الدمشقي عبد الرحمن بن عبد الرزاق

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدمشقي

عبد الرحمن بن عبد الرزاق

(1075ـ1138هـ/1664ـ1726م)

1ـ اسمه:

هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد الدمشقي الحنفي، الشهير بابن عبد الرزاق. فقيه، فرضي، ومؤرخ، وشاعر.

2ـ حياته:

ولد ابن عبد الرزاق الدمشقي في دمشق سنة (1075هـ)، ودأب في طلب العلم على علماء ومشايخ عصره، منهم: العلامة عبد الغني النابلسي (ت1143هـ)، والشيخ أبو المواهب الحنبلي، والشيخ عبد الله العجلوني، نزيل دمشق، والشيخ محمد الكاملي.

ومن أصحابه الذين عاصرهم: الأديب والشاعر عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن السمان (ت1088هـ)، وإمام الدرويشية الشيخ أحمد بن محمد الدمشقي(ت110هـ)، والشاعر سليمان بن نور الحموي (ت1117هـ)، والمحدث النحوي ابن حمزة النقيب إبراهيم بن محمد (ت1120هـ).

وقد برع ابن عبد الرزاق الدمشقي في جميع العلوم، ودقَق بها، وحرَرها، لاسيما علم الفرائض، والفقه، والتاريخ، والأدب.

ولي ابن عبد الرزاق الدمشقي الخطابة في جامع السنانية عند باب الجابية بدمشق، وقد أشار هو إلى ذلك بقوله:" فيقول المفتقر إلى رحمة ربه الخلاق عبد الرحمن بن إبراهيم المدعو بابن عبد الرزاق، الخطيب في جامع السنانية بدمشق المحمية ـ أفاض الله عليه سجال الغفران، ووقاه من حوادث الزمان ـ: لما شرفني لهذا الجامع الشريف يوم الجمعة لأداء الصلاة، أشرف الموالي وصدر المعالي قاضي القضاة ..".

وقد وصفه المحبي (ت1111هـ) في كتابه خلاصة الأثر وصفاً دقيقاً فقال:" هو في النباهة متخلِق، وبالآداب الغضَة مُتعِلق، لبس حبائر الحمد مفوَقة، واقتفى عِدَة الفضل لا ممطولة ولا مسوَفة. يغازل الألطاف غزل ابن أذينة، ويكلف بها كلف جميل ببثينة. بشباب له مجنىً رطب ومنتصر، وعوده الطري لماء الحياة معتصر. فعين الرجا شاخصة إليه، وسمع الأمل يطنُ بالثناء عليه. بطبعٍ ينير فيجلو الظلام المعتكر، ويفيض فيخجل الوسميَ المبتكر. وله شعر حقيقٌ بالاعتبار. راجت بضاعته فنفق عند أهل الاختبار، أرق من نسمات الأسحار، وأنضر من الروض المعطار. فمما أهداه إليَ. وأرسلها بكراً تجلى لديَ قوله:

يا فريداً حوت بدائعـه الغرْ رُ كمالاً يرفُ لطفـاً وحِلمـاً

لم تدعْ للأنامِ أبكـارُ أفكـا رِكَ معنىً تصُوغُهُ فيك نظما

لا برحتَ الزمان تطلع في أفـ ـقِ المعالي فرائداً بك تسمى

فاعذرِ الفكر في القصورِ فأَنى يدركُ الفكر بعضَ معناك فهما

فهو لعمري آية لم يسمح بمثلها الدهر، وحديقة كلَل أغصانها الزهر، فالله تعالى يحفظها على الدوام، ويحرسها من غير الأوهام ".

ومن شعر ابن عبد الرزاق الدمشقي قوله في قصيدة مطلعُها:

بدرُ تمٍ سما على أملـودِِ أم شموسٌ عَلَتْ قُدودَ الخدودِ

أم مليحٌ مقـلَدٌ بالثُريَـا حُسن مرآهُ فتنـةُ المعمـودِ

ريمُ أنسٍ دبَ الفتور بعينيـ ـهِ فأغنى عن ابنةِ العنقودِ

وقوله أيضاً:

أسروا الخواطِرَ بالنواظْر وتقلَدوا البيضَ البـوارْ

وتناهبـوا الألبـابَ ما بينَ الحواجبِ والمحاجرْ

فهمُ الأُلى قادوا الأسـو دَ إلى الردى وهمُ الجآذرْ

وقد عارض ابن عبد الرزاق الدمشقي قصيدة أستاذه العارف عبد الغني النابلسي، التي يقول في مطلعها:

ذيلُ قاسُيونَ بلَلتْهُ النسائمْ بندى الوردِ والبخورِ الكمائمْ

لملاقـاتنا ببستانِ أُنسٍ فوقَ أعوادِهِ تعَنتْ حمائـمْ

وجرتْ حولَنا جداولُ ماءٍ فكـأَنَ الرُبا لهنَ غمائـمْ

فعارضه ابن عبد الرزاق في قصيدة مطلعها:

نبهت مقلةَ الرياض نسائم وأثارت عبير تلك الكمائم

وتثنت معاطف الدوح لما قلدتها عقدَ الزهور الغمائم

وشدت فوقها سواجع ورقٍ فأهاجت بلحنها كُلَ هائم

وتوفي ابن عبد الرزاق الدمشقي في دمشق سنة (1138هـ) عن عمر يناهز الثانية والستين.

3ـ مؤلفاته:

صنف ابن عبد الرزاق الدمشقي عدداً من المصنفات:

ـ كتاب قلائد المنظوم في منتقى فرائض العلوم: جمع فيه نحو (400) بيت في الفرائض.

ـ كتاب نثر لآلي المفهوم، شرح قلائد المنظوم: وهو شرح الكتاب السابق شرحاً كشف فيه

ابن عبد الرزاق عن وجوه معانيها، لم يُنسَج على منواله.

ـ كتاب مفاتح الأسرار ولوائح الأفكار: في فروع الفقه الحنفي، وهو شرح على كتاب " الدر

المختار، شرح تنوير الأبصار " للعلامة علاء الدين الحصكفي، وصل فيه إلى آخر كتاب

الصلاة، ومن كتاب النكاح نبذة رائعة وتحريرات فائقة.

ـ ديوان شعر.

ـ كتاب نهاية الطلب في بدائع الخطب: وهو ديوان خُطب.

ـ كتاب حدائق الإنعام في فضائل الشام:

يعتبر هذا الكتاب من الكتب القيمة التي أفردت للحديث عن فضائل الشام ومآثرها التي نوه العلماء بها، ونشروا شمائلها، وجمعوا أخبارها، ودونوا محاسنها، وهذا الكتاب من الكتب المتأخرة التي استفاد ابن عبد الرزاق الدمشقي مما سبقه من المؤلفات، جامعاً شعث ما تفرق.

يوضح ابن عبد الرزاق منهجه في مقدمة هذا الكتاب فيقول:"وحررت هذه الحديقة اليانعة الندية، والتحريرات المبدعة، التي هي من فيض نعم الله الوفية، وجعلتها مشتملة على ثمانية أبواب كما اشتملت دمشق على أبواب ثمانية، فأضحت مدهشة للألباب.

دمشقُ في أوصافها جنةُ خُلدٍ راضية

أما تـرى أبوابَـها قد جُعِلَتْ ثمانية

سالكاً فيها وفي ألفاظها الجادة وخير الأمور، من غير تطويل يُمِلُ ولا اختصار يُخِلُ، بل تنشرح لطلعتها الصدور، وسميتها: حدائق الإنعام في فضائل الشام ".

ويعد هذا الكتاب من الكتب الشاملة الني تتحدث عن بلاد الشام جغرافياً وتاريخياً، وتقسيمها إلى خمس شامات، وذكر دمشق وبانيها، وتسميتها به، واحتوائها على رياض ومتنزهات، وبيان الآيات الواردة في فضائلها الوفية، وذكر تفاسيرها وفوائدها البهية، وفيما ورد في فضلها من الأحاديث النبوية والأخبار المحمدية، وفيما جاء فيها من أقوال السلف الصالح، وبدائع التحف، وفي ذكر جبل قاسيون، وفي فضل الجامع الأموي، وما حواه من البدائع، وفيمن مات فيها من الأنبياء والصحابة والتابعين والأولياء والصالحين والعلماء، وفيما قيل من أشعار أهل العصر المنظومة في محاسن دمشق المحروسة، ومتنزهاتها الباهرة المأنوسة، الذين تشببوا في رياض جناتها وأزهارها، وغوطتها الفيحاء، وربوتها الخضراء، وأنهارها.


يعطيك العافيه مساري

طرح مميز وقيم

دمت بخير

عوـآفي اخوي الطرح
دمت بخير

الله يعافيك همسة حزن على مرورك

تحيتي لك

الله يعافيك يهزمني الخجل على مرورك

تحيتي لك

سلمت يمناك يا استـــــــــــــــــاذ مساري طرحك مميز وراقي

الله يعطيكـ العافيهـ مســـآ‘ري

ع المعلومات القيمهـ

دمت بــــــــــووود

الله يسلمك يوتيوب على مرورك

تحيتي لك

الله يعافيك بتول على مرورك

تحيتي لك

يعطيــك الـــــــــ/ــف عافيه

يسلمـــــــ/و ^_^

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.