آلفلسفـةَ و تركيب وصياغة المادة التاريخية

تركيب وصياغة المادة التاريخية

مسألة: يلزم على من يريد معرفة فلسفة التاريخ، أن يجمع أكبر قدرٍ ممكن من الحالات، والمعلومات، والخصوصيات، والمزايا المتعلّقة بموضوع الدراسة، وأن يقوم بدراسة دقيقة للوثائق أهي صحيحة أو غير صحيحة، قطعية أو ظنّية أو شكّية أو وهمية، وأن يصب ذلك في قوالب الأشكال الأربعة مراعياً للصناعات الخمس حسب ما يقوله المنطقيّون حتّى يصل إلى التحليل الدقيق، وأن يقوم بعملية تركيبية، وصياغة المادّة التاريخية صياغة علمية، متجاوزاً مرحلة السرد والوصف إلى التعليل، فإنّ لكلّ شيء سبباً، ولكلّ شيء مسبّباً، فيتعرّض المحلل التاريخي للوقائع التاريخية مع تناول علل وأسباب يريد استخلاصها، فما هو علّة هذا، وما هو سبب هذا، وما هو المعلول، وما هو المسبّب؟ وأن يصل بذلك إلى أحكام كلّية، وتلك الأحكام الكلّية جارية في السابق، والحاضر، والمستقبل. وبذلك يتمكّن أن يتنبّأ عن المستقبل تنبؤاً علمياً.
وربّما يخطئ الإنسان بل كثيراً ما يخطئ، لأنّ الظروف متداخلة، فلا يتمكّن الإنسان من استخلاصها حقيقة، ولا يتمكن من فهم الشرائط، والمزايا، والخصوصيّات، والمتداخلات التي تتحكّم بالمستقبل كثيراً، حال ذلك حال الطبيب الذي يشاهد المريض، فيحكم على حالته أن يعيش إلى وقت كذا، أو يموت إلى وقت كذا، ومع ذلك لا يعيش إلى ذلك الوقت، ولا يموت إلى ذلك الوقت، بل الأمر أبعد من هذا، فقد قال (ع): (لولا آيةٌ من كتاب الله لأخبرتكم بما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة)(72)، والمراد بالآية: ((يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكتَابِ))(73). ومن ذلك نشأ البداء، الذي يقول العلماء به، وقد فصّلنا شيئاً منه في كتاب مقدّمة الفقه كتاب العقائد(74). فبناءً على هذا نشاهد أنّ الذين يصلون إلى روح التاريخ وفلسفته، إنّما يفعلون ذلك بأسباب، من جملتها القلق على مصير الحضارات القائمة سواء كانت حضارة إسلامية، أو حضارة غربية، أو حضارة شرقية مثل حضارة الهند إلى غير ذلك، فإنّ تحليل التاريخ وفلسفته، يوصل الإنسان إلى أن يكتشف المستقبل من الماضي ومن الحاضر؛ لأنّ الماضي، والحاضر، والمستقبل كلّها سلسلات بعضها مرتبطة ببعض، وقد قال الحاج السّبزواري:
كونُ المراتب في الاشتداد***أنواعاً استنار للمراد(75)
والذين يريدون مثل ذلك بالنسبة إلى الحضارات البائدة، والقائمة، والمستقبلة بحاجة إلى مقدرة فائقة على المقارنة بين مختلف الحضارات كالحضارة الإسلامية، والحضارة الغربية الحديثة، والحضارة المسيحية، والحضارة اليهودية، والحضارة الإبراهيمية، والحضارة اليونانية القديمة، والحضارة الآشورية، والحضارة الفينيقيّة، والحضارة الخسروية، والحضارة الرومانية، وما أشبه ذلك(76).
ومـن الواضـح أنّ الأمـر لا يقف عند هـذا الحد، فالعالـم عالـم قديم لإله أزلي سرمدي قديـم، وإن كـان بينهمـا فـرق، فالله سبحانه وتعالى قائـم بذاتـه وأزلي أبدي، بينما العالم القديم قديم قدماً نسبياً، وحادث ذاتاً وزماناً، مستند إلى الإله تبارك وتعالى، وقد مرّت دهور ودهور بما لا تدخل تحت الألفاظ ولم يكن شيء إطلاقاً، ولذا ورد: (كان الله ولم يكن معه شيء)(77)؛ هذا بالنسبة إلى الماضي، وأمّا بالنسبة إلى المستقبل، فقد قال سبحانه وتعالى: ((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ))(78) .
ومحلّل التاريخ يتكلّم حول أسباب قيام الحضارات ثمّ شيخوختها ثمّ سقوطها ثمّ بعد ذلك تقوم حضارة أخرى.
وقد رأينا نحن بأنفسنا كيف قامت حضارة الشيوعيين، ثمّ كيف قويت، ثمّ كيف ضعفت خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية، ثمّ كيف سقطت وإن تصوّر الشيوعيون بأنهم يمتلكون ما لا حصر له من الأسباب والأموال والقدرة وغير ذلك لأن تبقى سلطتهم قروناً وقروناً، حتّى إنّي قرأت في التاريخ أن ما هيّأه الشيوعيون من القنابل الذرّية فقط تكفي لإفناء العالم سبع مرّات، وقد قال الشاعر:
لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى***ولا زاجرات الطير ما الله صانعُ(79)

آلفلسفـةَ و تركيب وصياغة المادة التاريخية
يسلمو خيو
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©


سلمت .. ودام ابداعك
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

يسآـموَ كآزآَ ع آلمرورَ حبيَ

وَدي (~ ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

يسآـموَ أثختَ ميسوٍ عَ الَمرورَ الَعَطر

وَدي (~ ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

تركيب وصياغة المادة التاريخية
يسآـمو حبي ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

منـوِ ئـآـبيَ موَدي

وَدي (~ ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.