تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ولسوف يعطيك ربك فترضى

ولسوف يعطيك ربك فترضى

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

للهموم وجوه كثيرة أسوأها الوقوف عند حافة اليأس و فقدان الأمل وفي الآونة الأخيرة زار قلبي ضيف ثقيل لا يكاد يبرح مقامه فقد ابتليت بأمر أرهقني فالغم لازمني و الحزن صاحبني و الهم أحرق مقلتي و الدمع أغرقني… الفرح إن حضر يوما غاب بقية أيامي, القلب بحرارة يشتكي و ينادي الذي أهمني و لكن لا حياة لمن ينادي فبقي الألم يواسيني و الظلام يحضنني … نظرت للسماء شاكيا همي ألتمس رؤية الحمام لكني وجدتها مليئة بالغمام كأنها محملة بالغموم و كافة أنواع الهموم… و نظرت للأرض باكيا قلبي وجدت الحب فيها سرابا و القلوب مملوءة حقدا و عذابا…

فقدت ما أريد و أقام في قلبي كل هم كئيب و فقدت الكنز الثمين و كدت أفقد اليقين إلا أني رفضت الإن**ار و وجهت وجهي للعزيز الغفار له الحمد و الثناء مقتديا بالأنبياء… فتحت المصحف فسبحان الله وقع بصري على الآية: { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } هاج قلبي و ضج و أحسست بأن الخطاب موجه لي:

"يا أيها المهموم ال**ير يا أيها المغموم الحسير… يا أسير الحزن أبشر ثم أبشر ثم أبشر فما ودعك ربك… إذا غطى ظلمة الحزن بجلبابه نهارك و أطبق الغم بجناحيه عالمك فلسوف نعطيك و نرضيك…

إن عصفت بك عواصف الهم و زلزل قلبك الغم و أغرقك أمواج الحزن و اجتمعت عليك المصائب و نوائب الدهر و كثر عليك المصاعب فاهتف باسم رب المشارق و المغارب و سيزول كل تلك المتاعب… إن ضاق صدرك بالهموم و الغموم فاهتف يا حي يا قيوم فسترضى بالمقسوم…

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

يا عبد الله ربك أعلم بك منك و أعلم بمصابك و بلواك و يعلم متقلبك و مثواك و مأواك و يسمع دعائك و نجواك … إذا ألم البلوى قصم ظهرك و أوهن جسمك فسيكشف غمك و ينقض ظهرك… إن داهمك أمر عظيم سيكفيك ربك العظيم…

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إن باعدك الأصحاب فرب الأرباب أدناك و اختارك من خلقه و ابتلاك… إن لم ينفعك الأقارب و الأنساب و تقطعت بك الأسباب فما ودعك ربك و ما قلاك… إن فقدت عزيز و إن فارقك حبيب فنحن منك قريب و أقرب من حبل الوريد…

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إذا الهم طغى و بغى و كل من صاحب رجوته اتبع هواه فهوى و غوى و ودعك و قلى و لم تعرف كيف تستقيم على طريقتك الأولى و الفرح اختفى و تولى فاذكر شديد القوى محيى الموتى الذي أنشأك النشأة الأولى فهو قادر على أن يعيدك سيرتك الأولى إن وجدك عبدا إذا ذكر ربه صلى و نهى النفس عن الهوى و كان على الهدى…

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إن ابتليت بمصيبة تحل النقم و ذنوب تغير النعم و حرمان ورث الندم و إن زللت للحصول على مريدك و ذكرتنا فنحن نغفر الزلة ونضع عنك وزرك و إن أذلك مريدك فنحن نجبر تلك الذلة و ننقض ظهرك و ***ح صدرك و نرفع لك ذكرك… إن همت نفسك بالمعصية و ابتليت بارتكاب السيئة فأكرمناك بفعل الحسنة و محونا عنك الخطيئة…

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إن كنت في أمرك في حيرة عمياء و أذن الآخرين عن سماعك صماء و أصابتك الضراء فاعلم أن ربك يسمع و يرى و لسوف يعطيك ربك فترضى وليذيقنك نعماء بعد ضراء … إن لم يفهمك إلا القلة فسنجعلهم لك نعم الخلة و لسوف نعطيك و نرضيك ألم نجنبك فعل الرذيلة و أكرمناك بالأخلاق الكريمة الفضيلة!؟

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إن أحاطك الشيطان و لم تجد من يعطيك الحنان فتذكر الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء المنان خالق الأكوان الذي أغرقك بالنعم على مر الأزمان فاعتصم بالقرآن فهو الركن إن خانتك أركان و لسوف يعطيك ربك ما لم يكن في الحسبان و كل منه إحسان …

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إذا ابتغيت أمرا و لم تبلغه و منعك الآخرون فما كان عطاء ربك محظورا بل ممنوح يغدو و يروح… إن طلبت ذوي الشأن و ردوك فتذكر ربك الذي كل يوم هو في شأن يعز و يزل يضيق و يوسع يبتلي فلان بالمحنة و يدفع عن علان النقمة و ذلك منه منة. يقي الإنسان شر نفسه و سلمه من شرور خلقه يسهل الشديد و منجز الوعيد …

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إن كان حب المرضى من الورى بحب ليلى و سلمى و ندى و منى ذاك الحب الداني لنرزقنك قلبا يسري شوقا للقاء ربك الأعلى و لنكرمنك بالحب الراقي كمثل النبي موسى حين قال: "وعجلت إليك رب لترضى"

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إن كنت في زمرة المحزونين ذوي القلوب المن**رة الخاشعة الصادقة فالله يغيث المنكوبين و ينصر المستضعفين و الصادقين و يجيب دعوة المضطرين رب إذا سئل لا يرد سائله و إذا رجي لا يخيب رجاءه أهل التقوى و أهل المغفرة …

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إن أظلمت أمامك الدروب و اشتدت الخطوب و الكروب فاذكر علام الغيوب بالخضوع و الخشوع ليشع قلبك نورا و يمتلئ صدرك سرورا و حبورا فمنك الدعاء و منه الإجابة فهو ربك الأعلى و لسوف يعطيك فترضى… إن انقطعت الآمال و أكثرت السؤال و شكوت لربك الحال ليبدلنك الحال …

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

يا عبد الله سبح اسم ربك الأعلى ولسوف يعطيك ربك فترضى … إن ضاق صدرك وسعناه و إن مرضت شفيناك و إن ابتليت عافيناك …

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين
اسال الله لى ولكم الهداية والرضا من رب العالمين
اللهم من اعتز بك فلن يذل،
ومن اهتدى بك فلن يضل،
ومن استكثر بك فلن يقل،
ومن استقوى بك فلن يضعف،
ومن استغنى بك فلن يفتقر،
ومن استنصر بك فلن يخذل،
ومن استعان بك فلن يغلب،
ومن توكل عليك فلن يخيب،
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع،
ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،
اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا

اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا محمد و علي آله
و صحبه و سلم و الحمد لله رب العالمين

ينقل للقسم المناسب

جزاكى الله خيرا

خليجية

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.