الجواب :
الحمد لله
الاستعداد للموت أمر مطلوب ، وقد دلت الأدلة على شرعيته ، فمن ذلك ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ – يَعْنِي : الْمَوْتَ) رواه الترمذي (2307) والنسائي (1824) وابن ماجه (4258) وصححه الألباني في" صحيح الترمذي" .
والاستعداد للموت يكون بالإكثار من الأعمال الصالحة والمنافسة في الخيرات .. ، والتخلص من حقوق العباد …. ونحو ذلك .
وإعداد الإنسان كفنه ليس مستحباً ، ولم يرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه أمر جائز ، ورد فعله عن بعض الصحابة رضي الله عنهم .
وجاء في "أسنى المطالب" (1/310) : " ولا يندب أن يَعُدَّ لنفسه كفناً … إلا أن يكون من جهة حل … فحسن إعداده ، وقد صح عن بعض الصحابة فعله " انتهى .
يشير رحمه الله إلى ما روه البخاري (1277) عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : (جَاءَتْ امْرَأَةٌ بِبُرْدَةٍ ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا ، وَإِنَّهَا إِزَارُهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اكْسُنِيهَا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ : مَا أَحْسَنْتَ ، سَأَلْتَهَا إِيَّاهُ ، لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا . فَقَالَ الرَّجُلُ : وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ . قَالَ سَهْلٌ : فَكَانَتْ كَفَنَهُ) .
قال ابن بطال رحمه الله في الحديث : " جواز إعداد الشيء قبل الحاجة إليه ، وقد حفر قوم من الصالحين قبورهم بأيديهم ليمثلوا حلول الموت فيهم ، وأفضل ما يُنْظَر فيه في وقت المهل وفسحة الأجل الاستعدادُ للمعاد ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل المؤمنين إيمانًا أكثرهم للموت ذكراً ، وأحسنهم له استعداداً ) انتهى من "شرح البخاري"(3/267)