يسلموووو ع الطرح
تحيتي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

طرح مميز ننتظر المزيد

يسعدني مرورك صعيدي
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

معنى الصداقة من المفهوم الانسانى

ماذا ستفعل اذا كان احد الاصدقاء بحاجة ماسة اليك

ماذا ستفعل عندما تجد صديق يحتاج الى من ينصت لة

هذة الكلمات لكل من غاب عنا لفترة

هذة الكلمات لكى تقرب الاعضاء من بعضهم البعض فى غياب احد الاطراف

فماذا ستشعر عندما تقراها

اذا شعرت يوما انك بحاجة الى البكاء……. فاتصل بى ……. انا لا اعدك بان اعيد اليك البسمة……. و لكن سوف ابكى معك

و اذا احسست يوما انك تريد الهروب من كل شىء
لا تتردد فى ان تتصل بى
انا لا اعدك ان اوافقك ….. او ان اثنى عزمك….. و لكننى سوف اذهب معك …….لاكون الونيس الذى يبدد وحشتك

و اذا شعرت يوما انك مللت الانصات الى الجميع ……فاتصل بى فانا اعدك بان اكون هناك لاجلك
واعدك ايضا ان التزم الصمت

و لكن اذا اتصلت يوما و لم تجدنى لاجيب….. و استمع اليك فاسرع الى …..ربما حينئذ قد اكون فى حاجة اليك

يعطيك العافية يابو مشاعر رقيقة
يسلمووووووووووووووووووو,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,

[a7la1=#666666]هلاوغلا

سـلطان
يسلموو على المررووور

تحياتي[/a7la1]

الصداقة شي جميل بس بعض الاحياااااااااااان توفي مع صديقة وتكتشفي انهاااااااا خاانتك من اتفة الاسباااااااااااااااب وبعضهم مااا يعاادلووووووون كنووووووووز الدنياااااا وما فيهاااااااااااااااااااااااا

يسلموووووووووو الله يعطيك الف عاافية
سلمت يداااك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمـــــ الغلا ـــــيرة
الصداقة شي جميل بس بعض الاحياااااااااااان توفي مع صديقة وتكتشفي انهاااااااا خاانتك من اتفة الاسباااااااااااااااب وبعضهم مااا يعاادلووووووون كنووووووووز الدنياااااا وما فيهاااااااااااااااااااااااا

