وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ
إن الله تعالي أوحي إلي بعض الصديقين:-
إن لي عباداً من عبادي يحبوني وأحبهم ، ويشتاقون إليَّ وأشتاق إليهم ، ويذكروني وأذكرهم ، وينظرون إليَّ وأنظر إليهم ، فإن حذوت طريقهم أحببتك وإن عدلت عنهم مقتك قال:- يا رب وما علامتهم ؟ قال:-
يراعون الظلال بالنهار كما يُراعي الراعي الشفيق غـنمه ، ويحنون إلي غروب الشمس كما يحن الطائر إلي وكره عند الغروب ، فإذا جنَّـهم الليل واختلط الظلام وفـُرشت الفرش ونصبت الأسرة
وخلا كل حبيب بحبيبه
نصبوا إلي أقدامهم وافترشوا إلي وجوههم وناجوني بكلامي وتملقوا إلي بإنعامي فبين صارخ وباك ، وبين متأوه وشاك ، وبين قائم وقاعد ، وبين راكع وساجد ، بعيني ما يتحملون من أجلي ، وبسمعي ما يشتكون من حبي ، أول ما أعطيهم ثلاث:-
– أقذف من نوري في قلوبهم فيخبرون عني كما أخبر عنهم .
– لو كانت السموات والأرض وما فيها في موازينهم لا ستقللتها لهم.
– أقبل بوجهي عليهم : فتري مَن أقبلت عليهم يعلم أحد ما أريد أن أعطيه. (الإحياء 4/342)
فإن كل النعم التي يجود بها علينا رب العالمين أي خيره إلينا نازل كافينا وناصرنا ورازقنا و شرنا إليه صاعد فيحلم علينا لنتوب فيغفر لنا فيدخلنا في رحمته ويمُـن علينا بالجنة بعد أفعالنا.
1- فيتعايشون في هذه الآية :- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيراً"الأحزاب41 [ فيكون من الذاكرين أو المتفردين أي يذكرونه تعالي مع ذكره لهم]
2- وهو الله جل في عُلاه الذي يُصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلي النور[ الخروج من الظلمات أي الخطايا ويأخذهم إلي نوره تعالي ]
3- تحيتهم يوم يلقونه سلام [الجنة التي وعد المتقون فهم عباد الله تعالي وعباد الرحمن]
تحدث القرآن الكريم في سبعة مواضع عن عباد الله خمسة بسورة الصافات وصفهم بالإخلاص وأنهم المخلَصين وموضع بسورة الدخان كانت رسالة لهم ليظهروا إيمانهم في قوله تعالي:- "أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ"الدخان 18وموضع بسورة الإنسان ووصفهم بمِنة رب العالمين عليهم في الجنة بالعيون التي تفجر لهم في قوله تعالي:-
" عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا"الإنسان 6 (عينا) بدل من كافورا فيها رائحته (يشرب بها) منها (عباد الله) أولياؤه (يفجرونها تفجيرا) يقودونها حيث شاءوا من منازلهم
وقد حدثنا رب العالمين عن عباد الرحمن في موضعين تشريفاً لهم فهذه مواصفات لابد لكل مؤمن منا أن يجتهد ويتصف بهذه الصفات التي تحتاج إلي الصبر
فمن صفاتهم التي ذكرها رب العالمين في آخر سورة الفرقان وجاءت في هذه السورة لأنها تفرق بين الحق والباطل فهم في قوله تعالي:-
أي هم أيضاً الذين يبيتون في الليل ساجدين لله ، قائمين يصلون صلاة التهجد ؛ لأن ذلك أبعد عن الرياء وأكثر خشوعاً أي هم الذين "إذا جنَّـهم الليل واختلط الظلام وفـُرشت الفرش ونصبت الأسرة وخلا كل حبيب بحبيبه نصبوا إلي أقدامهم وافترشوا إلي وجوههم"
للعبد بين يدي الله موقفان : موقف بين يديه في الصلاة وموقف بين يديه يوم لقائه ، فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الأخر ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف في قوله تعالي:-
"وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا"الإنسان-27(إن هؤلاء يحبون العاجلة) الدنيا (ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً ) شديداً أي يوم القيامة لا يعملون له
فنرجوا أن لا نكون من الذين يحبون الدنيا فنعيش بالسجود وبالتسبيح طول الليل والنهار.
