قصة الرجل الصالح …. والشيطان
2024-03-23
يحكى أن رجلاً صالحاً , كان يتنقل بين القرى على حماره , ليدعو الناس الى عمل الخير والصلاح وتجنب الشيطان وعدم الأنصياع له . وكان اهل القرى يقدرونه ويمدونه بكل الحاجيات , من مأكل وملبس وما يعينه على التنقل . وفي يوم ممطر , وكان في منتصف الطريق بين قريتين , صادف رجلاً بائسا جريحاً ينزف . فتوقف وأقترب منه وقال له : يبدو أنك جائع , وجراحك تنزف . فهل لي أن أساعدك ؟ قال الجريح : سأكون شاكراً لك لو أطعمتني شيئاً من زادك ,بعدما تضمد جراحي . وبالفعل فقد هم الرجل الصالح بتضميد الجراج وتقديم الطعام .
فقال له الجريح : قبل أن تبدأ , يحق لك أن تعرف من أنا .. قال الرجل الصالح : هذا ليس مهماً . فأنت أنسان جائع وجراحك تنزف . والله يأمرنا بمساعدة أمثالك . قال الجريح : ولكن أصر قبل أن تقدم لي أي معونة , أن تعرف من أنا . قال الرجل الصالح : هيا , قل لي من أنت ؟ قال الجريح : أنا الشيطان . فإرتجف الرجل الصالح , وتراجع الى الخلف مبتعداً وهو يقول : أعوذ بالله منك , والله سأتركك تموت هنا , ليتخلص البشر من شرورك وغواياتك .
وهم الرجل الصالح بركوب حماره , فناداه الجريح : الى أين تذهب ؟ وهل ستتركني فعلاً أموت هنا ؟ قال الرجل الصالح : الى جهنم وبئس المصير . قال الجريح : ولكن ماذا ستقول للناس في القرية القادمة ؟ هل ستقول لهم أن الشيطان قد مات .
وأنه لم يعد لعملك في الدعوة الى تجنبي أي فائدة , وبذلك ستخسر كل ما تكسبه من مأكل وملبس وإحتياجات ؟ أم ستستمر , وتخفي عنهم أمر موتي , وبذلك ستقضي بقية حياتك وأنت تكذب . توقف الرجل الصالح , وأخذ يفكر بالأمر . فهو لا يتقن أي عمل آخر سوى الدعوة الى تجنب الشيطان ومحاربته . وهذا العمل يتيح له تأمين أكله وملبسه وأحتياجاته . وليس لديه أي مصدر آخر لتأمين هذه الأمور الأساسية . ولو ترك الشيطان يموت , فسيخسر مصدر رزقه , وربما سيموت بائساً , جائعاً , من دون معين . وبعد دقائق قليلة من التفكير , أقترب الرجل الصالح من الشيطان , وبيده الطعام وقال له : هيا, تناول هذا الطعام وأنا أضمد جراحك ..ولكن تأكد بأن لعناتي عليك سوف تستمر ..
جزاك الله خير وجعل ما تقدمه فى ميزان حسناتك
نحن من نفتح للشيطان الابواب
ليصل الى حياتنا ويوسوس لنفوسنا
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
اللهم ابعده عن حياتنا واغفر لنا اخطائنا