صدقتي اختي اميرة الغلا

اشكرك على الرد الرائع

تحياتي

يعطيك العافيه اخووي ذباح

كلمات رائعه في حق الصداقه

دمت بالف خير

تحـيـــــــــــاتي

أغز انسان

محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 4

خليجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلقة الإنسان:
لقد جاء ذكر خلقة الإنسان فى كتاب الله العزيز محدداً أصل ومراحل تكوين آدم عليه السلام فقال ربنا أصل خلقة الإنسان من تراب كما ورد فى سورة آل عمران " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) " وكذلك جاء ذكر أن الأنسان خلق من تراب أيضاً فى سورة الحج " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) " ولكن جاءت آيات القرآن العظيم توضح المراحل التى مرّ بها الإنسان قبل نفخة الروح فيه فجاءت الأية الحادية عشرة من سورة الصافات " فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ " لتوضح أن التراب قد إختلط بماء كثير ليتحول إلى طين لازب أى رهوٌ فى قوامه ثم مع الوقت تماسك قوامه ليصبح طيناً كما ورد فى سورة ص " إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) " ومع الوقت تخمر الطين نتيجة البلل و التحلل إلى حمأٍ مسنون كما ورد فى سورة الحجر " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) " ثم تحول أخيراً نتيجةً لتبخر الماء من الطين بعد تحلل الطين إلى متجانس قوام لدن وهو الصلصال الذى يسهل تشكيله دون تميعه والذى لا يحتوى غالباً على أجزاء غير متجانسة فى قوامها ولا تركيبها ولا يكون بها حبيبات صلبة تختلف عن بقية الصلصال فى خصائصها الطبيعية والكيميائية. ونظراً لأن ربنا لم يذكر فى كتابه تركيب أخر لمادة خلق الإنسان وبما أن الصلصال هو أخر مراحل تحولات التراب المبلل بعد الطين اللازب والطين فالأرحج أن الإنسان تشكل على هيئته من هذا الصلصال. والمادة التى بلل بها التراب هى الماء الذى هو أصل كل شئ حى لقول الله عز وجل فى سورة الأنبياء " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) ". وبعدما وضح لنا ربنا الحكيم أصل خلقة آدم أبو البشر ومراحل تشكله وبعد نفخة الروح فيه من قبل مولنا العظيم حيث شابه تناسل الإنسان سائر الكائنات الحية الأخرى يحث تتحد مشيجتان واحدة مذكرة وأخرى مؤنثة لتكونان خلية مخصبة (علقة) ثم مضغة (زيجوت) كما ورد فى الأية الخامسة من سورة الحج ثم خلق ربنا من المضغة عظاماً ثم كسى العظام لحماً كما جاء فى سورة المؤمنون " ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) " ويجب هنا التنبه إلى الفرق مابين الفعلين خَلَقَ وخَلَّقَ فكلمة خلق تعنى محصلة التخليق وتصف تمام الخلقة أم التخليق فهو خلق الشئ من عناصره الأولية فقال ربنا عز وجل فى سورة الحج " خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ " وهنا وصف لكل مرحلة إجمالاً وقد سردنا مراحل تخليق الإنسان من تراب فيما سبق ولكن فى نفس الآية من سورة الحج قال ربنا عن المضغة " مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ " وهنا مصدر مخلّقة هو خلّق أى تكون من عناصره الأولية وهى الأمشاج المذكرة والمؤنثة ومن ثم يمكن القول أن المضغة المخلقة هى الناتجة من تلقيح مشيجة مذكرة (حيوان منوى) لمشيجة مؤنثة (بويضة). أما المضغة الغير مخلقة فليست كما قيل أنها السقط ( الجنين الذى ينزل قبل تشكله) لأنه وإن كان الجنين سقطاً فإنه أيضاً مخلق من المشيجتين المذكرة والمؤنثة. وبتتبع مراحل نمو الجنين البشرى فهناك عدة إحتمالات أشهرها أن تضع الأنثى وليداً واحداَ نتيجة تخصيب حيوان منوى لبويضة واحدة وقد يحدث أن تبوض الأنثى أكثر من بويضة ويخصب كل بويضة حيوان منوى فتلد المرأة عدة أولاد قد يكونون إناثاً أو ذكوراً أو خليطاً من الذكران والإناث ويسمى توأم وكل هؤلاء أصلهم مضغة مخلقة. هناك حالة يتم تخصيب البويضة الواحدة بحيوان منوى واحد فتتكون العلقة ثم تنقسم العلقة لتعطى مضغتين تكون واحدة منهما فقط مخلقة من مشيجة مذكرة ومشيجة مؤنثة وأما الثانية فهى ناتجة عن إنقسام حدث بعد عملية التخليق فتكون مضغة غير مخلقة وهو ما يسمى بالتوأم السيامى حيث تضع الأنثى فردين من نفس الجنس ولهما نفس الشبه حتى إن الإنسان الذى يراهما لأول مرة لا يستطيع أن يفرق بينهما وهذا من الإعجاز العلمى فى القرآن العظيم وصدق ربنا العظيم حين قال فى سورة فصلت " سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) ".
الى لقاء قادم باذنن الله وكيف يكلم الله خلقه

الله يبارك فيك
معلومات جميلة ولأول مرة نعرفها
جعله اللله في ميزان حسناتك

يسعدني مرورك الحزين
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى

سبحان الخالق المصور

جزاك كل الخير اخى

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

يسعدني مرورك فانتا
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى

خليجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزى القارئ

لقد زادت الحملات التى يمكن القول بأنها مسعورة ضد عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم رغم أن العالم خلال التاريخ الإنسانى قد شهد ديانات وأنبياء ورسل كثيرين قبل النبى محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى الجانب الأخر فقد قامت أيديولوجيات مختلفة لفلسفات إنسانية نشأت عنها مذاهب تمثل لمناصريها الديانة ومن لا يعترف بها أو يناصرها فهو عدو. لقد شهد القرن العشرون صراعاً كبيراً بين الشيوعية الماركسية والرأسمالية وأنتهى هذا الصراع بإنهيار الإتحاد السوفيتي وإنحلال حلف وارسو. ومع ذلك لم نجد عداءاً ولا سباً لأى نبى من أنبياء الله عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه مثلما تعرض له النبى محمد صلى الله عليه وسلم. أيضا لم يتعرض صاحب فلسفةٍ ما أو صاحب مذهبٍ ما أو نظريةٍ لهجومٍ شرسٍ مثلما تعرض له النبى محمد صلى الله عليه وسلم. وهنا يطفو فوق السطح سؤالاً ملحاً رغم مرور أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان وإنتقال النبى صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فلما كل هذا الكره ولماذا كل هذا الحقد مع أن محمداً صلى الله عليه وسلم مات هل لأن المسلمين موجودون فاليهود موجودون والنصارى موجودون والبوذيون موجودون وكذلك الشيوعيون وأصحاب مذاهب عديدة مات أصحابها ولها أنصارها ومعتنقيها ولكن لم يتعرض أحد من كل هؤلاء لمثل هذا الهجوم بل أحياناً كثيرة يذكرون بالتقدير والإحترام.
إن الحقد الدفين والأذلى لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم والذى لن ينتهى إلى يوم الدين، إلا بقوة المؤمنين، هو نتاجٌ طبيعىٌ لصراعٍ أبديٍ مابين الإيمان بالله وعبادته وإقامة العدل على الأرض مهد خلافة الإنسان وبين الكفر بالله وشهوات الدنيا وحبها.

