هناك على شاطيء الانتظار

مازلتُ قابعاً وحدي
تصفعني رياحُ الشوق
يدفعني السَّيرُ باتجاه الغروب الكئيب
تتطاير نسيماتٌ وردية فيها زفيرُ أنفاسها
أهفو إليها .. أستنشقها بعنف
أطويها بين ذوايا قلبي ليرتوي بها
لستُ أدري كيف يمضي العمرُ بعدها
كيف أفسِّرُ ارتعاش خطواتي نحوها
فمازال ذاك الحنينُ يطاردني
أجمعُ زهورَ أشواقي طوال فصول العام
لأنثرها بنظرة في فردوس عينيها
حبيبتي .. لـِمَ تـُحلـّقين بعيداً عن سمائي ؟
لِمَ تدورين في غير أفلاكي ؟
ليبقَى شوقي عارياً
يلتحفُ من غيابك رداءَ الخوف
ترى متى تحَـلـّقين في أفقي ؟؟
هل ضعفت جاذبية روحي ؟؟
ما زلتُ أسقط وحدي
وتعثرت خطواتي على الطريق
دون أن أتكئ على ذراعيك ِ
أصبحتُ شغوفاً بذاكرتي التي لا تنتهي
غفوتُ على شاطئ الانتظار
حتى تفتت النبضُ بين طيات ِموج مشاعري
لكني لم أفقد إيماني ببريق عينيك ِ
مُـدّي يمينك إلى قلبي
رُوحُـك الخضراء رافعة أحزاني
ستنتشل أشلائي من وادي الهموم
ستطردُ عن سمائي أسرابَ غربان وبوم
وتعيد الروح لزهورالعمر بألوانها الناطقة
بهمسات الحب الباسقة
لمن أشتكي يا بزوغ الشمس ؟؟
يا إطلالة البدر بين الغيوم
فقد شاخ الشوق بي
وتعبتْ أوعية قلبي من لوعة البعد
وتاقت الروحُ لرشفة حب ٍمن لهيب ِغروبك
تنتثرُ الذكرى في خاطري حدائق شوق
يلثمها الحنينُ إلى عينيك ِ
لتسيل منها بعضُ أنفاسك النارية
ليالي عمري تعذبها وتدميها الجراح
تغشاها غيومُ الحنين
يؤجّجُها الشوقُ .. ونارُ الأنين
باتت تحرق مهجتي وتقيد أوصالي
تستنزفُ رُوحي لقسوة لحظاتها
اشتقتُ لأحضانك الرحيبة
لذلك الفردوس الذي يشعّ طهراً بين ذراعيك ِ
كانت ستائرالليل تحتوينا على حلم ٍجميل
حلـَّقنا فيه معاً فوق جنون الكلمات
رقصَت أرواحُنا وتعانقت مثل أغصان الشجر
وانتشت أنفاسُنا في لحظات ٍليلكية
ارتشفنا خلالها رحيقاً من خمور عـَدْن
لذة ً للشاربين .. حتى خذلـَنا السّـكرُ فيها
واحتارت زهرتي البيضاءُ في أمري
تنصتُ لأنفاسي .. تستمعُ لنبضاتي
تتوقُ ليديكِ الناعمتين التقاطها
تشعوَذت الروح ولا من مُستقر
حتى أدركتُ أن أمسيتي وثنية الهوى
في خاطري صحراءُ شوق ٍ فسيحة
وبين حنايا القلب ارتعاشاتُ نبض
تيبستْ بسياط الغياب .. وعناد القـدَر
هل تعلمين حبيبتي ؟؟
أن بُعْدك يلغي مساحة رطبة من تفكيري
لأكون كالعدم في رحم الحياة
فإن كنت ِ بعيدة عن عيني
فإنك ِقريبة ٌمن أنفاسي ودبيب عروقي
كـُتبَت هناك حروفٌ
لم تكن بحجم احترافي
ضعفتْ .. كلما ازددت شوقاً
مازلتُ أخوضُ فيك ِإحساساً آخر
يثيرُ مشاعري ويستفز جنوني
لأسلك طريق التمرّد على مراكب البعد
وأهديك ِحرف الألف بداية إيمان ٍكان
ولا يزال يُحييّ النبضَ في فؤادي
وأمنحك الحاء حناناً وُلـِدَ ليحتضن وجودك معي
وأطعمك الباء بلسماً يشفي جراحات السنين
وأوشحك بالكاف كياناً من جواهر البوح
أسكبُها على جبين العطش
