السلام عليكم
في شبه جزيرة سيناء وفي أحضان جبل (الشريعة) أو جبل موسى -الجبل الذي كلم الله عز وجل عنده موسى عليه السلام- يقع واحد من أهم وأشهر الأديرة المسيحية في العالم؛ دير سانت كاترين الذي يمتلئ بآلاف الزوار سنويا، والمسجل ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو عام 2024، والذي شيده الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي.
وحول قصة بناء الدير وما يحويه من كنوز، وسر شجرة العليقة المقدسة، والجبالية وعلاقتهم بالدير، ودور الحكام المسلمين في بقاء الدير وإعادة إعماره، وأهمية مكتبته التي تضم آلاف المخطوطات.. تدور الدراسة التي أعدها الدكتور "عبد الرحيم ريحان بركان" مدير آثار منطقة جنوب سيناء، الدراسة بعنوان "دير سانت كاترين بسيناء ملتقى الأديان" ويأتي التعبير عن الدير بوصفه "ملتقى للأديان" لكونه استمد شهرته من موقعه التاريخي الفريد في البقعة المقدسة التي ناجى عندها موسى عليه السلام ربه وتلقى فيها "ألواح الشريعة".
العليقة الملتهبة
يتميز الدير باحتوائه على نبات نادر يطلق عليه "العليق" لا ينبت إلا في دير سانت كاترين وله مكانة خاصة لدى المسيحيين واليهود، ويتميز بأنه لا ينمو ولا يثمر ويكمن سره في خضاره الدائم، ويطلق عليه العديد من التسميات، منها نبات العليق أو الشجرة المقدسة أو شجرة العليقة الملتهبة، وسمي بالعليقة الملتهبة نسبة إلى المكان الذي رأى عنده نبي الله موسى النار في القصة التي أوردها القرآن الكريم.
ويضم الدير ضمن أبنيته جامعًا بناه أنوشتكين وزير الخليفة الآمر بأحكام الله عام 500 هجرية في العصر الفاطمي الذي شهد قمة التعاون والتسامح بين المسلمين والمسيحيين فكان أشهر وأغلب وزراء الدولة الفاطمية وأطبائها من المسيحيين، وينفي الدكتور "ريحان" في دراسته عن دير سانت كاترين تلك المغالطات والأكاذيب التي كتبها مؤرخو الغرب حول قصة بناء الجامع داخل الدير ومنهم المؤرخ "galey" الذي ذكر أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله قد أمر عام 1000م بهدم الدير، ولكن الرهبان قد توسلوا إليه ألا يهدمه ولإرضائه قاموا ببناء مسجد بداخله.
ولكن الحقيقة والثابت أثريا من خلال الكتابات المحفورة على كرسي الشمعدان داخل الجامع ونص المنبر أن هذا الجامع قد بني في عهد الآمر بأحكام الله الفاطمي عام 500 هجرية 1106 ميلادية وبناه وزيره أبو المنصور أنوشتكين، وأن الحاكم بأمر الله لا علاقة له ببناء الجامع.
ولهذا فإن القائمين على خدمة الدير وزواره والمسئولين عن توفير المؤن وحراسة المباني، هم من المسلمين الذين يعرفون بـ"الجبالية" نسبة إلى أنهم من سكان منطقة جبل موسى عليه السلام وقد تولوا شئون الدير منذ القرن السادس الميلادي وإلى الآن، وهم من أشهر القبائل الموجودة، بسيناء واشتهر عن أجدادهم بأنهم خليط من المصريين والقوقازيين "الأوروبيين".
قصة الدير
ترجع أهمية هذه الدراسة الخاصة بدير سانت كاترين إلى كونها أول دراسة علمية متكاملة تعد من الناحية الأثرية والحضارية عن الدير وعمارته وتاريخه مع رصد جميع المنشآت المشيدة في العصر الإسلامي، وإبراز دور المسلمين في الحفاظ على أهم دير مسيحي في العالم عبر العصور الإسلامية المختلفة مما يدل على سماحة الدين الإسلامي منذ عصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وإلى الآن.
تبدأ قصة دير سانت كاترين منذ العهد البيزنطي حيث كانت منطقة جبل موسى أو ما يطلق عليه وادي العليقة الملتهبة هدفا للإمبراطورية البيزنطية استمر لوقت طويل، فقد أصدرت الإمبراطورة "هيلانة" أم الإمبراطور قسطنطين أمرا ببناء كنيسة صغيرة وبرج في جبل موسى، وكان ذلك في القرن الرابع الميلادي وتحمل اسم كنيسة العليقة الملتهبة.
