دخلتْ ( عنود ) ذلك الجروب بالفيس بوك
والذى تجدُ فيه التسلية والمعلومة فى وقت
فراغها وقد تعرّفتْ فيه على أصدقاء كثيرين
أثروا فى تطوُّر شخصيتها فى مواجهة الحياة ..
***
وذات يوم لفتَ نظرَها ذلك الرجلُ الذى يتابعُ
ماتنشرُه مِن مواضيعَ ، وتراه يتابعُها باهتمام
ويشيدُ دوماً بما تكتبُه ، حتى طلبَ صداقتَها
فوافقتْ بدون تردُّد ، وبدأ الحوارُ بينهما
على شات الفيس بوك …
***
مرّتْ أيامٌ وهى تتعلقُ به أكثرَ وأكثرَ، وتراه
قريبَ الصورة مِن فتى أحلامها الذى تحلمُ
بصورته كل ليلة ، وإذا ماغابَ يوماً عن الفيس
أحسّتْ بظلام الدنيا حولها كشخص أدمنَ
المخدرات ، فإذا حرمتَه يوماً مِن الجرعة
صار يهذى ويتخبطُ كالمجنون …
***
وظلّتْ تستحثه بإعجابها واهتمامها به
أملاً فى أنْ يبوحَ بحبه لها ، ولكنه بدا
كتمثال فرعونىّ أصمّ ، وفى لحظة مِن
يأس عاشق غرقَ فى بحار الحب بادرته :
أحبكَ يا أنتَ .. فهل أنا بقلبكَ يا أنا ؟
فصمتَ شارداً وقد اعتلاها القلقُ والندمُ
لانفلات صدرها لكنه همسَ لها : أحبكِ ولكن!!
فأغمضتْ ( عنود ) عينَها باسمة لايهمُّها
أى شيئ بعد اعتراف حبيبها بحبها وكم
انتظرتْ كثيراً ليفرحَ قلبُها باعترافه ، فاستأنفَ
الحبيبُ : أنا رجلٌ متزوج .. لكن ( عنود )
لاتبالى بأى شيئ بعد فرحة القلب
باعترافه وظلا شهرين يتحدثان يومياً
بالرسائل والمحمول والشات وقد التهبَ
العشقُ وصار بركاناً مِن الشوق …
***
ثم فوجئتْ ( عنود ) بسيدة فى ذلك
الجروب تطلبُ صداقتَها ، وارتاحتْ لها كثيراً
وصارتْ أغلى صديقة لها ، حتى أصبحتْ
( عنود ) تحكى لها وتستشيرُها فى كل
مايحدث بينها وبين حبيبها ، وذات يوم
دخلَ حبيبُها مرتبكاً وقد أشعلَ فتيلَ القنبلة
المدويّة ، حيث أبلغَ ( عنود ) بأنّ صديقتَها
الحميمة هى نفسها زوجته ، وإنها عرفتْ
بحبهما مِن رسائل عنود له على محموله ..
***
انهارتْ ( عنود ) لدوىّ المفاجأة المحزنة
وقررتْ – بدون تردد – التضحية بحبها
وأنها لن تخونَ أغلى صديقة لها ، وتخيلتْ
نفسها مكان تلك الزوجة ، فشعرتْ بالأسى
والغصة ، وكثير مِن الألم والندم ، وقررتْ
الانسحابَ تماماً مِن الفيس ، وعدم مواجهة
حبيبها أو زوجته الصديقة ، وأنْ تتركَهما
ليسعدا دون أنْ تعكرَ عليهما صفوَ حياتهما …
***
ومسحتْ ( عنود ) جميعَ الأصدقاء مِن
الإيميل إلا صديقة واحدة ؛ لتسألها عن أحوال
حبيبها وهى تشفقُ عليه بعد تخليها عنه
رغماً عنها ، ولازالتْ تسمعُ أخبارَه مِن
صديقتها ؛ لتبرِّدَ نارَ صدرها المتأجج
وما استتبعَه مِن فجيعة القلب المتألم
مِن فراق حكمتْ به الأقدارُ …
***
وبعد أسبوع واحد : اعترفتْ لها تلك
الصديقة بأنّها بدأتْ فى علاقة حب جديدة
وكانت المفاجأة أنّ حبيبَ صديقتها الجديد
الذى بدأ علاقته الغرامية معها هو نفسه
حبيب ( عنود ) وزوج أغلى صديقة لها !! …
نورت حمزه