لقد بدأت القضية قبل خلقة آدم عليه السلام مابين حزب الملائكة المجبولة على طاعة الله سبحانه وتعالى وبين إبليس الذى هو من الجنِّ كما ورد بسورة الكهف " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)" والجن مكلفة بعبادة الله تماماً مثل الإنسان كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى فى القرآن العظيم " وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون " الآية 56 من سورة الطور من جانب وبين مولانا العظيم وسوف نناقش فى الكتاب هذا الموضوع باستفاضة.
إن المسلمين الأوائل كانوا يعرفون قدر محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا نعم النصير له لمعرفتهم التامة بحقيقة الأمر وقد كان الوصل بين الأرض والسماء موجوداً فقد شهدوا نزول القرآن و رأوا جبريل عليه السلام وكان بينهم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولشدة إيمانهم فقد إستماتوا من أجل نصرة الله عز و جل ونبيه صلى الله عليه وسلم. لقد مدحهم الله من فوق سبع سماوات كما ورد فى سورة الأحزاب " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " الآية 23. لقد كان التواصل بين الأرض والسماء فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم فى أوجه وكأن آدم لم يسكن الأرض وإنما هو بالسماء أو كأن السماء نزلت إلى الأرض. والأدلة كثيرة ألم تقاتل الملائكة يوم بدر إلى جوار المؤمنين كما ورد فى سورة آل عمران

وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) " ، ألم يقود الله عز وجل المعركة وأعطى آوامره للملائكة كما ورد فى سورة الأنفال " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) " ، ألم يأتى القرآن مطابقاً لقول الصحابة كما حدث مع عمر بن الخطاب فى كثيرٍ من المواقف؟، ألم يرد الله على تساؤلات المؤمنين كما حدث مع أبى بكر؟، حتى فى أحزان المؤمنين كان التواصل متواجداً، ألم يعزى الله رسوله فى وفاة الصحابى سعد بن معاذ؟
الى اللقاء فى الجزء التالى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

صلي الله علية وسلم

محمد عليه السلام سيد البشرية

هم يرودون تخريب وتحريف صورته الكريمة

لحقدهم علي المسلمين والاسلام

وهذا ان نبع ينبع من مجتمعاات مريضه لا تريد

ان تري بنا شئ جميل كدينآ او افعالنا

التي هيا ان دلت تدل علي رفع المقاام واخلاقناا الحميده

تسلم اخي بارك الله فيك ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

يسعدني مرورك العطر
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 8

خليجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخليفة
لقد أصبح آدم خليفة لله وهو الخليفة الأول وهو الذى خلقه الله بيديه وكرمه وأسجد له الملائكة وأسكنه الجنة ولكن عدوه اللدود غرر به وبزوجه وأخرجهما من الجنة لينزل آدم إلى الأرض وسخر الله له كل شئ وأمره بأن يصلح ولا يفسد ولا يسفك الدماء. ولكن آدم لن يبقى وحده هو وزوجه فى الأرض ولكن سيتوالدان وتكون لهم ذرية تملأ الأرض وتعمرها. والسؤال الملح هنا هو هل كل بنى آدم يعتبر واحدهم خليفة لله فى الأرض؟
وقبل أن نهبط إلى الأرض يجب أن نعرف من تحق له الخلافة و التزامات الخليفة والدور المنوط به.
من المنطق أن يكون خليفة الله من المصطفين من قبل الله كما جاء فى سورة آل عمران " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) " ثم الأقرب لله بالطاعة يكونون ورثة للأنبياء. إن خليفة الله فى الأرض هو الرسول المبلغ عن الله عز وجل ويأتى بكتاب من الله فيه تشريعات إلهية يجب إتباعها حتى تعمر الأرض إلى أن يرثها الله ومن عليها. ويجب أن يحكم خليفة الله بين الناس بالحق و العدل وينفذ أوامر الله، أى أنه يمكن القول أن خليفة الله فى الأرض هو الحاكم بأمر الله، ولا تكون الخلافة للكافرين. وهذا هو سر الحقد على المسلمين الذين نسوا ما وكلوا به من قبل مولانا العظيم.
لقد قال ربنا فى القرآن العظيم مخاطباً نبيه داوود فى سورة ص " يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) " وهنا يتم تكليف داوود عليه السلام خليفة فى الأرض ويتضح أن وظيفة الخليفة هى الحكم بين الناس بالحق. ولما كان الخليفة هو الحاكم بأمر الله فلابد من أن يصطدم بأهل شهوة الملك و الحكم من الناس. وخير شاهد على ذلك قصة نبى الله الخليل إبراهيم عليه السلام مع نمرود والتى ذكرت بعض جوانبها فى القرآن، كذلك إرسال موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون ملك مصر الذى كان يقتل أبناء بنى إسرائيل لما سمع أنه سيولد منهم نبى وفرار مريم ابنة عمران بوليدها المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام إلى مصر فراراً من بطش الملك الذى قال له المنجمون أنه ولد نبى. لقد كانت أول رسائل النبى ودعوته للاسلام لكسرى ملك الفرس وهرقل ملك الروم والمقوقس ملك مصر فى ذلك الوقت. ولا ننسى مقتل يحى ابن زكريا عليهما السلام بأمر ملك الشام حينما أراد أن يحيد عن طريق الله ويتزوج من محرم له. لقد عانى كل رسل الله وكذلك عباده الصالحين الذين لا يخافون فى الله لومة لائم من حكام الدنيا الكثير والكثير حتى وصل إلى القتل ولتستمر المعركة إلى يومنا هذا.
بعد الرسل يُستخلف أتباعهم ولقد كان واضحاً ذلك لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلقوا لقب خليفة رسول الله على أبى بكر الصديق رضى الله عنه. من هنا يتضح أن النبى يورِّث أتباعه الكتاب من بعده ويكونون خلفاء فى الأرض. لقد جاء بيان ذلك فى القرآن كما ورد فى سورة الأعراف "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)". لقد وضحت الأية 69 من نفس السورة " أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " وكذلك الأية 74 " وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ " أن الإستخلاف فى الأرض يكون بالطاعة لله عز وجل وإلا أخذ الله القوم لأنهم غير أهل للإستخلاف كما فعل الله بقوم نوح وقوم هود وقوم صالح وغيرهم. لقد وصف الله الذين حادوا عن أوامره بالخلْف ولم يصفهم خلفاء كما جاء فى سورة مريم " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) " وكما جاء فى الأية 169 من سورة الأعراف. الخلْفة بتسكين النون هو الشئ الذى يأتى وراء الشئ فى تتابع روتينى طبقاً لقوانين الله عز وجل مثل تتابع الأجيال وتتابع الليل والنهار كما جاء فى سورة الفرقان " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62) ". أما الخلَف بفتح اللام فهو من يقوم بأداء مهمة سلفه بالوراثة، أو يستخلف بالإنابة لأداء المهمة نيابة عن صاحب المهمة كما جاء فى سورة الأعراف حينما استخلف موسى أخاه هارون عليهما السلام " وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) ".
وكما ذكرنا فإن كل الأقوام التى لم تعمل بشرع الله وأوامره قد أخذهم الله وهذا يدل على أن الكافر لا تحق له الخلافة.

وللحديث بقية

جزاك الله كل خير عبدو ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

بوركت ع الطرح القيم

جزاك الله خيرا

يعافيك ربي

يسعدني مرورك يوسف
يسعدني مرورك الحزين
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

خليجية اللهم اعز الإسلام وانصر المسلمين
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين

جزاك الله خيرا اخى الفاضل وبارك فيك ونفع بك
جعلة الله فى ميزان حسناتك واثابك الجنة
االلهم اجمعنا مع حبيبك المصطفى فى الفردوس الاعلى امين يا رب العالمين
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

يسعدني مرورك mesooالعرب
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 7

خليجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تعرف آدم عليه السلام على النبى الأكرم وعرف قدره ومقامه من ربه صلى الله عليه وسلم وهو الإسم الذى رجحت به كفة الإنسان لتكون الخلافة من حقه. لقد قالت الملائكة أنها تسبح بحمد الله وتقدسه وبذلك كانت الأقرب والأولى بالاستخلاف وإن لم تفصح حياءً من الله، لأن الأمنية لا تخرجهم من مقام الطاعة. ولما سئل الله الملائكة عن أسماء بنى آدم ، ولما كان ذلك من علم الغيب الذى سيصبح حقيقة مستقبلية مرتبطة باستخلاف الله لآدم فى الأرض فيما بعد. ولذا فلابد أن تعرف الملائكة بقية رحلة الإنسان إلى يوم القيامة ولا يتأتى ذلك إلا بمعرفة بقية سلالة آدم خاصة وأن الملائكة عرفت أن الإنسان سيفسد الأرض ويسفك الدماء، فلابد أن يكون هناك بعض أولاد آدم والذين لهم قدرا عند الله ليرجح كفة الإنسان ليكون خليفة لله فى الأرض. الملائكة دائمة الحمد والتقديس بما من الله عليها بأن جبلها على ذلك ولكن بنى آدم سيكون منهم القاتل والسارق والزانى والمفسد فالكفة الراجحة للملائكة. فلما سئلهم ربنا عن أسماء بنى آدم لم يكن بغرض معرفة الأسماء مجردة إنما الأسماء للتفريق بين بنى آدم ولكن المقصود القدر ومقام القرب من الله عز وجل. ولما جاء ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ذكر قدره ومقامه، فمقام جبريل عند سدرة المنتهى كما جاء……. ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم يخترق ويقف فى مقام لايدانيه فيه أحد من خلق الله وهذا السبب الأهم الذى جعل البشرية كلها تنتظر نبى آخر الزمان وجاءت بسببه يهود إلى يثرب. ولما لم يكن منهم ولما كان معسكر الكفر واحد فما اختلف يهود ولا نصارى عن قريش لما أنكرته صلى الله عليه وسلم ولكن ما هو إلا حسداً و قالوا كقول قريش كما جاء فى سورة الزخرف " وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) ".

