كاتب المقال: عصام حسنين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهي في حكم الإسلام: دعوة بِدْعِيَّة، ضالة كفرية، خطة مأثم لهم، ودعوة لهم إلى ردة شاملة عن الإسلام؛ لأنها تصطدم مع بدهيات الاعتقاد، وتنتهك حرمة الرسل والرسالات، وتُبطل صدق القرآن، ونسخه لجميع ما قبله مِن الكتب، وتُبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله مِن الشرائع، وتُبطل ختم النبوة والرسالة بمحمد -عليه الصلاة والسلام-، فهي نظرية مرفوضة شرعًا، محرمة قطعًا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من كتاب وسنة وإجماع، وما ينطوي تحت ذلك من دليل وبرهان.
"
دعوة المسلم إلى توحيد دين الإسلام مع غيره من الشرائع والأديان الدائرة بين التحريف والنسخ بشريعة الإسلام ردة ظاهرة وكفر صريح
"
لهذا؛ فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً الاستجابةُ لها، ولا الدخولُ في مؤتمراتها، وندواتها، واجتماعاتها، وجمعياتها، ولا الانتماءُ إلى محافلها، بل يجبُ نبذُها، ومنابذتُها، والحذرُ منها، والتحذيرُ من عواقبها، واحتسابُ الطعن فيها، والتنفيرُ منها، وإظهارُ الرفض لها، وطردُها عن ديار المسلمين، وعزلُها عن شعورهم، ومشاعرهم، والقضاءُ عليها، ونفيُها، وتغريبُها إلى غَربها، وحجرُها في صدر قائلها، ويجبُ على الوالي المسلم إقامةُ حد الردة على أصحابها، بعد وجودِ أسبابِها، وانتفاءِ موانِعها؛ حمايةً للدين، وردعًا للعابثين، وطاعةً لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وإقامةً للشرع المطهر.
– وأن هذه الفكرة إن حظيت بقبول مِن يهود ونصارى؛ فهم جديرون بذلك؛ لأنهم لا يستندون إلى شرع منزل مؤبد، بل دينهم إما باطل محرف، وإما حق منسوخ بالإسلام، أما المسلمون -فلا والله- لا يجوز لهم بحال الانتماء إلى هذه الفكرة؛ لانتمائهم إلى شرع منزل مؤبد، كله حق وصدق وعدل ورحمة.
وليعلم كل مسلم أن هذه الدعوة تستهدف الإسلام والمسلمين في:
1- إيجاد مرحلة التشويش على الإسلام، والبلبلة في المسلمين، وشحنهم بسيل من الشبهات والشهوات.
2- قصر المد الإسلامي واحتواؤه.
3- تأتي على الإسلام من القواعد، مستهدفةً إبرام القضاء على الإسلام واندراسه.
4- حَلّ الرابطة الإسلامية بين العالم الإسلامي في شتى بقاعه، لإحلال الأخوة البديلة اللعينة: "أخوة اليهود والنصارى".
5- كَفّ أقلام المسلمين وألسنتهم عن تكفير اليهود والنصارى وغيرهم، ممن كفَّرهم الله، وكفرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إن لم يؤمنوا بهذا الإسلام ويتركوا ما سواه من الأديان.
6- وتستهدف إبطال أحكام الإسلام المفروضة على المسلمين أمام الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم مِن أمم الكفر ممن لم يؤمن بهذا الإسلام، ويترك ما سواه من الأديان.
7- وتستهدف كف المسلمين عن ذروة سنام الإسلام: الجهاد في سبيل الله، ومنه: جهاد الكتابيين، ومقاتلتهم على الإسلام، وفرض الجزية عليهم إن لم يسلموا.
8- وتستهدف هدم قاعدةِ الإسلام وأصلِه: "الولاء والبراء"، و"الحب والبغض في الله".