ثم أتى الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي، وتحديدا في نفس المنطقة ليقوم ببناء "دير" تخليدا لذكرى زوجته "ثيودورا" في الفترة من 584م إلى 565م ويطلق على هذا الدير اسم "دير طور سيناء" وأمر الإمبراطور بضم كنيسة العليقة إلى الدير لتكون واحدة من كنائس الدير، ومع حلول القرن التاسع الميلادي يتغير الاسم القديم للدير ويصبح اسمه "دير سانت كاترين" أي القديسة كاترين، وهي التي عاشت في الإسكندرية إبان حكم الإمبراطور الروماني "مكسيما نوس" 305 – 311 ميلادية وقد اعتنقت كاترين المسيحية ولهذا تعرضت للتعذيب ثم القتل، وبعد مضي خمسة قرون على استشهادها، يرى أحد الرهبان في سيناء رؤيا، بأن الملائكة حملوا بقايا جسدها ووضعوها فوق قمة جبل قرب الدير، فصعد الرهبان للجبل فوجدوا بقايا الجثة ثم قاموا بنقلها إلى إحدى كنائس الدير وهي كنيسة "التجلي" ليطلق على الدير منذ ذلك الوقت دير القديسة "كاترين".
وكان السبب المباشر لبناء الدير هو استجابة جستنيان لمناشدة الرهبان المقيمين بكنيسة العليقة وحول الجبل المقدس ببناء دير كبير يجتمعون فيه، ولكن جستنيان كان يهدف من وراء البناء أهدافا عدة، منها تأمين الحدود الشرقية للإمبراطورية ضد أخطار الفرس، وتأمين طرق المواصلات بين مصر وفلسطين، أي أن يكون الدير أشبه بالحصن الحربي، أيضا والعمل على نشر الدين المسيحي، وهو جانب ديني.
آثار نادرة
وقد سجل المجلس الأعلى للآثار بمصر "دير سانت كاترين" عام 1993م كأحد الآثار المصرية التي ترجع إلى العصر البيزنطي وهو يخص "طائفة اليونان الروم الأرثوذكس"، ويضم مجموعة من المنشآت منها الكنيسة الرئيسية "كنيسة التجلي" و"كنيسة العليقة" وتسع كنائس جانبية صغيرة، و10 كنائس فرعية، وقلايات للرهبان، وحجرة طعام، ومعصرة للزيتون وجامع فاطمي ومكتبة كبيرة، بالإضافة إلى منطقة خدمات تشمل مخازن الحبوب والمطابخ والأفران، ويعود تاريخ إنشاء بعض هذه المنشآت إلى القرن الرابع الميلادي.
وتعد مكتبة دير سانت كاترين من أهم المزارات التي يهتم بزيارتها زوار الدير سواء من السائحين أو المهتمين والدارسين للمخطوطات والنادر من الكتب القديمة، فهي تحوي ستة آلاف مخطوط، منها 600 مخطوط باللغة العربية، علاوة على المخطوطات اليونانية والأرمينية والإثيوبية والقبطية والسوريانية، وهي مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسفية، وأقدمها يعود للقرن الرابع الميلادي، كما تضم المكتبة عددًا من الفرمانات الصادرة من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب، ومن أهم مخطوطات الدير، مخطوطان خرجا منه في ظروف تاريخية معينة، أحدهما محفوظ بالمتحف البريطاني والآخر بتركيا.
المخطوط الأول: وهو مخطوط التوراة اليونانية المعروف باسم (كودكس سيناتيكوس) الذي كتبها "أسيبوس" أسقف قيصرية عام 331م وقد اكتشفها بالدير الروسي "تشيندروف عام 1869 م وعرضها على قيصر روسيا إسكندر الثاني الذي اشتراها من الدير بثمانية آلاف فرنك وطبع منها نسخا أعطى منها للدير وظل الأصل عنده حتى عام 1923 حتى باعتها الحكومة الروسية للمتحف البريطاني مقابل مائة ألف جنيه إسترليني".
المخطوط الثاني: العهد النبوي الذي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم طبقا لتعاليم الإسلام السمحة كعهد أمان للنصارى يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وكنسائهم، ولقد أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية حين دخوله مصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد.
يسلمووو ع الطرح والصور الرائعه
تحيتي
يسلممموا اوسكار
موضوع رائع
يسلممموا اوسكار
لا عدمنا روعة جديدك
يسلمو اخوي اوسكــاــر
على الطرـح ولـ صور الرائـعـه<<
اهلا خجل
نورتى
اهلا ساندرا
نورتى
اهلا نغم
نورتى
اهلا شبح
شكرا لمرورك
يسلموووووووو على الطرح اوسكار
موضوع مميزمن عضو رائع ومميز
تقب مرورى
تحيتى الك