وقد دعوا ربهم أيضاً قائلين ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ، إن عذابها كان لازماً دائماً
فهم الذين إذا أنفقوا شيئاً من أموالهم لم يسرفوا فالإسراف هو الخروج عن حد الاعتدال بكثرة الإنفاق ولم يقتروا أي البعد عن البخل والتضييق في الإنفاق وكان إنفاقهم وسطاً معتدلاً ، لا زيادة فيه ولا نقص .
وهم الذين لا يعبدون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون عمداً النفس التي حرم الله إلا بحق [وهو الكفر بعد الإيمان] و الزني من يفعل أحد هذه الثلاث يلقي في الآخرة عقاباً وهو جزاء الإثم [الذنب]
" إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا"الفرقان،1-72
ولكن من تاب من ذنوبه في الدنيا ، وآمن بالله ورسوله وعمل بما أمر الله تعالي به وانتهي عما نهي عنه ، فأولئك يجعل في الآخرة مكان أعمالهم السيئة أعمالاً صالحة بأن يمحو عنهم المعاصي ويثبت مكانها الطاعات وكان الله كثير المغفرة والرحمة لعباده التائبين المحسنين فمن تاب توبة نصوحة تاب الله تعالي عليه أي رجع رجوعاً صحيحاً قوياً مرضياً عند الله تعالي
وهم أيضاً الذين لا يشهدون الشهادة الكاذبة عمداً ولا يحضرون مجالس باطلة لأن يشهدون تعني أيضاً يحضرون أي حضور لأي باطل فهم بوجودهم حتى لا يشتركوا في هذا الباطل فهم يشهدوه أي يحضروه أي موافقون عليه لأن المـُشاهد كالمـُشارك (كالأفراح وما يحدث بها من خـُلطة ورقص وغيرها من المنكر) وإذا مروا باللغو فهم معرضين عنه أي إنهم يترفعون عن حديث اللغو من قول أو فعل ومشاركة أهله .
(والذين إذا ذكروا) وعظوا (بآيات ربهم) القرآن (لم يخروا) يسقطوا (عليها صماً وعمياناً ) بل خروا سامعين ناظرين منتفعين.
فهم الذين إذا وعظوا بالقرآن ، أقبلوا عليه سامعين مبصرين منتفعين ولم يعرضوا عنه أي هم الذين تحدث الله تعالي عنهم في الحديث
" وناجوني بكلامي وتملقوا إلي بإنعامي فبين صارخ وباك وبين متأوه وشاك وبين قائم وقاعد وبين راكع وساجد" فتأمل الخطاب القرآني تجد مـَلكاً له المـُلك كله الذي يسمع ويـَري ويُعاقب ويـُكرم ويُهيمن ويخلق ويرزق ويميت ويقدر ويقضي ويدبر فنتأمل كيف يُثني علي نفسه ويُمجد نفسه ويحمد نفسه وينصح عباده ويدلهم علي ما فيه سعادتهم وفلاحهم ويرغبهم فيه ؛ ويُحذرهم مما فيه هلاكهم ويتعرف عليهم بأسمائه وصفاته ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه .
والذين يدعون قائلين : ربنا أعطنا من أزواجنا وأولادنا ما تقر به عيوننا أي أسباب السرور ، أي تسر به نفوسنا بتوفيقهم للطاعة والصلاح والفضيلة ، واجعلنا قدوة في الخير وهذا دليل علي مشروعية طلب الرئاسة الدينية للقيام بموجبها ، لا للفخر بها.
