الحمد لله الذي شرع لعباده مواسم الفرح والسرور، والصلاة والسلام على خير نبي وأفضل رسول، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم البعث والنشور،،، أما بعد:
أخي الحبيب: ها نحن قد ودعنا شهر رمضان بأيامه الفاضلة، ولياليه العامرة، وقد فاز في هذا الشهر من فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وخسر فيه من خسر بسبب الذنوب والعصيان، فيا ليت شعري! من منا المقبول فنهنيه، ومن منا المطرود فنعزيه؟!
عبودية العيد
ليس العيد كما يظن كثير من الناس أوقاتاً ضائعة في اللهو واللعب والغفلة، بل شُرع العيد لإقامة ذكر الله وإظهار نعمته على عباده، والثناء عليه سبحانه بها، وشكره عليها، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده عند إكمال العدة بتكبيره وشكره فقال سبحانه: وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185]، فشكر من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه، ومغفرته لهم به وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه، ويتقوه حق تقاته.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ( إن كثيراً من الناس تضيع أوقاتهم في العيد بالسهرات والرقصات الشعبية، واللهو واللعب، وربما تركوا أداء الصلوات في أوقاتها أو مع الجماعة، فكأنهم يريدون بذلك أن يمحوا أثر رمضان من نفوسهم إن كان له فيها أثر، ويجددوا عهدهم مع الشيطان الذي قل تعاملهم معه في شهر رمضان ).
عباد الله ! إن العيد شكرٌ وليس فسقاً، فاحفظوا أبنائكم وإخوانكم، وانظروا في ملابس زوجاتكم وبناتكم وأخواتكم التي أعدت للعيد، وألزموهن اللباس الشرعي، ولا تسمحوا بأي مخالفة للإسلام في هذه الملابس، وكونوا عوناً لشباب الأمة على غض أبصارهم وحفظ فروجهم.
ومن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ومغفرته لذنوبه، أن يصوم بعد رمضان ستاً من شوال، فيكون كمن صام السنة كلها، لقول النبي : { من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر } [رواه مسلم].
العيد لمن؟!
أخي الحبيب: العيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بخالقهم ومولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بفضله ومغفرته، كما قال تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58].
قال بعض السلف: ( ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه ).
وقال الحسن: ( كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد ).
إخواني، ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعته تزيد.
ليس العيد لمن تجمّل باللباس والمركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب.
ليس العيد لمن حاز الدرهم والدينار إنما العيد لمن أطاع العزيز الغفار.
فيا من يفرح في العيد بتحسين لباسه، ويوقن بالموت وما استعد لبأسه، ويغتر بإخوانه وأقرانه وجلاسه، وكأنه قد أمن سرعة اختلاسه. كيف تقر بالعيد عين مطرود عن الصلاح؟ كيف يضحك سنّ مردود عن الفلاح؟ كيف يُسَر من يُصِر على الأفعال القباح؟ كيف لا يبكي من قد فاته جزيل الأرباح؟
إحذر الغفلة
أكل الحلال
قال أبو بكر المروزي: ( دخلت على أبي بكر بن مسلم يوم عيد، وقدّامه قليل خرنوب يقرضُه! فقلت: يا أبا بكر! اليوم عيد الفطر وأنت تأكل الخرنوب؟! فقال: لا تنظر إلى هذا، ولكن انظر إن سألني من أين لك هذا؟ أي شيءٍ أقول؟ ).
غض البصر
قال بعض أصحاب سفيان الثوري: خرجت مع سفيان يوم عيد فقال: ( إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر!! ).
ورجع حسان بن أبي سنان من عيد فقالت له امرأته: كم من امرأة حسناء قد رأيت؟ فقال: ( ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت إلى أن رجعت! ).
زكاة الفطر
في الصحيحين عن أبي عمر رضي الله عنهما قال: { فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين } [متفق عليه]. وزكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وإعانة للفقير على الفرح والسرور في يوم العيد، وهي واجبة على المسلم الحر العاقل وكذلك عمن تلزمه مئونته.
أعياد المؤمنين
لما قدم النبي المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال: { إن الله أبدلكم يومين خيراً منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى } [رواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه]. فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذكر والشكر والمغفرة والعفو.
وهناك عيد ثالث يتكرر كل أسبوع وهو يوم الجمعة، وليس للمؤمنين في الدنيا إلا هذه الأعياد الثلاثة.
