ملخص البحث
قد بين العلى القدير في كتابه الكريم منذ نزوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لكل دابة في الأرض مستقر ومستودع ,حيث قال الله تعالى " وما من دآبة في الأرض الإ على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين) آية رقم ( 6 ) سورة هود.
دورة حياة البلهارسيا
فمعنى مستقر ومستودع عند اللغويين:المستقر في الأصل تعني المقّر، أما المستودع و«الوديعة» من مادة واحدة، فُيطلق على كل أمر غير ثابت «مستودع».
وللمفسرين أقوال كثيرة منها أن المستقرّ في الصلب والمستودع في الرحم وهو ما بنينا عليه في سياق هذا البحث.
أما في العصر الحالي ،حيث العلوم الحديثة فان هذين اللفظين لهما أهمية كبرى في علم الطفيليات، فكلمة مستقر تعنى المقر وهو العائل الاساسى للطفيل وكلمة مستودع تعنى العوائل الأخرى التي يودع فيها الطفيل.
إن تحديد المستقر والمستودع مهم في عملية تحديد المصادر الأساسية للطفيليات وعوائلها الثانوية أو المستودعيه ( Definitive host and Reservoir host ).
وهذان المصطلحان مهمان في دورة حياة الطفيل, وعلى هذا فان الكائن الطفيلي لابد أن يكون له مستودع يختلف عن مستقره طبقا للآية الكريمة، حيث أن دقة التعبير القرآني تصحح وتحدد المفاهيم الخاصة للعوائل التي يعيش فيها الطفيل
وذلك للأسباب التالية:
1- علم الطفيليات لم يضف تعبير المستقر في مصطلحاته.
2- أطلق علم الطفيليات مصطلحات لم تحدد بصوره دقيقة وظائف العوائل بالنسبة للطفيل. ونظراً لعدم التحديد الواضح للعوائل في علم الطفيليات لذا لزم استبدال هذه المصطلحات بتعبيري القرآن الكريم.
ونسوق في بحثنا بعض الأمثلة التي تبين أهمية إطلاق هذه المعاني القرآنيه على عوائل الطفيليات كالتالى:
طفيل الانتأميبا هسوليتكا (Entamoeba histolytic الكلاب والقطط عائلة ( المستقر ) بينما الإنسان هو (مستودعه )، أميبا الفم (Entamoeba gingivalis ): الكلاب هى عوائلها (المستقر) أما الإنسان فهو مستودعه، الطفيل المسبب لمرض النوم((Trypanosoma spp: مستقره فى الغزلان – حيوان المدرع – الخفاش اما مستودعه فهو الإنسان وأحد أنواع الحشرات من نوع جلوسينا ، طفيل الليشمانيا (Leishmania spp ) مستقره الكلاب والقوارض أما مستودعه أحد أنواع الحشرات (ذبابة الرمل من نوع فليبوتومس ) والإنسان ، طفيل بلانتيديم كولاي (Balantidium coli) مستقره القرود والخنازير أما مستودعه الأمعاء الغليظة للإنسان، دوده الكبد الشرقيه (oriental liver fluke or Opisthorchis sinensis) مستقرها القنوات المرارية لكبد الثدييات أكلة الأسماك مثل الكلاب والقطط والخنازير أما مستودعها فهو الإنسان، فاشيولوبسس بوسكاي (Fasciolopsis buski ) مستقرها الحنازير أما مستودعها الأمعاء الدقيقة للإنسان و البلهارسيا Schistosoma spp مستقرها في الأوعية الدموية للقرود والأبقار والفئران أما إلانسان فهو مستودعها.
مقدمه
قد كان للقرآن الكريم السبق في التعريف بمصطلحين مهمين يدور عليهما مدار علم الطفيليات، هما المستقر والمستودع، فمعنى مستقر ومستودع عند اللغويين هو : المستقر ـ في الأصل ـ تعني المقّر، لأن جذر هذه الكلمة في اللغة مأخوذ من «قرّ» على وزن «حرّ» وتعني كلمة القرّ البرد الشديد الذي يجعل الإِنسان والموجودات الأُخرى يركنون إِلى بيوتهم، ومن هنا جاءت بمعنى التوقف والسكون أيضاً أما المستودع و الوديعة من مادة واحدة، وهاتان الكلمتان في الأصل تعني
ان «إطلاق الشيء وتركه» ولذلك تطلق عليه الأُمور غير الثابتة التي ترجع إِلى حالتها الطبيعية، فُيطلق على كل أمر غير ثابت «مستودع» وبسبب رجوع الشيء إِلى صاحبه الأصلي وتركه محله الذي هو فيه يسمى ذلك الشيء «وديعة» أيضاً. «تاج العروس» و «مجمع البيان» وللمفسرين أقوال كثيرة وأحيانا متباينة في معنى قوله تعالى مستقر ومستودع نذكر بعضها، ففي تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ)المستقرّ: مكانه من الأرض ومسكنه. والمستودع حيث كان مودعاً قبل الاستقرار، من صلب، أو رحم، أو بيضة { وَمُسْتَوْدَعَهَا }كل واحد من الدواب ورزقها ومستقرّها ومستودعها في اللوح، يعني ذكرها مكتوب فيه مبين، وفى تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) { وَيَعْلَـمُ مُسْتَقَرَّها } حيث تستقرّ فـيه، وذلك مأواها الذي تأوي إلـيه لـيلاً أو نهارا. { وَمُسْتَوْدَعَها }: الـموضع الذي يُودِعها، إما بـموتها فـيه أو دفنها،أما في تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) { وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا } أي من الأرض حيث تأوي إليه.