9- وتستهدف صياغة الفكر بروح العداء للدين في ثوب وحدة الأديان، وتفسيخ العالم الإسلامي من ديانته، وعزل شريعته في القرآن والسنة عن الحياة! حينئذ يسهل تسريحه في مجاهل الفكر والأخلاقيات الهدامة، ويكون المسلم في محطة التلقي لما يُملى عليه من أعدائه، وأعداء دينه.
10- وترمي إلى تمهيد السبيل "للتبشير بالتنصير"، والتقديم لذلك بكسر الحواجز لدى المسلمين، وإخماد توقعات المقاومة من المسلمين، لسبق تعبئتهم بالاسترخاء والتبلد.
11- ثم غاية الغايات: بَسْطُ جناح الكفرة من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم على العالم بأسره، والْتِهامه، وعلى العالم الإسلام بخاصة، وعلى الشرق الأوسط بوجه خاص، وعلى قلب العالم الإسلامي، وعاصمته "الجزيرة العربية" بوجه أخص، في أقوى مخطط تتكالب في أمم الكفر، وتتحرك من خلاله لغزو شامل ضد الإسلام والمسلمين بشتى أنواع النفوذ الفكري، والثقافي، والاقتصادي، والسياسي…
هذا بعض ما تستهدفه هذه النظرية الآثمة.. !
وإن مِن شدة الابتلاء أن يستقبل نَزْرٌ مِن المسلمين، ولفيفٌ من المنتسبين إلى الإسلام "النظرية"، ويركضوا وراءها إلى ما يُعقد لها مؤتمرات ونحوها، وتعلوا أصواتهم بها، مسابقين هؤلاء الكفرة إلى دعوتهم الفاجرة، وخطتهم الماكرة.
"
هذه الفكرة إن حظيت بقبول من يهود ونصارى؛ فهم جديرون بذلك؛ لأنهم لا يستندون إلى شرع منزل مؤبد، بل دينهم إما باطل محرف، وإما حق منسوخ بالإسلام
"
– وخلاصة هذا الجواب: "أن دعوة المسلم إلى توحيد دين الإسلام مع غيره من الشرائع والأديان الدائرة بين التحريف والنسخ بشريعة الإسلام ردة ظاهرة وكفر صريح؛ لما تُعلنه من نقضٍ جرئ للإسلام: أصلاً وفرعًا، واعتقادًا وعملاً، وهذا إجماعٌ لا يجوز أن يكون محل خلاف بين أهل الإسلام.
– وإنها تمثل دخولاً في معركةٍ جديدةٍ مع عُبَّادِ الصليبِ، ومع أشد الناس عداوة للذين آمنوا؛ فالأمر جِدٌ، وما هو بالهزل.
صدق الله: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)(آل عمران:118)، وقال -سبحانه وتعالى-: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)(البقرة:120)، وقال -تعالى-: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ)(البقرة:109)، وقال -تعالى-: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)(البقرة:217).
هذا إخبار مِن الله -تعالى- عما تكنه صدورهم للإسلام والمسلمين، لكنه -عز وجل- قال: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(يوسف:21)، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)(الأنفال:36)، ويقول -عز وجل: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(الصف:8-9).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قلتُ: هل نسي المسلمون ما قاله بابا الفاتيكان الحالي -لعنه الله- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن الإسلام قد انتشر بالسيف؟!
وهل نُسي قوله: "إن معاداة السامية هي معاداة المسيحية"، وقوله: "إن تنصير كل الناس بما فيهم المسلمون بالطبع حق ثابت للكنيسة الكاثوليكية وواجب إلزامي عليها"؟! ورفضه دعوة للحوار قدمها (138 شخصية إسلامية)! يغلب على أكثرها الطابع الرسمي بسبب إيمان المسلمين بأن القرآن كلام الله -عز وجل-!
الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان
مششكور آخوي على المعلومآت , جعله في ميزآن حسنآتك ~
كل الود ~
الله يعطيك العافيه
السلفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باركك الرحمن اخي الفاضل
في ميزان حسناتك ان شاء الله
ودي
بارك الله فيك يا غالى ن5
يسلمو اختى ميسو على المرور
ربى يعطيكى العفو والعافيه فى الدنيا والاخره