تخيل أن للذنوب رائحة
من رحمته سبحانه و تعالى بنا أنه يسترنا بعد المعصية
فلنتخيل لو فضحنا الله بعد المعصية،
يجد كل واحد فينا على باب بيته لائحة مكتوب عليها فلان عصى و فعل كذا و كذا
أو تخيلوا معي لو كان للذنوب رائحة،
فكلما ارتكبنا معصية خرجت منا رائحة، يا الله، فلن يطيق أحد منا الآخر
ولكن من رحمته بنا أنه يسترنا .
سرق أحد الرجال فأخذوه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقال الرجل: أقسم بالله هذه أول مرة
فقال عمر: كذبت إن الله لا يفضح عباده من أول مره
حقا إنه قانون الرحمة يعلمنا إياه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
(إن الله لا يفضح عباده من أول مره ).
لما نزل القحط والعطش في قوم سيدنا موسى عليه السلام خرج القوم إليه وقالوا له:
ادعوا لنا ربك ينزل علينا المطر
فخرج موسى عليه السلام وهو كليم الله وخرج معه سبعون من العابدين الزاهدين
وأخذ موسى يدعو ويناجي ربه
فقال الله: يا موسى، فيكم رجل يبارزني بالذنب منذ أربعين سنة وبسببه منعت منكم المطر
فقال له موسى: ومن هو يا رب ؟
قال له: ناد بقومك عليه وسوف يجيبك
فقال موسى: كيف أنادي بسبعين رجل يا رب ؟
فقال له الله عز وجل: عليك المنادى وعلينا البلاغ
فخرج موسى لقومه وقال:
يا من خرجت معنا اليوم وقد بارزت الله بالمعاصي أربعين سنة أخرج فمنعنا الله المطر منك
عندها استحى الرجل أن يخرج فيفضح أمره
فقال إن خرجت يفضح أمري وإن جلست هلك موسى وقومه بسببي
عندها غطى رأسه بردائه وقال:
اللهم إني تبت إليك وما أن انتهى من كلمته حتى انهمرت عليهم السماء ماءا
فقال موسى: يا رب سقيتنا ولم يخرج ذلك الرجل، فقال الله، بسببه سقيتكم
فعلم موسى أنه قد تاب، فقال موسى: يا رب من هو كي أهنئه ؟
فقال الله : يا موسى، لم أفضحه وهو يعصينني أربعين سنة، وتريدني أن أفضحه عندما تاب
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض
تحياتي