وأملأهُ ارتواءً
أ ح ب ك
جنونُ حبك صار يهيمن على حواسي
كسحر ٍ يؤثر
يا من تملكين عصا موسى وسحر سليمان
وجمال بلقيس وفينوس
أجدني أمام عينيك .. ( حاشا لله )
لاحول ولاقوة إلا بك
أجمل ما في القلب نبضُهُ الشفـَّاف
حين يمدّ جذورَه للحظة لقاء ٍطهُور
وأجمل ما في البوح حَرفٌ رقيق
وبصمة أصابع لا تتكرر فوق الصفحات
وأجمل مافي الدفء
حين يلهبُ أنفاسنا بمشاعر الحب
ويملأها نشوة ًبحضن الحبيب
وأجملُ ما في العناق
إلتقاء أرواحنا.. كقطرة ندى
حين تمتزج بأخرى .. على أوراق الورد
لحظة إشراقة الفجر الرطيب
زرعتُ الشوقَ .. في جثمان الفؤاد
وأتيتُ لأعترف .. بنبضات قلبي وجريان دمي
أقولها لك بكل نبضة في دمي
أحبـك
ليسمعها الكونُ بما يحملُ من بـِشر
أقولها وكلي امتنان للحظة ٍجَمَعتني بعينيك ِ
ثمة اعترافات تجوسُ في شعاب خاطري
تريق لساني شلالاً
أسقي بها فيافي ورقتي
لأمزقها بعد حين
جنونٌ أن أعيد تشكيل اللحظة
بسطور ٍذابت بأبخرة الشوق
وحروفٌ اقتلعت جذور المشاعر لهفة عليك
في خاطري أن أتأملك
وأقرأ سطورَ العشق في عينيك ِ
أقهقه .. بصوت باك ٍ
وأبكي .. بصوت ٍ ضاحك
أقاوم صفعات الغياب
لأسقط على أعتاب خيبتي
ويسكبني الحنين خمراً معتـّـقاً
من الألم المتقرّح تحت جلدي
وترسمني اللهفة ابتسامة ًشاحبة
تستغفلني للحظةِ احتضار
أحتاج صقيعاً من الأمل
ورداءً من ثلج
حول جسدي المحموم
ليطفئ نارَ اليأس بداخلي
إحباط ٌشامل .. يستعمر سمائي
ويحتلّ مسائي
ليقرعُ فراغ الوجدان الممتد بين الضلوع
ويدق بجدرانها مساميرَ الخذلان
في خاطري
أن أزيل الشكَ من عينيك ِ
وأفترش جسدك ِ بيقين حبي
في خاطري
أن أرسم أشواقي فوق صفحة الريح
علـَّها تصل إليك ِ
أحتاج لأن أخطو إلى سراديب ِعينيك
وأتأمل أسرارهما
عجــــباً !!
ما الذي يشدني إليك ِ ؟؟
لماذا أنضوي تحت رايتك ؟؟
ولماذا أتجرعُ كؤوس غيابك ؟؟
لماذا أتفنن في تعذيب نفسي بيدي ؟؟
لقد علمت أن اللامبالاة ترفٌ لا أملكه
لأغرقَ بعد حين ٍفي محبرتي
تجتاحني مشاعرُ وَلـَه
أرسم بها على جبيني لحظة لقاء
أتوق إليها
وأفترش شراييني
بأريج بوحي المتدفق حباً وشغفاً
أحتاج لأن أحلـِّـق بعيداً
عن احتفالات الأقنعة الزائفة
وطبول النفاق .. ورقصات الرياء
اغسليني حبيبتي برذاذ طهرك
ودثريني برداء الدفء من لهب أنوثتك
جنونٌ أن ينغرس سهم العشق كالدبوس
في بالون أشواقي
ليفيض منه غبار اللهفة المتراكم
في سفح القلب وأركان الروح
…………..
إلى اللقاء في الجزء الثاني
أرق تحيات
نسيم الليل

يسسسسسسسسلمو الايادي

الأخت الكريمة .. حينما خطرت حروفك تتراقص
فوق سطور صفحتي غمرني الفرح والسعادة
فلقلمك رونق خاص لما لك من إحساس عال ٍ
وتذوقك الرائع لحلاوة الشعر وجمال الخواطر
فأنت من القلائل الذين يدركون جمال القصيد
وحلاوة المعاني .. رائعة همساتك جميلة كلماتك
أشكرك على هذا المرور الطيب
ولك أرق تحياتي