في كل مرة تزور فيها روما يغيب عن نظرك مكان يروي قصة وفي طياته تاريخ طويل، وفي كل مرة تزور فيها مكانا في روما تشدك اليه رائحة الماضي ويجعلك تتعطش للمزيد من المعرفة.
روما هي أشبه بمتحف كبير مكشوف ومفتوح أمام الزوار مجانا، فكل شوارعها جميلة وتؤدي الى مكان رائع. ولكن ربما لم يخطر على بال الكثير من السياح أن روما، هي المكان الأمثل للاستمتاع بشرب فنجان شاي مميز من نوع «إيرل جراي» الانجليزي المعد بنكهة زيت البرجموت. لكن احتساء الشاي في غرف الشاي بمبنى بابينجتون قرب السلالم الإسبانية الشهيرة في العاصمة الإيطالية يبدو أمرا مفعما بسحر داخلي. فوسط حرارة شمس أواخر فصل الربيع في روما وبين أزيز الناس في منطقة بيازا دي إسبانيا، تبدو هذه البناية المقامة على الطراز الفيكتوري وكأنها مقتبسة من رواية للكاتب البريطاني الشهير تشارلز ديكنز.
وبجدرانها المزينة بألواح الخشب وستائرها المزخرفة بنبات اللبلاب ومدفأتها العتيقة تعطي هذه البناية لمرتاديها، وغالبيتهم من الإنجليز متوسطي العمر، إحساسا بأنهم في منزلهم. ويمكن أن يكلف فنجان الشاي الواحد مرتاد هذا المكان 50ر9 يورو (87ر12 دولار) ولكن يمكن للمرء أن يتيقن من أن فريق الخدمة هناك يتحدث الإنجليزية.
وأنشئت هذه الغرف على يد سيدتين إنجليزيتين تدعيان آنا ماريا وإيزابيل كارجيل بابينجتون وذلك في عام 1896 بهدف خدمة السائحين والمغتربين الإنجليز ممن لهم تاريخ طويل في هذا الجزء من المدينة والذي أصبح معروفا في القرن الثامن عشر باسم «الجيتو الإنجليزي».
وشكلت المنطقة المحيطة بـ«بياتزا دي اسبانيا»، تلك المنطقة التي تم تسميتها على اسم السفارة الإسبانية لدى الفاتيكان التي تأسست في عام 1647، لأمد طويل مقصدا مفضلا لزوار روما، فهي مقصد الباحثين عن الماركات العالمية ومحبي الرفاهية والتقاط أجمل صورة على تلك السلالم الجميلة المطلة على شارع طويل تزينه محلات عالمية، وفي أعلاها كنيسة صغيرة بقربها حدائق غناءة.
في بادئ الامر كان معظم زوار هذه المنطقة من الحجاج الذين وفدوا على الجزء الشمالي من المدينة بحثا عن مأوى.
غير أن هذه المنطقة أصبحت منذ أواخر القرن السابع عشر مقصدا أيضا للبروتستانت الإنجليز لأسباب مختلفة تماما حيث كان الإنجليز الأثرياء من أبناء الطبقة الأرستقراطية يرسلون أبناءهم ثم بناتهم في ما بعد إلى إيطاليا وذلك في إطار جولة واسعة حول القارة الأوروبية.
وكانت هذه الرحلات تعتبر جزءا من تعليم تقليدي متميز يمكن الشبان والفتيات من أن يتعلموا مباشرة تفاصيل عن التاريخ القديم والفنون وكذلك فن العمارة وذلك قبل اختيارهم لشغل وظائف ذات طبيعة جافة مثل المناصب السياسية أو العمل في المجال القانوني وغيرها.
وفي عام 1816 أعطى البابا لهؤلاء الحق في إقامة صلواتهم في مدينته الكاثوليكية المقدسة. وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر نجح الإنجليز في الحصول على قطعة أرض لبناء كنيستهم التي صممها آنذاك المهندس المعماري البريطاني جي إي ستريت.
«بيازا دي اسبانيا» تحمل في طياتها تاريخا طويلا، وتقف شاهدا مهما على أحداث وتغييرات عديدة، فهي اليوم مقصدا مهما للسياح من كل بقاع العالم، فهي على مقربة من نافورة «فونتانا دي تريفي» الشهيرة، وعلى مسافة قريبة أيضا من أجمل وأشهر ساحات روما التي تعبق بالتاريخ وتزينها أجمل التماثيل التي تحمل بصمات أشهر عمالقة الفن الروماني .
مكان رائع
يعطيك العافيه على المخلص الجميل
دمت بخير
«بيازا دي اسبانيا»
رائعة جداا
يسلموو الملك
تحياتي
يعطيك العافيه اخوي
مكان رائع جدا
بس ليش الناس يتجمعون هههههه
والا عشان انهم حجاج ههههههه
تحيتي
شاكر مروركم
يعطيكم الف عافية
ودمتم بخير