لقد عرفت الملائكة أن من بين بنى آدم ولد أسمه محمد ومعنى اسمه انه خُلِقَ مُفعّلاً بالحمد أى أنه مجبول على الحمد مثل الملائكة واسمه أحمد وهو أسم تفضيل أى الأكثر حمداً وهو محمود من قبل الله عز وجل. هنا إقتنعت الملائكة ورضيت بآدم عن أقتناع رغم أنها لم تكن لتعصى الله لو أمرها أن تسجد لآدم دون نقاش. إن قرار استخلاف آدم يخص الجميع سواء الملائكة والتى ستنزل الى الأرض لنصرة الإنسان المؤمن ضد شياطين الجنّ والإنس كما حدث يوم بدر، أو الشيطان الذى حقد على آدم واتخذه عدوا. لقد جاء القرار بعد قبول الإنسان تحمل الأمانة وهو رغم الشرف العظيم الذى سوف يناله الإنسان يمثل عبئاً كبيراً على الظلوم الجهول فهل سيستطيع القيام بكافة المهام المنوطة به كخليفة لله فى الأرض؟ وكيف ستكون علاقته مع عدوه اللدود إبليس وجنوده؟ وما هى أسلحة الطرفين فى المعركة الحتمية التى لا ينكرها إلا جاهل غير قارئ ومتدبر للقرآن؟
لقد انتهت المناظرة بين آدم والملائكة بأن رجحت كفة آدم بإبنه محمد صلى الله عليه وسلم وسجدت له الملائكة احتراماً واقتناعاً وطاعةً لله رب العالمين. لقد أعلن إبليس اللعين التمرد ورفض السجود لآدم كما جاء فى سورة ص " إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)".
والآن قد أكتملت الصورة فأصبح أدم خليفة لله عز وجل وصارت الملائكة فى جانبه ما أطاع الله وهؤلاء يمثلون معسكر الإيمان وأصبح إبليس ومن إتبعه من شياطين الجنّ والإنس يمثلون معسكر الكفر. وهنا يجب الإشارة إلى أن معسكر الكفر هو الذى بدأ فى إعلان الحرب على معسكر الإيمان من أول وهلة حيث أعلن قائد معسكر الكفر إبليس الحرب بقوله الذى جاء فى سورة النساء " إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121) " وكذلك جاء فى سورة الإسراء " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) "ونبه الله آدم وزوجه من كيد إبليس وذلك قبيل دخوله الجنة كما جاء فى سورة الأعراف " وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)" وبعد أن أتضحت الرؤيا وبدأ الصراع بين معسكرى الخير والشر وقبل النزول إلى الأرض لابد من إلقاء الضوء على منصب الخليفة ومن يتقلده وكنيته ودوره حينما يستخلف على الأرض ممن سبقه.

وللحديث بقية تقبلوا تحياتى ولا تنسونا فى دعائكم

تسلم ايدك على الطرح
الرائع
يعطيك العافيه
***

يسعدني مرورك الحزين
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اللهم صل على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون ، وعلى آله وصحبه وسلم في كل لمحة ونفس وعدد ما وسعه علم الله .

اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تملأ خزائن الله نوراً ، وتكون لنا فرجاً وفرحاً وسروراً.

ربي يسقيك من يد الحبيب المصطفى
جمعنا الله في جنته ….. آآآآميييين ….
الله يسعدك في الدنيا و الاخرة
بارك الله فيك
وجعله الله فى موازين حسناتك
ننتظر جديدك المميز

يسعدني مرورك ميسووو
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 3

خليجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد النبى العربى
وقبل أن نعود بالأحداث إلى بدايتها فى السماء لابد من إلقاء الضوء على عمود نسب النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد ذكر ابن إسحاق ومن بعده ابن هشام أن النبى المعصوم صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تارخ بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام ابن تارخ ( و هو آزر ) بن تاخور ابن شارخ (شاروخ) بن أرغو ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك ابن متوشلخ بن اخنوخ و هو إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قنين (قينان) بن يافت بن شيث بن آدم عليه السلام.
ويجب الإشارة إلى أنه أختلفت الآراء فى نسب النبى بعد عدنان ولقد إمتنع البعض من رفع نسب النبى صلى الله عليه وسلم على عدنان
بل قد منع بعضهم الرفع في النسب على عدنان تمسكاً بأنه ليس في ما وراء عدنان إلى آدم طريق صحيح كما صرح به النووي . قال القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجاوزوا معد بن عدنان كذب النسابون ثم قرأ :
{ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً }
ولو شاء أن يعلمه علمه ، وذكر التوزي في شرح الشقراطيسة : أنه صلى الله عليه وسلم كرر : كذب النسابون مرتين أو ثلاثاً ، قال : والصحيح أنه قول ابن مسعود . ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : إنما ننسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو ، وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنه قال : ما وجدنا أحداً يعرف ما فوق عدنان وإسماعيل إلا تخرصا ، ويحكى عن مالك بن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن الرجل برفع نسبه إلى آدم عليه السلام فكره ذلك . فقيل له فإلى إسماعيل : فأنكر ذلك . وقال : ومن يخبر به؟! والذي عليه البخاري وغيره من العلماء ، موافقه ابن إسحاق على رفع النسب .

