أجمل ما قال سيدنا علي بن أبي طالب
في الأصدقاء والزمن
تـغـيـرت الـمــودة والإخــــاء ***
وقلّ الصـدق وانقطـع الرجـاءُ
وأسلمني الزمان إلـى صديـق ***
كثير الغدر ليس له رعاءُ(1)
ورُبّ أخ وفـيــت لـــه بـحــق ***
ولـكــن لا يـــدوم لـــه وفـــاء
أخــلاء إذا استغنـيـت عـنـهـم ***
وأعـداءٌ إذا نــزل الـبـلاء (2)
(1)رعاء : الإبقاء على أخيك. (2) أخلاء:مفردها خليل أي صديق.
فى رثاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أمـــــن بــعـــد تـكـفـيــن الــنــبــي ودفـــنـــه ***
نـعـيــش بــــآلاء ونـجــنــح لـلـسـلــوى (1)
رُزئــنــا رســــول الله حــقـــا فــلـــن نـــــرى ***
بـــذاك عـديــلاً ماحيـيـنـا مـــن الـــردى (2)
وكـنــت لــنــا كـالـحـصـن مــــن دون أهــلــه ***
لـــه مـعـقـل حــــرزٌ حــريــزٌ مــــن الــعــدى
وكــنــا بــمــرآه نــــرى الــنـــور والــهـــدى***
صــبــاح مــســـاء راح فـيــنــا أو اغــتـــدى
لــقـــد غـشـيـتـنــا ظُــلــمــة بـــعـــد فـــقـــده ***
نهـاراً وقــد زادت عـلـى ظلـمـة الـدجـى
فـيــا خـيــر مـــن ضـــمّ الـجـوانـح والـحـشـا ***
ويــا خـيـر مـيــت ضـمــه الـتــرب والـثــرى
كــــأن أمــــور الــنـــاس بــعـــدك ضُـمّــنـ ***
ـتسفيـنـة مــوج حـيـن فــي البـحـر قــد سـمــا
وضــــاق فــضـــاء الأرض عــنـــا بـرُحــبــه ***
لـفـقــد رســــول الله إذ قــيــل قـــــد قــضـــى
فـــقـــد نـــزلـــت بالـمـسـلـمـيـن مـصــيــبــة ***
كصدع الصفا لا شعب للصدع في الصفا (3)
فـلــن يـسـتـقـل الــنــاس مــــا حــــلّ فـيـهــم ***
ولـن يجبـر العـظـم الــذي منـهـم وهــى (4)
وفـــــي كـــــل وقـــــتٍ لـلــصــلاة يـهـيـجـهـا***
بـــــلالٌ ويــدعـــو بـاســمــه كـلــمــا دعــــــا
ويــطــلــب أقـــــــوام مـــواريــــث هـــالــــك ***
وفــيــنــا مـــواريـــث الــنــبــوة والـــهــــدى
(1)الآلاء : النعم. السلوى : العزاء ونسيان المصائب.
(2)رزئنا : نزلت بنا مصيبة. الردى : الموت.
(3)الشعب : الشرخ. الصفا : الصخرة
(4) وهى : انكسر , وضعف،وسقط.
ما الإنسان إلا بدينه
لـعـمـرك مـــا الإنـســان إلا بـديـنـه***
فلا تترك التقوى اتكالاً على النسبْ
فقـد رفـع الإسـلام سلـمـان فــارس***
وقد وضع الشرك الشريف أبا لهبْ
يتبع ان شاء الله
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا***إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُـه *** وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ***ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطــنةً***حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها***والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل ***والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطيرتجري على الأغصان عاكفةً***تسبـحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها***بركعةٍ في ظــلام الليـل يحييها
يتبع ان شاء الله تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ و قلَّ الصدقُ
وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ كثيرِ الغدرِ
ليس له رعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ و لكن لا يدومُ
له وفاءُ أَخِلاَّءٌ
إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يديمونَ المودة ما رأوني و يبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
و ان غنيت عن أحد قلاني وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
وَكُلُّ مَوَدَّة ٍ للِه تَصْفُو وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
و كل جراحة فلها دواءٌ وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
اذا نكرتُ عهداً من حميمٍ ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ
يتبع ان شاء الله
إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ و أوطنت المكارهُ واستقرت وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ و لم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً و لا أغنى بحيلته الأريبُ أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ و كلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ
إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة ٌ و قدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ صبراً على شدة الأيام إنَّ لها عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ سيفتح الله عن قرب بنافعة ٍ فِيْها لِمِثْلِكَ رَاحَاتٌ مِنَ التَّعَبِ
ما غاض دمعي عند نازلة ٍ إلا جعلتك للبكا سببا وإِذَا ذَكَرْتُكَ مَيِّتا سَفَحَتْ عَيْنِي الدُّمُوعَ فَفَاضَ وَانْسَكَبَا إني أجل ثريَ حللت يهِ عَنْ أَنْ أُرى لِسِوَاهُ مُكْتَئِبا بالسيف في نهنهة الكتائب عَضْبُ كَلَوْنِ المِلْحِ في أَقْرابِ
فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا لَكِنَّ تَرْكَ الذُنُوبِ أَوْجَبْ و الدهرُ في صرفهِ عجيبٌ وَغَفْلَة ُ النَّاسِ فِيْهِ أَعْجَبْ وَالصَّبْرُ في النَّائِبَاتِ صَعْبٌ لَكِنَّ فَوْتَ الثَّوَابِ أَصْعَبْ و كل ما يرتجى قريب و الموت من كل ذاك أقرب
و ما طلب المعيشة بالتمني وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ مع الدِّلاَءِ تجئك بملئها يوماً ويوماً تجئك بحمأة وقليل ماءِ وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي تَحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ مَقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السَبتِ حَقّاً لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا اِمتِراءِ وَفي الأَحَدِ البِناءِ لِأَنَّ فيهِ تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ السَماءِ وَفي الإِثنَينِ إِن سافَرتَ فيهِ سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ وَِبالثَراءِ وَمِن يُردِ الحِجامَةَ فَالثُلاثا فَفي ساعَتِهِ سَفكُ الدِماءِ وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ يَوماً دَواءً فَنِعمَ اليَومَ يَومَ الأَربِعاءِ وَفي يَومِ الخَميسِ قَضاءُ حاجٍ فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ بِالدُعاءِ وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ وَعُرسٌ وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ النِساءِ وَهَذا العِلمُ لا يَعلَمهُ إِلّا نَبِيٌّ أَو وَصِيُّ الأَنبِياءِ فَكَيفَ بِهِ أَنّي أُداوي جِراحَهُ فَيَدوى فَلا مُلَّ الدَواءُ