{ وَمُسْتَوْدَعَهَا } أي الموضع الذي تموت فيه فتدفن؛ قاله مِقْسَم عن ٱبن عباس رضي الله عنهما. وقال الربيع بن أنس: { مُستَقَرَّهَا } أيام حياتها. { وَمُسْتَوْدَعَهَا } حيث تموت وحيث تبعث. وقال سعيد بن جُبير عن ٱبن عباس: { مُسْتَقرَّهَا } في الرّحِم، { وَمُسْتَودَعَهَا } في الصلب. وقيل:
{ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا } في الجنة أو في النار. { وَمُسْتَوْدَعَهَا } في القبر. تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) { وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا }محلَّ قرارِها في الأصلاب { وَمُسْتَوْدَعَهَا } موضعَها في الأرحام وما يجري مجراها من البـيض ونحوِها، وإنما خُصَّ كلٌّ من الاسمين بما خُصَّ به من المحلَّين لأن النطفةَ بالنسبة إلى الأصلاب في حيزها الطبـيعيِّ ومنشئِها الخلقيِّ، وأما بالنسبة إلى الأرحام وما يجري مجراها فهي مُودعةٌ فيها إلى وقت معين، أو مسكنَها من الأرض حين وُجدت بالفعل ومُودَعها من الموادّ والمقارِّ حين كانت بعدُ بالقوة، ولعل تقديمَ محلِّها باعتبار حالتِها الأخيرةِ لرعاية المناسبةِ بـينها وبـين عنوانِ كونِها دابةً في الأرض، وقد فُسر المستودَعُ بأماكنها في الممات، ولا يلائمه مقامُ التكفّل بأرزاقها، تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ){ وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا } أي: محل استقرارها في الأرض، أو محل قرارها في الأصلاب { وَمُسْتَوْدَعَهَا } موضعها في الأرحام، وما يجري مجراها كالبيضة ونحوها. وقال الفراء: مستقرها: حيث تأوي إليه ليلاً ونهاراً، ومستودعها: موضعها الذي تموت فيه، وقد مرّ تمام الأقوال في سورة الأنعام، ووجه تقدّم المستقر على المستودع على قول الفراء ظاهر. وأما على القول الأوّل: فلعل وجه ذلك أن المستقر أنسب باعتبار ما هي عليه حال كونها دابة.
إن استخدام التعبير القرانى في هذا الشأن أعم واخص وأدق حيث يرتبط ارتباطا واقعيا بالمعنى الذي يرمى إليه هذا التعبير ،بحيث يكون في دورة حياة الطفيل عائل يسمى بالمستقر وعائل أخر يسمى بالمستودع ,فالمستقر بصفة عامه هو العائل الذي يؤول إليه الطفيل في طوره النهائي وبصفه خاصة هو المكان الذي يعيش فيه الكائن محدثا تأثيره بينما المستودع هو العائل الذي يعيش فيه الكائن ويكون مصدرا لعدوى العائل المستقر وبصفة خاصة هو المكان الخازن لهذا الطفيل في جسم العائل المستودع،
د.صلاح الدين جمال الدين بدر د.عمر سيد عمر
أستاذ الميكروبيولوجى المساعد جامعة الأزهر
منقول لافاده
مشكوووووور عمرو على الموضوع المفيد
والله يحفظنا
تقبل مرورى المتواضع
فانتوو
سبحآن الله
يعطيك الف عافيه خيو ع الطرح
سأكون بالقرب
لقلبك
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
فْآنْتُِِّْآ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
آنْفْآسٌِِّ آلكَلآمً
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
آسٌِِّلآمً
مشكور اخوي ويعطيك العافيه
تحيتي لك
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
امــل