الاحزان والايمان

لا تخلو الحياة من المنغصات
ولا من الأكدار
مآس .. وأحزان
كل من لاقيت يشكو دهره …
ليت شعري هذه الدنيا لمن ؟
ولكن هل من يحزن إنسان ضعيف الإيمان ؟
وقلبه خال من ذكر الرحمن ؟!
لقد حزن نبينا الكريم
" صلوات ربي وسلامه عليه " عندما ماتت زوجته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
وفي نفس العام توفي عمه أبو طالب
وعمده وزوجته هما من كانا يناصرانه
وسمي ذلك العام عام الحزن
وحزن رسولنا الكريم لوفاة ابنه إبراهيم وقال : " إن القلب ليخشع , وإن العين لتدمع , وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون "
وحزن يعقوب عليه السلام على فراق ابنه يوسف عليه السلام
قال تعالى :
" وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم "
قلب المؤمن يرضى بالنوائب ويصبر
ويعلم المؤمن أن الصابر مأجور
لذا يتقبل ……..
وهل لا يحزن أبدا؟
ولكن الإنسان كتلة مشاعر وليس قطعة فولاذ لا تتأثر
يقاوم ويصبر ……. والمقاومة والصبر نسبية
عندما تتغلب على الأحزان
هاهو رسولنا الكريم حزن وصبر …. وقال :
" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير .. عن أصابته سراء شكر , وإن أصابته ضراء صبر
قال ابن تيمية رحمه الله:
( ماذا يفعل الأعداء بي؛ إن قتلي شهادة، وإن سجني خلوة، وإن تغريــبي سياحة).
رأي الشخصي في الحزن " ليس فتوى "
أحيانا تغمرني أحزان , وأشعر بمرارة آلامها فتسود الحياة في وجهي
ثم أبدأ تفتيت تلك المشاعر المأساوية
وأدرس أسباب أحزاني
وأرى أن هناك أوضاعا لا سبيل لتغييرها أبدا
لذا ستبقى … ولكن سأزيح ستائر أحزان عني
وأستبدلها بشيء من الصبر والسلوان
وهناك أحزان تظل تلح علي …… وهي من فصيلة الأحزان المقلقة
فأتجرعها على مـضض
ولكني ضد الاستغراق الدائم في الأحزان
المـرض , الحرمان … كل مطلوب لم نظفر به
أرى أن نغطيه بأردية الصبر والاحتساب
الأحزان الناجمة عن نوائب الدهر
هذه الأحزان المستعصية
الحزن من لا شيء …..
هذا ضنك وبعد عن الله
قال تعالى :
" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا . ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "
نعوذ بالله أن نكون كذلك
وقال أيضا:
" ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين "
إذن خففوا عنكم الأحزان ….
تجدوا حلاوة الإيمان
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على خير المرسلين
سيدنا محمد النبي الأمين

__________________