الوقاية من داء السكري
يعد داء السكري من أخطر الأمراض المزمنة في عصرنا هذا لما يسببه من مضاعفات خطيرة تصيب أعضاء الجسم الحيوية كالقلب والكلى والعينين والأعصاب وقد تؤدي إلى الوفاة، فهل يمكن الوقاية من حدوثه؟
لقد زادت نسب الإصابة بهذا الداء مؤخراً في كافة أنحاء العالم بشكل وبائي، وكانت هذه الزيادة ملحوظة أكثر في البلاد العربية عموماً ودول الخليج العربي خصوصاً. ففي المملكة العربية السعودية يصيب الداء السكري 28% من الأشخاص البالغين حسب آخر الدراسات الطبية المحلية، اي أن شخصاً على الأقل من بين كل أربعة أشخاص لديه الداء السكري في المملكة، سواء علم ذلك أو جهله.
يعد النمط الثاني من الداء السكري أكثر أنواع الداء انتشاراً إذ يشكل حوالي (80-90%) من الحالات، وهو يصيب البالغين أكثر من الأطفال ويلعب العامل الوراثي دوراً مهماً في حدوثه، إلا أن عوامل بيئية عديدة يمكن التحكم بها تساعد على الإصابة به كزيادة الوزن وقلة الحركة والتدخين. كما تعد إصابة السيدة الحامل بالسكري الحملي (الذي يشفى عادة بالوضع والولادة) من العوامل المهيئة لحدوث النمط الثاني من الداء السكري عند هذه السيدة في المستقبل.
يعتمد تشخيص السكري على قياس سكر الدم في حالة الصيام أو بعد تناول وجبة غنية بالسكريات بساعتين، إلا أن قيم سكر الدم عند بعض الأشخاص تعتبر أعلى من الحد الطبيعي وأدنى من الحد الذي يعتبر مشخصاً للداء السكري، وهؤلاء الأشخاص نعتبرهم مؤهلين للإصابة بالمرض إن لم يتبعوا سبل الوقاية منه، ويمكن عدهم مصابين بحالة (ما قبل السكري).
وقد أجريت دراسات عديدة على هؤلاء المصابين بحالة ما قبل السكري لمعرفة كيفية منع تطور الحالة إلى الإصابة بالنمط الثاني من السكري، وخلصت تلك الدراسات إلى أن أنجع الطرق للوقاية من هذا الداء تكمن في اتباع نمط حياة صحي يتمثل بتنزيل الوزن بنسبة 5-10% عند زائدي الوزن، وممارسة الرياضة المعتدلة يومياً لمدة نصف ساعة واتباع حمية غذائية قليلة السعرات الحرارية، كما تبين أن تغيير نمط الحياة الآنف الذكر كان فعالاً أكثر في الوقاية من السكري إذا ما قورن باستخدام العقاقير الطبية (كدواء الميتفورمين) الذي يقي أيضاً من الداء وإن بنسبة أقل، كما أن الإقلاع عن عادة التدخين قد يقي أيضاً من حدوث السكري عند المدخنين المهيئين لحدوثه.
إن الإقلال من كمية الطعام وعدم الوصول إلى حد الشبع وانتقاء الطعام الصحي المفيد يعد من أهم وسائل إنزال الوزن عند البدناء الذين يعتبرون مهيئين للإصابة بهذا الداء أكثر من غيرهم، وهنا نستذكر حديث النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفَسه).
فما أحرانا أن نقتدي بهدي سيدنا وقدوتنا رسول الله، وأن نعود أنفسنا وأولادنا منذ نعومة أظفارهم على الاقتصاد في كمية الطعام، كما علينا أن نعودهم على استهلاك الطعام النافع الغني بالفواكه والخضروات، والإقلال من الدسم والابتعاد عن تناول المشروبات الغازية، وحثهم على ممارسة الرياضات المفيدة كالمشي والجري والسباحة.
فلنكن قدوة لأبنائنا ولنعلمهم هذه العادات الصحية الحسنة منذ الصغر لتقيهم بإذن الله من الأمراض الخطيرة في الكبر، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر.
يسلموو طير
دمت مميز بكل جديد
ودى
دمت بسعآده مدى الحياة
تقديري لشخصك