تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وراء باب داري القديمة غرباء

وراء باب داري القديمة غرباء

  • بواسطة

وراء باب داري القديمة غرباء

استيقظت صباح هذا اليوم على حلم جميل ، فيه رأيت بيت الطفولة ، يزهى على ربوة …وتلفه أشجار اللوز المزهرة من كل الجهات ، حتى بدا كعروس تتألق بثوبها الأبيض …………..

بيت الطفولة فيما مضى ، كان موطني الصغير ، كان عشي وأمني ومصدر راحتي ….

كان لداري حديقة كبيرة ، بتراب أحمر له رائحة عتيقة كرائحة المطر ، فيها أربع شجرات زيتون وشجرة اجاص وشجرة تفاح كبيرة ضخمة ، يا ما تسلقنا فروعها ولعبنا على أغصانها …

وعندما كبرت كان لا يحلو لي الدراسة إلا تحت عريشتها ( شجرة العنب ) ، ممتزجة بزقزقة العصافير الدورية …

خليجية

وكنت أدرس في الجامعة ، في منطقة تبعد حوالي ساعة وأكثر عن داري ، وكنت أفضل السفر على البقاء مع صديقاتي في السكن الجامعي ، وأقطع المسافات بردا أو حرا ، عواصفا أو ثلجا ، مطرا أو صحوا …المهم أن أبقى للدراسة في داري …
وأقدم الامتحان ثم أعود لأحضانها …

وإذا اضررت للغياب كنت أبكي بحرقة لعدم تمكني من الذهاب اليها …

في يوم زفافي بكيت مطرا على فراقها ….

ثم مرت الأيام وأصبح بيت الزوجية وطني وعشي …

ولكنّ معزّة داري القديمة لن يزول أبدا …

خليجية
وفي يوم كنت آتية للزيارة مع زوجي ، وعندما دخلت الدار فوجئت بجدار عال يخفي الحديقة ..
شعرت بالاختناق ، وبكآبة سوداء تعتصر قلبي الصغير …
كان أخي بعد زواجه قد قطع الأشجار وبنى بيتا له مكان الحديقة …
وأخي الآخر سكن في قسم البناء …. فانقسمت الدار الى بيتين …

ومرت الأيام ….

وباع الأخوان الدار القديمة والبناء الجديد ….

ولم يعد لدي دار طفولة … وماتت ذكرياتي … أهداها أخوايّ للغرباء ..

حتى لم أعد أجرؤ على النظر عند المرور قربها … أو قرع الباب ..
لأن وراء الباب غرباء …

ذكريات الطفولة بقيت في دمعي الذي ينهال على وجنتي عند التذكر …
بقيت في ابتسامتي الحيرى ….
بقيت في قلبي ..
في عقلي الباطني الذي جعلني أرى هذا الحلم …

خليجية

قررت أن أكتب لكن ، في قسم أسرار البنات ، لأني أعرف أن شعور البنات كشعوري، عندما كنت بنتا تدرس ولا تشعر بالأمان إلا في دارها …
كتبتُ هنا لأني أريد تنبيه البنات ، كي لا يعطي الأهل الدار للأولاد يمزقوها ويفصلوها ثم يبيعوها …

لأنها دار الذكريات القديمة ….

وأريد أن أسأل البنات :

ماذا تعني لك دارك او بيتك ؟؟؟

ماذا تفعلين لو كنت مكاني ؟؟

أنا لم أفعل شيئا وابتعدت بصمت
هل كان عليّ التحدث ، أو منع عملية البيع بطريقة ما ؟

وشكرا لكن وعذرا منكن على ادخالكن في التفاصيل الصغيرة ..

أخيرا هذه الأبيات للشاعر أبو سلمى ( عبد الكريم الكرمي ) أهديها لكن :

هل تسألين النجم عن داري وأين أحبابي وسماري

داري التي أغفت على ربوة حالمة بالمجد والغار

الشمس لا تضحك الا لها تهدي اليها وشي أستاري


خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.