خروف العيد

فاختصّه الرحمن ُ بالشرف ِ المنيف ِ
وظلّ على الدهر آية جـود

يا حُسن سَمْـتكَ فى العيون وأنت
تستهدى بنـُضرة مقلتين وجيــد

أخشى عليك وأنت تدرُج فى
معاطفك الحسان الوشى عَينَ حسود

وأراكَ تخطو هـيّـناً مترفقاً
كالثامـل المتـهالك العـربـيـد

آناً وآناً تستخفك نشـوة ٌ
فإذا بظبى ٍ فى الفـلاة ِ شـرود

ما ناوشتك الحــادثاتُ وإنـما
سَاجْـلتـها بنـطاحك المعهـود

مأمأت من فجر ِالزمان ِولم يزل
لك فى ضميرالكـون لحـن خـلود

آنست بيتى منذ أسبوع ٍ فآنسنى
حـُـداءٌ بـــارع ُ التـجــويـد

فبسطت وجهى وتركتك تستبد
كــما تشاء بنا بغــير ِ قـيـود

ولقد يلـذ ّ لنا ادّكارك بعد أن
نلـقاكَ بين مـُدامة ٍ وثـريــد

وهذى طفلة ٌ فى عمر الصبا
تدعوك للإنشاد ِ والتغـريـد

بكرت تطارحك الثغاء وأنت
تحسنه بجرس ٍ ساحر ٍ ونشيد

كم صفـّقتْ لك فى الصــباح ِ
وناسَمَـتك بحبها وولائها المعهود

وإذا تـُمأمىء جاوبتك كأنما
نغم ٌ يرن بمسمعى من عُــود

هى فى براءتها تحاكى وما دَرَت
أن القضاء جـرى بحـز ّ وريد

قد أوفدوكَ وأقدموكَ لعلـــما
نفضى إليك بسُنـّة التوحـيد

فغدوت تخطر بين هودَج بهجة ٍ
ومسرَّة ٍ يزهيك طوق حــديد

وعليك سَمتُ الخاشعين وحكمة ِ
المتأملين وفيك شارة ُ صيد

ويحفُ موكبك الحُداة كأنما *
قـد حَـفّ سيّـدَها ولاءُ عبـيـد

عجبى وقد حشدوا عليك وفاءهم
وولاءهم فى يومك المشهود

هم يعقدون لك اللواء وأنت
منهم فى شَـكاة مُصفـّـدٌ مشدود