أهم قرار فى تاريخ الكون
ما قبل القرار:
إن مبلغ علمنا عن خلق الله هو ما ورد فى كتاب الله و سنة رسوله ومن بعدهما جاء العلم والتكنولوجيا ليوضحا لنا ما جاء مجملاً فى قول الله ورسوله. لقد ترك الله لنا معرفة تفاصيل الأشياء بمعرفتنا حتى نستغلها بما يتمشى مع منطقنا وقدراتنا وهذا فى جوهره أساس الاستخلاف ورفع الله عنا الحرج بقوله عز و جل " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ " سورة البقرة الآية 286. وقد قسم العلماء المخلوقات إلى ثلاثة أقسام رئيسية هى الحيوان والنبات والجماد، وتفاوت حجم هذه المخلوقات مابين الكبير جداً الذى لانستطيع بإمكانياتنا تحديد حجمه كالكون مثلاً و الصغير جداً كالفيروسات وما هو أصغر من الفيروسات. فعلى سبيل المثال إن نيتروناً واحداً إذا إخترق ذرة فوسفور وزنها الذرى 30 فيحولها الى الفوسفور 31 المشع والإشعاع طاقة تنتج عن إصابة ذرة مستقرة بنيترون ( هو بمثابة فيروس) فتمرض الذرة وترتفع حرارتها فتخرج فى صورة إشعاعات. وفى الحقيقة هناك تفصيلات أكثر تعقيداً من ذلك ولكن لا مجال للخوض فيها هنا.
أما عالم الملائكة والجنّ وكذلك الروح فمبلغ علم الإنسان أن الملائكة مخلوقات نورانية وأن الجنّ خلق من النار ومصدر معلومات البشر عن خلقتهم هو الله ورسله وذلك لأختلاف طبيعة الإنسان عن طبيعة الملائكة وعن طبيعة الجنّ. فالإنسان غير مهيأ ليرى الملائكة أو الجنّ وذلك لثبات خلقته فلا يستطيع أن يتغير أو يتشكل، ولكن الملائكة و الجنّ يمكنهم التشكل فى الصورة التى توافق طبيعة الإنسان وبالتالى يستطيع أن يراهما. ولكن لا تستطيع الملائكة أن تبقى مطمئنة على الأرض إلا إذا إكتسبت طبيعة البشر ولبسوا لبسهم حتى تتمشى طبيعتهم مع الوسط الذى سيعيشون فيه وهو الأرض والذى توافق طبيعة الإنسان. وقد جاء ذكر ذلك فى القرآن فى الآيتين الثامنة والتاسعة من صورة الأنعام " وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9) "
أما الجان فقد سبقت الإنسان فى الخلقة وقد خلقت من النار كما جاء ذكرها فى سورة الحجر " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) " .
وتختلف علاقة الملائكة بالإنسان وذلك لعدم إطمئنان الملائكة للعيش على الأرض إن أرادت ذلك وتقتصر علاقة الملائكة بالإنسان فى الغالب على تلبيغ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كما ورد فى سورة فاطر " الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)" وقد بينت الآية الكريمة أن الملائكة لها أجنحة. و تقوم الملائكة بحفظ الإنسان وكتابة عمله كما ورد فى مسند أحمد عن عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع وإسحق يعني الأزرق قالا حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الحفظة الذين يحفظونه اكتبوا لعبدي مثل ما كان يعمل وهو صحيح ما دام محبوسا في وثاقي قال عبد الله قال أبي وقال إسحق اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة. وقد نزلت وقاتلت إلى جانب المؤمنين كما ورد بسورة الأنفال " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)"ولا تستطيع الملائكة أن تعمل من نفسها ولكن يفعلون ما يؤمرون كما ذكر الله عز وجل فى سورة النحل" وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) ". وهناك أعمال كثيرة أوكلها الله للملائكة ويقومون بها ولايفرطون.
أما الجآنّ فكما نعلم فقد خُلقوا قبل الإنسان من النار كما جاء ذكر ذلك فى القرآن العظيم فى سورة الحجر " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) "وقد استعمروا الأرض ويتشاركون مع البشر فى التكليف لقول الله عزّ وجل " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) " ورغم إختلاف الجنِّ عن الإنس فى أصل الخلقة فهناك تشبهات كثيرة فى السلوك فالجنّ يعمل بالصناعة لقول الله عز وجل فى سورة سبأ " يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) " وتتزاوج الجن ولهم مساكن ويحاسبون مثل الإنس ويدخلون الجنة والنار. والكافر من الجن يسمى شيطان ويستطيع أن يأمر ويوسوس وينزغ ويمس ويفتن الناس إلا من عصم ربى وقد جاء ذكر ذلك فى مواطن كثيرة من القرآن العظيم. ولكن لم يأتى ذكر أن الجنّ قد بعث فيها رسولا يوحى إليه ولكن جاء قول ربنا فى سورة الأنعام " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) " وقد جمع الله الجنّ والإنس فى الخطاب بقوله ألم يأتكم رسل منكم حتى يُغْنِى رسل الإنس، لأنهم خلفاء الله فى الأرض، عن رسل الجنّ.
وبعد إلقاء الضوء على خلق الله قبل الإنسان ومعرفتنا بأن كل خلق الله بإستثناء الجن قد جبلت أن تعبد الله طواعية وتنفذ أوامره عز وجل دون إعتراض كما ورد فى سورة فصلت ننتقل إلى خلقة الإنسان كما وردت فى القرآن الكريم

والى اللقاء فى الجزء القادم مع رجاء النشر والدعاء لى

بارك الله فيكم أخى وحشرنا جميعا مع خير خلقه حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ورجائى لكل من يقرأ ويعجبه قولنا أن ينشره حتى تعم الفائدة حتى أبدأ فى الأجزاء القادمة التى ستكون قوية جدا ولذا أحببت أن أرى مدى انتشار هذا الجزء حتى أكمل

يسعدني مرورك الحزين
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى

جزاك الله خيرا

يسعدني مرورك فانتا
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 5

خليجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يكلم الله خلقه؟:
لقد حدد الله سبحانه وتعالى طريق كلامه مع خلقه فى سورة الشورى " وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) " ومن سياق الأية الكريمة نجد أن الله إذا أراد أن يكلم أحداً من خلقه فإما يوحى له وحياً كما كان مع أم موسى كما ورد فى سورة القصص " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) " ويكون الوحى للأنبياء وغيرهم من الصالحين من البشر. ويوحى الله لكل خلقه كيف ما يشاء سبحانه ووقتما يشاء فأوحى إلى النحل كما جاء فى سورة النحل " وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) "، وأوحى إلى السماء كما جاء فى سورة فصلت " فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) " وكذلك أوحى الله إلى الأرض كما جاء فى سورة الزلزلة " بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) " ومن ثم فمن الوارد أن يوحى الله عز وجل للصالح من الجن.
وقد يكلم الله خلقه من وراء حجاب كما كان مع موسى عليه السلام والذى جاء ذكره فى سورة النساء " وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) ".
وإما أن يكلم الله أحد من البشر بواسطة رسول من الملائكة، فيأتى رسول ربنا من الملائكة، جبريل عليه السلام، إلى النبى الأكرم صلى الله عليه وسلم للتبليغ وعلى رسول الإنس الدعوة للجنّ والإنس على حد سواء فيسمعه طائفة من الجنّ فيكلفهم الرسول من الإنس فيؤمنون بالنبى فيأمرهم بتبليغ قومهم كما ورد فى سورة الأحقاف " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32) " . وهنا نخلص إلى أن الملائكة هم رسل التبليغ من الله لرسله من الإنس المكلفين بالدعوة وأن صالح الجنّ هم رسل تبليغ لقومهم ونذر وأن المؤمنين من الإنس هم الدعاة إلى الله من بعد نبيهم.

ما هى الأمانة؟
لقد عرض الله عز و جل الأمانة على خلقه كما جاء فى سورة الأحزاب " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)" وقد رفضت السماوات والأرض والجبال تحمل الأمانة وأشفقن منها فما هى حقيقة هذه الأمانة؟
لقدقيل كثيراً عن المقصود بالأمانة وأنقل بعض ماجاء فى تفسير بن كثير رحمه الله ومنه قول العوفي عن ابن عباس: يعني بالأمانة الطاعة و قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: الأمانة الفرائض, عرضها الله على السموات والأرض والجبال إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم فكرهوا ذلك, وأشفقوا منها من غير معصية, ولكن تعظيما لدين الله أن لا يقوموا بها ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها وهو قوله تعالى: {وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} يعني غراً بأمر الله.وكذلك ما ذكره بن كثير رحمه الله عن
ابن جرير: حدثنا ابن بشار, حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال في هذه الاَية {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} قال: عرضت على آدم, فقال: خذها بما فيها, فإن أطعت غفرت لك, وإن عصيت عذبتك, قال: قبلت فما كان إلا مقدار ما بين العصر إلى الليل من ذلك اليوم حتى أصاب الخطيئة. وهناك الكثير من الأراء التى تتفق مع وجهات النظر السابقة ولكن ما لفت نظرى هو قول ابن جرير: حدثني سعيد بن عمرو السكوني, حدثنا بقية, حدثنا عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير رضي الله عنه, وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الأمانة والوفاء نزلا على ابن آدم مع الأنبياء فأرسلوا به, فمنهم رسول الله, ومنهم نبي , ومنهم نبي رسول, ونزل القرآن وهو كلام الله, وأنزلت العجمية والعربية, فعلموا أمر القرآن, وعلموا أمر السنن بألسنتهم, ولم يدع الله تعالى شيئاً من أمره مما يأتون وما يجتنبون وهي الحجج عليهم إلا بينه لهم, فليس أهل لسان إلا وهم يعرفون الحسن والقبيح, ثم الأمانة أول شيء يرفع ويبقى أثرها في جذور قلوب الناس, ثم يرفع الوفاء والعهد والذمم وتبقى الكتب, فعالم يعمل وجاهل يعرفها وينكرها ولا يحملها, حتى وصل إليّ وإلى أمتي, ولا يهلك على الله إلا هالك, ولا يغفله إلا تارك, فالحذر أيها الناس, وإياكم والوسواس الخناس, فإنما يبلوكم أيكم أحسن عملاً» هذا حديث غريب جداً, وله شواهد من وجوه أخرى.
وهنا يخطر فى ذهنى سؤال: هل فعلا الأمانة هى مجرد أن يمتثل الإنسان لأوامر الله وإن أطاع أثابه الله وإن عصى عذبه الله؟ و ما الفرق إذا بين الجن والإنس إذا كان كلاهما مكلف بنفس التكليف أليس هذا بظلم للجن أن يُنكر تحملهم للأمانة مع الإنس؟
فحقيقة الأمر أنه ليس هناك فرق بين الجن والإنس إذا كانت الأمانة هى مجرد انها الطاعة ومن ثم فإن الأمانة قد تكون شئ غير ذلك. فبعد إشفاق السموات والأرض والجبال بنص القرآن ورفضهم تحمل الأمانة أصبح الأمر محصورا بين الجن والإنس. إن عمل مقارنة بسيطة ما بين الجن والإنس وعلاقتهم بالخالق عز وجل يتضح أن ما يفرق بينهم هو تميز الإنس عن الجن بالرسالة حيث أن رسل الله كلهم من الإنس ولم يأتى من الجن رسول أبدا وإلا جاء ذكره فى القرآن. والجن والإنس يعمران فى الأرض وسبقت الجن الإنس فى ذلك.
إن المتأمل فى ما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم «إن الأمانة والوفاء نزلا على ابن آدم مع الأنبياء فأرسلوا به, فمنهم رسول الله, ومنهم نبي , ومنهم نبي رسول, ونزل القرآن وهو كلام الله ….. إلى أخر الحديث» يفهم أن المقصود بالأمانة هو الرسالة حتى لا يكون للجن أو الإنس حجة على الله عز وجل.
وبعد أن تحمل الإنسان الرسالة والتبليغ عن الله عز وجل إلى المكلفين من خلقه لابد من أن يجازى جزاء عاجلاً ويعرف وظيفته ودوره فى ملك الله.
لقد انتهت المسئلة عندما قبل آدم تحمل الأمانة ورفضها بقية خلقه و مهد ذلك لإعلان مسمى من يتحمل الأمانة وهو خليفة الله فى الأرض حيث أنها هى مستقر المكلفين من الثقلين الجن والإنس.
وبعد أن ظهرت مسئولية آدم بقبوله لتحمل الأمانة وإشفاق بقية الخلق كان لابد من أن يكون هناك إحتفال بتنصيب آدم وتكريمه لعظم المسئولية التى اختارها بظلمه لنفسه وجهله بتبعاتها كما جاء ذكرها بالقرآن.
لقد حان وقت تكريم آدم وذريته مكافأة له فقال ربنا فى كتابه العزيز " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) الإسراء " فسخر الله كل خلقه لخدمة الإنسان بإستثناء الشياطين، فيقول ربنا فى سورة إبراهيم " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) " وقال عز وجل فى سورة النحل " وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) ".
لقد هيئت الأرض حتى تكون موطنا للإنسان وحتى من قبل أن يعصى ربه حين نسى وأكل من الشجرة لقد كان نزول آدم من الجنة قدرا محسوما وليس كما يظن الناس أو كما يدعون أن حواء هى سبب شقائنا. ولكن ما حدث من نسيان أو عصيان آدم هو فى الحقيقة أول موقف يتحمل فيه آدم مسئولية نفسه وكذلك من بعده بنيه وأن يتعلم أن أى خطأ منه سيعود عليه بالشقاء. والأن وبعد أن أُعدت الأرض لمعيشة آدم جاء موعد تعيينه خليفة لله فى الأرض التى كانت لا تؤتمر الا بأمر خالقها هى ومن عليها. الأن أصبح بيد آدم أن يصنع بها ما يشاء سواء إصلاحا أو إفسادا وبالطبع فإن خيرها سيعود عليه فيها وإفساده لها سوف يعود عليه بالشر والموت وقد يؤدى إلى فناء الأرض نفسها. وفى نهاية الأمر سيحاسب آدم على حسن أو سوء إستخدامه لما مكنه الله فيه.

وللحديث بقية بإذن الله

يسلمووو اخي الغااالي
ما ننحرم منك ولا من روووعه مواضيعك
الراقيه
بااارك الله فيك

يسعدني مرورك الحزين
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى

فين احنا من الكلام دا

زمنا ضاعت فيه الامانه وضاع الامان

جزاك كل الخير

يسعدني مرورك فانتا
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©