قال تعالى (( ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحا )) .
{ ولا تصعر خدك للناس} ومعناه لا تعرض بوجهك عن الناس تكبرا – ذكره ابن عباس – وأصل الصعر داء يأخذ الابل في أعناقها أو رؤسها حتى يلفت أعناقها فتشبه به الرجل المتكبر على الناس.
وقال عمر بن جني الثعلبي واضافه المبرد إلى الفرزدق:
وكنا إذا الجبار صعر خده
أقمنا له من مثله فتقوما "
قال صاحب المجمع :
" « و لا تصعر خدك للناس » أي و لا تمل وجهك من الناس تكبرا و لا تعرض عمن يكلمك استخفافا به و هذا معنى قول ابن عباس و أبي عبد الله (عليه السلام) يقال أصاب البعير صعر أي داء يلوي منه عنقه فكان المعنى لا تلزم خدك للصعر لأنه لا داء للإنسان أدوى من الكبر.
يوجد حديث للإمام الصادق عليه السلام :
وفي حديث عن الإِمام الصادق(عليه السلام) , نقله صاحب سفينة البحار :
: « إسماع الأصم مِن غير تصعرُّ صدقة هنيئة»
قال الزمخشري في الكشاف :
" الصعر والصيد : داء يصيب البعير يلوي منه عنقه . والمعنى : أقبل على الناس بوجهك تواضعًا ، ولا تولهم شق وجهك وصفحته ، كما يفعل المتكبرون . "
لقد استفاضت الروايات عن المعصومين في ذم التكبر و مدح التواضع, وما أروع ما أوصى به الإمام الكاظم عليه السلام هشام , في وصيته الخالدة :
" يا هشام إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا , فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار، لان الله جعل التواضع آلة العقل، وجعل التكبر من آلة الجهل، ألم تعلم أن من شمخ إلى السقف برأسه شجه ومن خفض رأسه استظل تحت وأكنه، وكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله. ومن تواضع لله رفعه. "
لذا فإن هذه الآية تحمل دعوة إلى التواضع والابتعاد عن التعالب على الآخرين والنظر إليهم نظرة دونية, وينبغي للإنسان أن يتخذ هذه الآية شعارا له في حياته, كي يكون سلوكه سلوكا قرآنيا.
الله اعلم
منقول للفائدة
يسسلمو رورو ع الافادة