كيف نفهم الاخر :!!
سؤال كبير تبدو الاجابة عليه صعبة جداً إذا أردنا , وهو بسيط والإجابة ابسط إذا اردنا أيضاً , إذاً القضية في مجملها تتوقف على إرادتنا نحن .
لنقف مع انفسنا أولاً ونسأل : من نحن ؟؟ ومن نكون ؟؟ وسيقول حينها عقلنا ما هذا السؤال الملتبس ؟؟
نحن طبعاً نحن بالتأكيد . .. ليت كان الجواب بهذه البساطة , فلكي نعرف أنفسنا لابد من وجود الأخر , الذي قد يكون المكان أو الزمان , او الأشياء أو المخلوقات ومن بينها أهلنا ابناؤنا , جيراننا والناس عموماً من حولنا ..
يأتي السؤال الثاني : كيف يعرف الآخر نفسه بالنسبة لي عندها سأكون حتما أنا (( الآخر )) بالنسبه له .
إذا لكي أفهم الاخر يجب أن افهم نفسي اولاً ثم أقف وأسأل : لماذا لا يفهمني أبي ؟ لماذا لا تفهمني أمي ؟ لماذا لا يفهمني حبيبي ؟ لماذا صديقي او قريبي أو أو أو …
هل كنت جدياً حين قدمت نفسي للآخر ؟ هل بذلت ما يكفي من الجهد ؟؟؟
سلسلة لا تنتهي من الأسئلة كلها تدور حول فهم الآخر الذي هو أنا وأنت وهي وهو وهم وهن ..
إذا باختصار نحن لا لا يفهم أحدنا الآخر ؟؟!! هل فعلا لا يفهم احدنا الآخر أم أن المسألة لا تتعدى كونها شكلاً م أشكال الشعور بالظلم والحرمان ؟؟
وإذا كنا لم يفهم أحدنا الآخر , أفكان هذا لعدم بذل الجهد المناسب أو لاستحالة في الفهم اصلاً ؟؟؟!! ولحل هذه المشكلة لا بد من :
ألا ننظر لأنفسنا كمدانين من قبل الآخر , وأن ما نراه في عينيه لا يفسر إلا بطريقة واحدة عبر منظار واحد , وأن نبدأ بمحاولة لفهم موقف الآخر منا .
اذا كنا نرفض الادانة المسبقة ونرفض الادانه عموماً فيجب ان نمتنع عن إدانه الآخر ونمتع بالتالي عن أخذ مواقف مسبقة وأن كل من يخالفنا الرأي أو الموقف مخطىء بالضرورة . أو عدو لنا ..
لكي يكون من يخالفنا الرأي مخطئاً يجب ان نكون نحن دائماً مصيبين وعلى حق ومن أجل هذا لابد من معرفة كبيرة وأختراق الغيب في معرفة النوايا وهذا نوع من التكبر والتجبر والغرور . إذا كنت وأنت على هذا القدر من التواضع من العلم تعتبر نفسك عارفاً بكل الأمور فماذا كنت تظن نفسك لو أصبحت أعلى منزلة وأكثر علماً ..؟؟؟
تأمل قوله تعالى (( وفوق كل ذي علم عليم )) أنا أفهم هذا القول بشكل مفتوح فأقول :
فوق كل ذي علم من هو أعلم منه في سلسة طويلة تنته بالخالق الذي هو فوق العلم والعلماء .
أنت تحب اللون الأسود وتعتبره اللون الأمثل في الحزن وتعتبر كل من لا يرتدي الثياب السوداء غير حزين أو لست متسرعاً في حكمك هذا ؟؟
أنت قررت ذلك ولم يقره الآخر فلماذا تحاسبه إذاً ؟؟
إذا كنت احب الحرية وأعتبر أن من حقي ألا يتدخل أحد في ممارستي لحريتي إذا من حق الآخر ألا اتدخل في أثناء ممارسته لحريته ويبقى لكل حرية حدود بشكل عام ..؟
لكي افهم الآخر يجب أن أراه ولكي أراه يجب أن أرى نفسي ولكي أرى نفسي يجب أن انظر في مرآة تعكس حقيقتي ..
حيث أرى نفسي فوق كل الناس لن ابذل أي جهد للأقتراب منهم وبالتالي لن أفهمهم , وحين أرى نفسي دون الناس سأخاف وسأنغلق على ذاتي ولن أقترب منهم .
من هنا ننطلق ونقول : إن فهم الآخر يبدأ من فهم الذات وإن إعطاء الحق للآخر ينطلق من أنصاف الذات فلن يعدل من يظلم نفسه ولن يحب من يكره نفسه ..
وإذا ما كان فهم الآخر هو المدخل الأساسي لقبوله نرى عندها بوضوح الاهمية الكبرى لهذا الموضوع الذي نحن بصدده .
العملة لها وجهان والمكعب له ست وجوه أما الحقيقة فلها عد كبير من الوجوه وكل يرى من زاويته , فلا يظنن بالآخرين الظنون .
الحب هو الوعاء الذي يتسع للجميع , هو القوة التي توحد , وتبني فترفع , الحب وحده القوة الحقيقية فلنفتح قلوبنا وعقولنا على الحب .
وأخيراً أقول : إذا كنا مختلفين فالاختلاف غنى وتوحيد ولا تفريق , وقوة لا ضعف . وقوله تعالى :
(( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا , إن أكرمكم عند الله أتقاكم )).. صدق الله العظيم
ولنا في الحوار باب واسع ان شاء الله
ن5
كلام رائع غاليتي
سطور بمنتهى الجمال وتحاكي الواقع
ينقل للقسم العام
تحياتي
يسلمو دياتك نصائح قمة الروعه
مشكورة يا عصفورة
تحياتي
موضوع راقى جداا
وأسئله واجوبه رائعه
يسلموو غلاتى
يسلمو الماسه والجمال وفانتا على تواضعكم وقراءت موضوعى
بسم الله الرحمن الرحيم
عصفوره يسلمو كتير انا فاهمك خيتو من زمان انسانه رائعه تبقلي مروري
فعلاً كلمات عميقه جداً بمعانيها
في كل جمله حكمه ~ ~ ~
يسلموو طرح رائع ~ ~ ~ 
موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .