إن العمل الصالح في اصطلاح القرآن والسنة هو طاعة الله تعالى بامتثال أمره واجتناب نهيه، والبعد عن معاصيه، أي العمل بما جاء به كتابه وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- على مستوى الفرد والأسرة والأمة مع الإخلاص في ذلك.
فالإيمان بالله والكفر بالطاغوت، وأداء الشعائر التعبدية التي يتحقق فيها الإخلاص وإتباع الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وأداء الحقوق إلى أهلها، من مال أو شهادة أو وظيفة، والالتزام بالحلال والحرام، وإقامة الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا، والحكم بما أنزل الله، وغير ذلك مما ورد في القرآن والسنة كله من العمل الصالح في اصطلاح القرآن الكريم والسنة النبوية.
وليس العمل الصالح قاصرا على ما يفهمه كثير من المسلمين اليوم من أنه الشعائر التعبدية فقط، كالصلاة والصيام والحج والذكر المعروف بمعناه الضيق الذي لا يثمر التسليم المطلق لله تعالى، فذلك جزء من العمل الصالح.
فهم سلف الأمة لمعنى الإيمان والعمل الصالح:
لقد كان الإيمان والعمل الصالح بمعناهما الشامل الذي عناه الله تعالى مفهوما لدى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ومما يدل علي ذلك قول عائشة- رضي الله عنها- وقد سئلت عن خلق رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: {ألم تقرأ القرآن، وتلت قول الله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}. (القلم: 4) {كان خلقه القرآن}.[راجع تفسير الآية في تفسير القرآن العظيم لابن كثير].
وكانوا رضي الله عنهم على ضوء هذا الفهم يجتهدون في العمل بمقتضاه، بحيث يتلون الآيات، ويتدبرون معانيها، ويفقهونها حق فقهها، ويعملون بما فيها، ولا يتجاوزونها بدون عمل، وقد سجل ذلك ابن مسعود، رضي الله عنه، فقال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات، لم يجاوزهن، حتى يعرف معانيهن والعمل بهن).
وقال أبوعبد الرحمن السلمي:
( حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي- صلى الله عليه وسلم-، وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا). [تفسير القرآن العظيم]
هذا هو منهج رسول الله، ومنهج أصحابه والتابعين لهم بإحسان في معرفة معنى الإيمان والعمل الصالح الواردين في القرآن، وهذا هو منهجهم في العمل بهذا الكتاب، وهذا المنهج هو الذي يتحقق به للأمة الصلاح والفلاح، فإذا أراد المسلمون اليوم-ويجب أن يريدوا-أن يحققوا في أنفسهم ما أراد الله منهم أن يحققوه فعليهم أن يقرؤوا القرآن ويتدبروه، ويفتش كل واحد منهم عن نفسه في آيات هذا القرآن، وما فيها من أوامر الله ونواهيه، ومن الصفات التي يحبها الله ويثني على أهلها ويعد عليها بالثواب، والصفات التي يبغضها الله ويذم أهلها ويعد عليها بالعقاب، ليحاسب القارئ نفسه ويعمل بما يرضي ربه ويترك ما يسخطه.
وإن الأمة التي تهمل العمل بهذا الكتاب وقد شرفها الله بحمل أمانته والقيام به لأمة خاسرة تستحق أن يستبدل الله بها غيرها فهل تعي هذه الأمة واجبها وتقوم بوظيفتها، فتحقق بذلك الخلافة في الأرض بعمارتها، وقيادة الأمم إلى عبادة الله في الأرض ونشر العدل ومحاربة الظلم.
﴿ وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون﴾ النور: 55
﴿ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور﴾ الأنبياء: 40-4 .
أو تتمادى في غيها والبعد عن ربها بتركها العمل بهذا القرآن فتنال عقاب الله لها في الدنيا والآخرة: ﴿يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إن لا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير﴾. التوبة: 38-39.
﴿وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم﴾ محمد: 38.
ومثل العمل بالقرآن العمل بسنة الرسول- صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ الحشر:7.
وقال تعالى: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوالله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا﴾ الأحزاب:21.
منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
آسٌِِّلآمً
|
شرح وافي اخوي اسلام
باركـــ الله فيكــــ
يعطيكـــ العافية على جديدكـــ
الى الامام دووم
تحيتي
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تسلم الايادى اسلام طرح رائع جدا بارك الله فيك
جعله الله فى ميزان حسناتك
اطيب التحايات
هلا وغلا خيي الفاضل اسلام الله يبارك فيك عالطرح وتسلم ايدك يالغلا |
تسلم على النقل الا كثر من رائع
جزاك الله عنا كل خير
تقديري واحترامي
نورتى الطرح بحضورك الراقى
تشرفت بحضورك الراقى
نورت الطرح بحضورك الراقى
نورتى الطرح بحضورك الراقى