فأوحي الله تعالي إلي داود:-
*** "أقذف من نوري في قلوبهم فيخبرون عني كما أخبر عنهم" أي قذف نور الهدي في قلوبهم إذا دخل القلب انفسح وانشرح وزالت عنه الأسباب المانعة كالضلالة والمعصية فعند ذلك ذكر الجوارح بالأعمال الموجبة لدار القرار، والمنجية من سخط الملك الجبار؛ وصلاح القلب يصلح بنور الإيمان وبنظر الملك الرحمن وفساده إنما هو بظلمة العصيان ووساوس الشيطان فعليه أن يُخبر عنه تعالي لأن الدال علي الخير كفاعله.
فقال الله تعالي :-" أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا"الفرقان
فهم الذين يجزون الغرفة أي أعلي المنازل في الجنة وأفضلها بسبب صبرهم علي مشاق الطاعة وتجنب المعاصي ويلقون في الدرجة الرفيعة تحية من الملائكة وسلاما ماكثين فيها بكل النعيم الدائم
أنا الله لا إله غيري ، فإني كتبت الرحمة علي نفسي . وقضيت العفو والمغفرة لمن استغفرني ، أغفر الذنوب جميعاً ، صغيرها وكبيرها لمن استغفرني ، ولا يكبر ذلك علي ولا يتعاظمني ، فلا تـُلقوا بأيديكم إلي التهلكة ولا تقنطوا من رحمتي ، فإن رحمتي سبقت غضبي ، وخزائن الخير كلها بيدي ، ولم أخلق شيئاً مما خلقت لحاجة كانت مني إليه ، ولكن لأبين به قدرتي ، ولينظر الناظرون في ملكي ، ويتدبروا حكمتي ، وليُـسبحوا بحمدي ويعبدونني لا يُشركون بي شيئاً ، ولتعنوا الوجوه كلها إلي { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } .
وجل سكون الناس من عظم المكر
وقد قال صلى الله عليه وسلم : { أيها الناس ، عليكم بالسكينة ، فإن البر ليس في الإيضاع } .
اختلف في الجاهلين على قولين : أحدهما : أنهم الكفار .
فيه وجهان : أحدهما : أنه بمعنى حسن وسداد .
الاثنين 6 ذو الحجة 1445
جزآك الله خير أخوي مرسل
الف شكر لطرحك القيم
واسكنك فسيح جنآته
لقلبك
باركــ الله فيكــ اخوووي على طرحكـــ
جزاك الله الجنة
تحيتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير
واثابك جنته
دمت بخير
..
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك اخى مرسل على طرحك القيم
نور الله قلبك ونفع بك الاسلام والمسلمين
اثابك الله جنته
اطيب التحايات
ينقل اخى مرسل الى القسم المناسب نهر القران الكريم
جزآك الله خير
وجعله في ميزآن حسنآتك
بارك الله فيك
هلآ وغلآ
جزآك الله خير أخوي مرسل الف شكر لطرحك القيم واسكنك فسيح جنآته لقلبك |
هلا وغلا ومرحباانفاس الكلام
يسلمواا ويعطيك العافية للتواجد
والمشاركة مع اجمل تحياتي بالود
باركــ الله فيكــ اخوووي على طرحكـــ
جزاك الله الجنة تحيتي |
هلا وغلا ومرحبا دلع عيني
يسلمواا ويعطيك العافية للتواجد
والمشاركة مع اجمل تحياتي بالود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير واثابك جنته دمت بخير .. |
هلا وغلا ومرحبا همسة حزن
يسلمواا ويعطيك العافية للتواجد
والمشاركة مع اجمل تحياتي بالود
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك اخى مرسل على طرحك القيم نور الله قلبك ونفع بك الاسلام والمسلمين اثابك الله جنته اطيب التحايات ينقل اخى مرسل الى القسم المناسب نهر القران الكريم |
هلا وغلا ومرحبا بلاك لاين
يسلمواا ويعطيك العافية للتواجد وخير ماتعمل به
مع اجمل تحياتي بالود