مُطلةٌ بـ رأسها من نافذةِ الحاضرِ المقيتِ غفلةً .!
ومساحاتٌ شاسعةٌ على مرمى البصرِ تمتدُ رهبةً .!
وأحرفٌ صامدةٌ تعلمُ ما يخُطُ القلبُ قبل القلم إرتباكاً.!
مُتلعثمةٌ تسيرُ بخطواتٍ للوراءِ المخنوقِ دهشةً .!
لِتختَرِقَ المجهولَ من واقعٍ مريرٍ حاصرها عُنوةً .!
وحيرةُ نفسٍ غارقةٍ في وهم الدُنيا بلاءً .!
وروحٌ لطختها محاجرُ الذنوبِ المُهلِكةُ رِياءً .!
وبنظرةٍ غارقةٍ في الوهم تسائلت : أهذه حقاً أنا ؟؟
أهذهِ روحي ذاتُها التي خُلِقت وجُبِلت على الشفافيةِ ورقةِ الإحساس ؟؟
أم هو الزمن من غيَّرها وغدرت بها أهواء الدنيا الفانية؟؟
تذكرت تلك الليلة .. إنها الليلة الموعودة ..
هي الليلة التي إنتظرتُها لتُطهرني من كل ما عَلِق بمحاجر قلبي من وحلِ الذنوب ..
ليلةُ القدرِ التي ستُعِيدُ لي حياتي الحقيقية وما أفقدتنيه الدنيا من محاسن قلبية ..
حجبتها فتنة الشهوة الملهية .!
وتكاثَفَتْ الخيبةُ لِتَحْشُرني في زوايا مُظلمة تُسَوِفُ لي عملي في بَرَاثِنَ ممتلئةٍ بالسواد ..
أقف فيها صفر اليدين لـ أجدني محشوة بذنوبٍ طال مكوثها ..
متكئةً على عُكازِ غفوتي وغفلتي .!
فتعتريني الحيرة المسكونة في نفسي .!
وعلى عتباتِ الإحتلالِ المزمنِ في قلبي يإنُ تحت وطأة الذنوب ومرارة
التوبة الغائبة .!
أكان من الصعبِ أن يُزرع الإيمان في قلبي وبين ضلوعي ؟؟
أوكان سـ يُزعِجُني أن أبدأ حياةً جِديةً حقيقيةً أنقذُ بها نفسي ؟؟
ورياح التوبة لم تعد كفاية لتمحي خطايا عالقة .!
فليس في الحياة ما يساوي لحظةَ قُربٍ حقيقيةٍ من خالقها ’.,
تناقض وتضاربُ أهواءٍ يُعَشْعِشُ داخلي حتى غدا عقلي ساحة قتالٍ بين هواي الحاضر وضميري المغيب عمداً .!
هواي يخاطبني بإلحاح : لاتحرمي نفسكِ وشبابكِ روعة الحياة ولذة الشهوات ..
وضميري المُغيب يتلآلئ يعانِقُ دمعتي يلازمني حين تجرحني شهوتي
وأراهُ ينازعني .. لا تَضْعُفي فقد حان الوقتُ للبدءِ بالحياة الحقيقية ..
فلم يتبقى لي سوى قلبٌ بالذنبِ لا زالت ترتعدُ فرائصه ..
وروحٌ ممتلئة بخيبة رجاءٍ تُحاوِلُ لَعقَ شيئٍ من فُتَاتِ رحمة بارئها
بتنهيدةٍ متشبثةٍ بـ الدعاء .,’
لعل دمع بكائها يغفر لها خطاياها ويتوحد بدمع السماء
الغافي على سحابةِ قهرٍ.. ورجوى تتنفسُ العفو قهراً .!
لا زالت ترتجي فضلك وتُقَبِّلُ الأمل برحمتك ..
ولا زالت تنفث بقايا توبتها المجنونة
المبحوحة غصةً والدمع يناديك "ربــــــاه"
وجسرٌ اللقاءِ يحركُ كل جوارحها راجياً الموتَ في رحمتكَ قريباً ..
ومليئةٌ بالإيمانِ تستعطفُ فضلكَ فهي منك تهربُ إليك ..
مُمَارِسةً البكاءَ وتختنقُ إنهياراً ,,
لكن الدمع يخونني ولا ملجأ للهرب من نهايتي .!
فـ كيف سأبدأ حياتي الجديدة ؟؟
كيف سيكون ما تبقى لي من رمضان ؟؟
الآن اقف وكلي يقين بأني سأكونُ أكثر وفاءً وأكون أقوى في وجه الشيطان ,,
ورمضان شهر التوبة تذوب فيه كل المعاصي لتزرع فيّ الفضائل ..
فلا نجاة إلا بـ إنتزاع الثوب الملطخ بدم الخطيئة وإرتداء لباس التقوى ..
ورمضان أفضلُ وقتٍ للتغيير ,,
فهل أعقِدُ نيةَ التوبةِ الآن .. أمْ أُ أَجِلُهَا لـِ رمضان القادم ؟؟
مشاركه قل مايقال عنها أنها رائعه ..
اعجبني ماطرحت وقدمت .. لك خالص تقديري وتحياتي .. |