أعياد مبتدعة
إذا تقرر أن أعياد المسلمين هي تلك الأعياد الثلاثة، تبين أن كل ما يطلق عليه إسم "عيد" سوى هذه الثلاثة فهو من الأعياد المبتدعة كيوم النيروز، ويوم المهرجان، ورأس السنة الميلادية (الكريسمس)، والمولد النبوي، وشك النسيم، وعيد الأم أو الأسرة وغير ذلك، فيحرم على المسلم الإحتفال بهذه الأعياد، ومشاركة أهلها أو تهنئتهم بها لكونها أعياداً مبتدعة أو منسوخة، وبعضها أعياد كفرية كأعياد اليهود والنصارى وغيرهم.
العيد آداب وأحكام
1 – يحرم صيام يوم العيد لحديث أبي سعيد: { أن النبي نهى عن صيام يومين، يوم الفطر ويوم النحر } [متفق عليه].
2 – يشرع التكبير ليلة العيد، ويبدأ بعد غروب شمس ليلة العيد، ويستمر إلى صلاة العيد، ويستحب أن يجهر الرجال بالتكبير في المساجد والأسواق والطرقات والبيوت إعترافاً بالعبودية وإظهاراً للفرح والسرور.
3 – لا بأس أن يهنئ المسلمون بعضاً بالعيد، فإن ذلك من مكارم الأخلاق.
4 – يستحب التوسعة على الأهل والعيال في المأكل والمشرب والملبس دون إسراف أو تبذير، ويستحب كذلك صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب والإخوان.
6 – يستحب الغسل قبل الصلاة والتطيب والتجمل بلبس أحسن الثياب مع الحذر من إسبال الرجال ثيابهم فإنه محرم.
7 – من السنة الأكل قبل صلاة عيد الفطر، وإخراج النساء والبنات حتى الحيض منهن ليشهدن العيد مع المسلمين، إلا أن الحيض يعتزلن المصلى.
8 – من السنة أن يخرج الإنسان إلى العيد ماشياً، وأن يخالف الطريق الذي أتى منه، فيرجع من غيره، حتى يشهد له الطريقان وما فيها من ملائكة يوم القيامة.
9 – صلاة العيد ركعتان، يقتتح الأولى بسبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، والثانية بخمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، وإذا سلم من الركعتين قام الإمام، فيخطب خطبتين يجلس بينهما كما في الجمعة.
10 – لا تشرع النافلة قبل صلاة العيد أو بعدها.
11 – يستحب الخروج إلى المصلى خارج البلد لأداء صلاة العيد، وعدم صلاتها في المساجد لفعل النبي ، ولم يكن يتخذ منبراً في مصلى العيد.
مخالفات تقع في العيد
2 – السهر ليلة العيد مما يؤدي إلى تضييع صلاة الفجر والعيد معاً.
3 – إختلاط الرجال بالنساء في مصلى العيد وغيره، وخروج النساء إلى المصلى في كامل زينتهن وتبرجهن وتعطرهن!
4 – إستقبال العيد بالغناء والرقص والمنكرات بدعوى إظهار الفرح والسرور.
5 – تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والدعاء للأموات.
6 – الإسراف والتبذير ولو كان في أمور مباحة.
فيا من عزم على المعاصي في شوال، أللشهر احترمت أم لرب الشهر؟ ويحك! رب الشهرين واحد.. تقول: أُصلح رمضان وأُفسد غيره، وعزمك في رمضان على الزلل في شوال أفسد عليك رمضان.
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولَّى وانقضى، ومن كان يعبد رب رمضان فإنه باقٍ أبدا.
أخي الحبيب!
إذا طالبتك نفسك بالمعاصي والمنكرات في شوال، فذكّرها الوقوف بين يدي الكبير المتعال، يوم تشيب الرئوس من الأهوال، لعل ذلك يكفُّ الهوى والشهوات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كل عام ونت بخير ميوس الله يمر هلعيد على الجميع بلخير والبركه جزاك الله خير
وانتي بخير يا زهره والاسره الكريمه بخير حبيبه قلبي
اللهم امين يارب
منور الموضوع يا الغااااااااااليه
مشكوره اختي علي الموضوع
تحياتي
الشكر الك ع المورور الغاااااااالي
اخي جاسر مرورك اسعدني
دمت بود
يسلمو حبيتى على الطرح المتميز
دوم مبدعة ومتميز
تحيتى
مشكوره يا راما على مرورك لرائع تقديري لا الك
شكرررررا