متلازمة التعب المزمن مرض مجهول الأسباب

على الرغم من التحليلات المخبربية للمصابين به ووضعهم تحت المراقبة، الا ان الأطباء عجزوا حتى الآن عن تحديد أسباب مرض التعب المزمن ما يجعلهم أيضا عاجزين عن تحديد علاج له ويكتفون بالمعالجة السطحية التي لا تشفي تماما منه.

من المعاهد الطبية التي تهتم بمرض التعب المزمن هو معهد الأمراض المزمن التابع لجامعة المكسيك الذي وصفه بمتلازمة التعب التالية للفيروس، فهي تتميز بشعور بالتعب طويل الأمد، مترافق مع طيف واسع من الأعراض.

ولكي يكون الشخص مصابا بهذه المتلازمة يجب ان يعاني من تعب مزمن لفترة لا تقل عن الـ 6 اسابيع من دون ان تكون هناك حالة مرضية ترد اليها حالة التعب هذه. وبشكل عام، فان اعراض هذه المتلازمة لا تتحسن بعد الراحة في السرير، ولربما تسوء بعد القيام بجهد جسدي او عقلي.

والأعراض التي قد تترافق مع الشعور بالتعب المزمن هي التالية: ضعف مهم في الذاكرة القصيرة الامد او التركيز، وألم في البلعوم الم عضلي والام مفصلية متعددة، من دون وجود علامات التهابية من احمرار او انتفاخ في المفاصل المؤلمة، او صداع مختلف عن المعتاد سواء في نمطه او شدته، أو نوم غير مريح وتعب عضلي يلي الجهد يستمر اكثر من 24 ساعة.

ومن الأعراض الاخرى التي يمكن ان تصيب المريض، ألم وانتفاخ في البطن وألم في الصدر وسعال مزمن وإسهال ودوران وجفاف في العين والفم والم في الاذنين وعدم انتظام دقات القلب وألم في الفكين وتيبس صباحي وغثيان وتعرق في الليل، ومشاكل نفسية كالاكتئاب والهياج او عدم الاستقرار النفسي والقلق ونوبات الخوف والغضب وفقدان الوزن.

ويقدر عدد المصابين بهذا المرض في المكسيك لوحدها بحوالي 350 الف شخص، وهو يصيب الناس من أي فئة وفي اي عمر، لكن من الشائع حدوثه أكثر ما بين الافراد في الاعمار ما بين ال25 و45 سنة، وتعتبر النساء أكثر عرضة للاصابة به من الرجال.
ولا يوجد دليل على ان هذا المرض معد، كما انه لم يتحدد السبب المحدث له على وجه الدقة، رغم ان الانتان
الفيرسي والشدة النفسية والسموم قد تكون اسبابا محرضة لحدوثه.
وبما ان الأسباب المحدثة لهذه الحالة غير معروفة فمن الصعب ان يمنع الأطباء حدوثه عبر إعطاء المصاب به عقاقير معينة، ولذلك لا توجد معالجة نوعية له، ويتم عادة وصف الأدوية المخففة من الاعراض كوصف الادوية المسكنة للتخلص من الآلام العضلية والصداع، ومضادات الاكتئاب للتخفيف من حدة الاكتئاب.
لكن قد تفيد المعالجات السلوكية والمعالجة الفيزيائية والمشاورة النفسية والتمارين الرياضية المتدرجة، في علاجه.
ولوحظ ان تخفيض مستوى التعرض للضغط النفسي واعتماد نظام غذائي صحي والدعم النفسي من العائلة والاقارب والاصدقاء قد ساعد كثيرين على التخلص من مرض التعب المزمن.