الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله ،، أما بعد .. فالملاحظ على بعض طلاب العلم أنهم يقعون في الخطأ ومخالفة الصواب، وهذا لا عيب فيه إذا رجعوا للحق ووافقوه، ولم يتمادوا في باطلهم، إذ من طبيعة البشر الخطأ إلا من عصمه الله من الأنبياء والرسل فعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ". رواه الترمذي وابن ماجه. فالراجعون إلى الحق نقول لهم جزاكم الله خيراً وأصلح الله حالنا وحالكم ولكن العيب كل العيب أنه إذا تبين له الخطأ يصر على خطئه وباطله، ويدافع عنه وينافح، ويرد النصوص الشرعية، ويرد منهج السلف الصالح؛ لأجل إصراره على موقفه. فإلى هؤلاء المصرين على باطلهم أكتب هذه المقالة رجاء أن ينفعني الله وإياهم بها وأقول لهم ولنفسي . قد قال عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} قال العلامة السعدي :" { وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، الذين أقوالهم صدق، وأعمالهم، وأحوالهم لا تكون إلا صدقاً خلية من الكسل والفتور، سالمة من المقاصد السيئة، مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة". وقال عز وجل {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} قال العلامة السعدي بعد بيانه لأوامر الله التي سبقت هذه الآية :" لما أمر تعالى بهذه الأوامر الحسنة، ووصى بالوصايا المستحسنة، وكان لا بد من وقوع تقصير من المؤمن بذلك، أمر الله تعالى بالتوبة، فقال: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ } لأن المؤمن يدعوه إيمانه إلى التوبة ثم علق على ذلك الفلاح، فقال: { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } فلا سبيل إلى الفلاح إلا بالتوبة، وهي الرجوع مما يكرهه الله، ظاهراً وباطناً، إلى: ما يحبه ظاهراً وباطناً، ودل هذا، أن كل مؤمن محتاج إلى التوبة، لأن الله خاطب المؤمنين جميعاً، وفيه الحث على الإخلاص بالتوبة في قوله: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ } أي: لا لمقصد غير وجهه، من سلامة من آفات الدنيا، أو رياء وسمعة، أو نحو ذلك من المقاصد الفاسدة" انتهى. وعن عَمْرِو بن الْعَاصِ أَنَّهُ سمع رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال :"إذا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وإذا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ". متفق عليه . وقد اشتملت هذه النصوص على مسائل عظيمة، ومن أهمها مسألتان : المسألة الأولى: أن العبد المسلم غير معصوم من الخطأ تعمداً كان أو سهواً وغفلة. والمسألة الثانية: أن على العبد المسلم أن يتوب إلى الله ويرجع للحق إذا تبين له خطؤه. والرجوع إلى الحق دأب السلف الصالح، وحال العلماء الأتقياء: قال ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما :" قَدِمَ عُيَيْنَةُ بن حِصْنِ بن حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ على ابن أَخِيهِ الْحُرِّ بن قَيْسٍ وكان من النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ وكان الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أو شُبَّانًا فقال عُيَيْنَةُ لابن أَخِيهِ يا ابن أَخِي لك وَجْهٌ عِنْدَ هذا الْأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لي عليه قال سَأَسْتَأْذِنُ لك عليه قال ابن عَبَّاسٍ فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ له عُمَرُ فلما دخل عليه قال هِيْ يا بن الْخَطَّابِ فَوَاللَّهِ ما تُعْطِينَا الْجَزْلَ ولا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ فَغَضِبَ عُمَرُ حتى هَمَّ بِهِ فقال له الْحُرُّ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قال لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عن الْجَاهِلِينَ} وَإِنَّ هذا من الْجَاهِلِينَ والله ما جَاوَزَهَا عُمَرُ حين تَلَاهَا عليه وكان وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ" أخرجه البخاري قال ابن تيمية :" كان عمر بن الخطاب وقافاً عند كتاب الله وكان أبو بكر الصديق يبين له أشياء تخالف ما يقع له كما بين له يوم الحديبية ويوم موت النبي ويوم قتال مانعي الزكاة وغير ذلك وكان عمر بن الخطاب يشاور الصحابة فتارة يرجع إليهم وتارة يرجعون إليه … وربما يرى رأياً فيذكر له حديث عن النبي فيعمل به ويدع رأيه وكان يأخذ بعض السنة عمن هو دونه في قضايا متعددة وكان يقول القول فيقال له أصبت فيقول والله ما يدرى عمر أصاب الحق أم أخطأه" انتهى. وقال عمر بن الخطاب في رسالته إلى أبي موسى الأشعري في القضاء وآدابه :" لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق فإن الحق قديم وإن الحق لا يبطله شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل". قال عبد الرحمن بن عمر يقول قلت لأبي يوسف في المسجد الحرام : واختصم إليك رجلان في امرأة ليس بينهما بينة كيف القول في ذلك أو كيف تقضي ؟ قال : أنظر فإذا رأيت أنها لأحدهما دفعتها إليه . قلت : فإنك دفعتها إليه فبات معها فلما كان الغد رأيت أنها للآخر . قال : آخذها فأدفعها إلى الآخر . قلت : فإنك رددتها إلى الآخر فلما كان الغد رأيت أنها للأول . قال : أردها إليه إذا رأيت ذلك . قلت: فما حجتك في ذلك قال كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري قال :" فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل". قلت له : يا معتوه وهذا هكذا الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل هو أن يقضي الحاكم بالرأي ثم يتبين له ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيرجع إليه. وأما قولك هذا فهو الرجوع من الباطل إلى الباطل" انتهى.
يسلمو احلام
بارك الله فيكى
تحياتى ليكى يا عسل
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ويعطيكي العافية احـــــلآآأإأمـ
جزاكى الله خير
تسلم أيدك أحلام
طرح رائع
تحياتى
بارك اللة فيكي
ارق تحياتي
صح كلامك احلام
فعل الرجوع الى الحق خير من التمادي في الغلط
يعطيكي الف عافية اختي على الطرح الجميل
ودي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ….
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه …
وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ….
يا رب لا تجعلنا من المصرين على اخطاءهم واجعلنا من العائدين دائما الى طلب مرضاتك وعفوك …
اختي الغاليه احلام : جعل الله لكي في كل حرف صعود درجات للوصول الى الفردوس الاعلى من الجنه …
بورك فيكي غاليتي …. دمتي برعاية الله وحفظه … والى الامــــــــــــــــــــــــــــام ….
سلمتم وبارك الله بكم وعليكم ودمتم بود
اختكم احــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـلام