تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الحياء

الحياء

  • بواسطة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

فإن من الصفات الحميدة التي دعا إليها الشارع: صفة الحياء؛ قال تعالى عن موسى – عليه السلام – عندما سقى للمرأتَيْن: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} [القصص:25]، وعن سعيد بن زيد – رضي الله عنه -: أن رجلاً قال: يا رسول الله، أوصني، قال: ((أوصيك أن تستحيَ من الله؛ كما تستحي رجلاً من صالحي قومك))[1].

وعن أبي مسعود البدري – رضي الله عنه -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إنَّ مما أدرك الناس من كلام النبوَّة الأولى: إذا لم تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شِئْتَ))[2]، وهذا الحديث فيه دليلٌ على أن الحياء مانعٌ للإنسان من ارتكاب ما يضره في دينه، أو يُخِلّ بأدبه ومروءته، فإذا فُقِدَتْ منه هذه الخصلة؛ لم يُبالِ بما صَنع.

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((الإيمان بضعٌ وسبعون شُعْبَة – أو بضع وستون شعبة – فأفضلها: قولُ لا إله إلا الله، وأدناها: إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياء شُعْبَةٌ من الإيمان))[3].

وكانت العرب في الجاهلية تتحلى بصفة الحياء، فهذا أبو سفيان قبل إسلامه عندما وقف أمام هِرَقْل ملك الروم؛ ليسأله عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبر عن نفسه قائلاً: لولا الحياءُ من أن يأثروا عليَّ كذبًا لكذبت عليه".

قال ابن القيم – رحمه الله -: "وخلق الحياء من أفضل الأخلاق، وأجلّها وأعظمها قدرًا، وأكثرها نفعًا، وهو خاصة الإنسانية؛ فمن لا حياء فيه ليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة، كما أنه ليس معه من الخير شيء، ولولا هذا الخلق – أي: الحياء – لم يُكْرَم ضيف، ولم يوفَ بالوعد، ولم تؤدَّ أمانة، ولم تقض لأحد حاجة؛ ولا تَحَرَّى الرجل الجميل ففعله، والقبيح فتجنبه، ولا ستر له عورة، ولا امتنع عن فاحشة؛ فإن الباعث على هذه الأفعال: إما ديني، وهو رجاء عاقبتها الحميدة، وإما دنيوي، وهو حياء فاعلها من الخلق؛ فقد تبين أنه لولا الحياء – إما من الخالق، أو من الخلائق – لم يفعلها صاحبها… إلى آخر ما قال"[4].

وقال عمر – رضي الله عنه -: "من قَلَّ حياؤه، قلَّ وَرَعُه، ومن قلَّ وَرَعُه، مَات قلبه"[5].

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: "مرَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على رجل من الأنصار، وهو يعِظُ أخاه في الحياء، فقال: دعه فإن الحياء من الإيمان"[6].

قال الشاعر:
إِذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي
وَلَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا تَشَاءُ
فَلا وَاللهِ مَا فِي العَيْشِ خَيْرٌ
وَلا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الحَيَاءُ
يَعِيشُ المَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ
وَيَبْقَى العُودُ مَا بَقِيَ اللُّحَاءُ

قال ابن القيم – رحمه الله -: "ومِنْ عُقُوبات المعاصي: ذَهَاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل خير، وذهابه ذهاب الخير أجمعه، فقد جاء في الحديث الصحيح: ((الحياء لا يأتي إلا بخير))[7]، والمقصود أن الذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية، حتى إنه ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم؛ بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعل، والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء، وإذا وصل العبد إلى هذه الحال لم يبق في صلاحه مطمع، ومن استحيا من الله عند معصيته استحى الله من عقوبته يوم يلقاه، ومن لم يستح من معصيته لم يستح الله من عقوبته". أ هـ [8].

ومثاله: ما يقوم به بعض الذين يسافرون إلى الخارج؛ لقضاء الشهوات والملذات، ثم يخبر أحدهم بجريمته التي فعل من شرب خمر أو فاحشة، أو غير ذلك من المعاصي؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((كل أمتي مُعَافًى إلا المُجَاهِرِين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح – وقد ستره الله – فيقول: يا فلان، فعلت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه))[9].

وهؤلاء لهم نصيب من قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور: 19].

وهنا أمر ينبغي التنبه له: وهو أن ترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ليس مِنَ الحياء، قال تعالى: {وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب: 53].

قال الإمام النووي: "قد يُشكِل على بعض الناس من حيث إن صاحب الحياء قد يستحي أن يواجه بالحق من يُجِلُّه، فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وقد يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق، والجواب عن هذا ما أجاب به جماعة من الأئمة – منهم أبو عمرو بن الصلاح -: أن هذا المانع ليس من الحياء؛ بل هو عجز وخور ومَهَانة، فالحياء الحقيقي خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق". اهـ[10].

وقد حث النبي – صلى الله عليه وسلم – على إنكار المنكر وأمر بتغييره؛ فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه؛ فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))[11].
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

عليهـ افضل الصلاهـ والسلامـ

جزاكـ اللهـ خير غاليتي

وغفر اللهـ لكـ ولوالديكـ

سلمت اناملكـ ,….

الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

يسلمواااااااااااااااااااااااا

دانة الرياض

ويعطيك العافية وتقبلي مروري مع التحية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتُه

جزاكِ الله كل خير أختى الكريمه

ربنا يبارك فيكِ….

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يُنعِم علينا بالحياء …

واللهُم استرنا فى الدنيا والآخره .

امييييييين

والمسلمين اجمعين

نورتوو يالغاالين بمروركم العطر

عسى ربي لايحرمني من طلتكم

مودتي..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم جملنا بالحياء

جزاك الله خيرا

وبارك فيك

ورزقك الجنه بدون حساب

تحيتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكـ الله خيرا دانهـ

وجعله في ميزان حسناتكـ

دمتي بحفظ الرحمن

دانه الرياض

جزاج الله كل خير اختي

وجعله في ميزان حسناتج

وأثابك الله خير الثواب

يعطيج العافية

تقبلي تحياتي ،،،،

امييييييين

وياااكم ياارب العاالمين

الله يعطيكم العاافيه ع مروركم الرائع

كم يسعدني مروركم احباائي

مودتي..

الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لاسف اختى الكريمه الحياء اصبح عمله نادره فى هذا الزمان لا حول ولا قوه الا بالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.