تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

  • بواسطة

هل جزاء الإحسان إلا الإحسانفضيلة الشيخ / ناصر بن مسفر الزهرانيلإحسان دليل على النبل، واعتراف بالفضل، وعرفان للجميل، وقيام بالواجب، واحترام للمنعم، ينبئ عن الصفاء، وينطق بالوفاء، ويترجم عن السخاء؛ بالإحسان يشُترى الحب، ويُخطب الودّ، وتكسب النفوس، ويُهيمن على القلوب، وتستعبد الأفئدة.

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

الإحسان دليل على النبل، واعتراف بالفضل، وعرفان للجميل، وقيام بالواجب، واحترام للمنعم، ينبئ عن الصفاء، وينطق بالوفاء، ويترجم عن السخاء؛ بالإحسان يشُترى الحب، ويُخطب الودّ، وتكسب النفوس، ويُهيمن على القلوب، وتستعبد الأفئدة.

الإحسان عطاء بلا حدود، وبذل بلا تردد، وإنعام دونما منّ، وإكرام لا يلحقه أذى، والله تعالى أي إحسان إلا إحسانه، وأي إنعام إلا إنعامه، وأي كرم إلا كرمه، وأي جود إلا جوده، وأي فضل إلا فضله، وأي لطف إلا لطفه، وأي عطاء إلا عطاؤه، وأي بِرٍّ إلا بره، خلق الإنسان في أحسن تقويم وصوره فأحسن صورته، وامتد إليه إحسانه وهو نطفة في ظلمات ثلاث، وعَمَّه بإحسانه طفلاً، وأنبته نباتاً حسناً، ورباه بنعمه وأحسن مثواه؟، وأحسن إليه شاباً يافعاً وعاقلاً راشداً، وشيخاً مسناً ووصى الإنسان بوالديه إحساناً، وأمره الله تعالى بالإحسان مع كل شيء وإلى كل شيء، وفي كل شيء، ورتب عليه عظيم الأجر، وبديع القدر، ووافر الإكرام { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا } … [إبراهيم:34].

دعاك إلى الإحسان لأنه أحسن إليك: { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ } … [القصص:77].
{ هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } … [الرحمن:60].

الأولى أن يقابل الإحسان بالإحسان رغم أن البون شاسع، والفرق كبير بين إحسان وإحسان، فماذا تساوي قطرة من إحسان منك مع بحور الفضل وأنهار الإحسان وقنوات العطاء منه جل وعلا، بل وإن إحسانك ما هو إلا من إحسانه إليك ولطفه بك أن هداك لذاك فهو المحسن الغفور الودود.

إلهي إذا ما عشتُ في الأرض محسناً فليس بفيض من ذكائي ولا فضلي
فأنـت الـذي يسرتـني وهديتـني إلى الخير والإحسان يا واسع البذل
الإحسان من أفضل منازل العبودية، بل هو حقيقتها ولبها وروحها وأساسها، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

فهو لب الإيمان، وروح الإسلام، وكمال الشريعة، وهو يدخل في سائر الأقوال والأفعال والأحوال، وأعظم درجات الإحسان هي الإحسان مع الله جل وعلا، ثم إحسان المرء مع نفسه وأهله وسائر المخلوقين، حتى يشمل البهائم والعجماوات، يقول ـ صلى الله عليه وسلم: ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ).

وقد ورد في الحديث الصحيح: ( أن امرأة بغياً رأت كلباً في يوم حار يُطيف ببئرٍ، قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها فغفر لها ).

وكل أصول وفروع المعاشرة وآدابها، وكل قوانين التعامل ترجع إلى الإحسان، فهو يشمل محيط الحياة كلها في علاقات العبد بربه، وعلاقاته بأسرته، وعلاقته بالجماعة، وعلاقته بالبشرية جميعاً، بل وعلاقته بسائر المخلوقات.

والمحسن محبوب من المخلوقين، ومحبوب من الخالق، ولذلك كانت منزلة المحسنين عند الله تعالى عظيمة، ومرتبتهم كبيرة، ودرجاتهم عالية، قال تعالى: { هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } … [الرحمن:60]. أي ليس من جزاء لإنعامي عليكم بالإيمان والتوحيد إلا الجنة، ويبين تعالى أنه مع المحسنين بتوفيقه وحفظه وتأييده، فقال: { إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } … [النحل:128].

وأعلن جل وعلا محبته للمحسنين في أكثر من آية فقال: { وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } … [آل عمران: 134]، وأخبر تعالى أن رحمته قريبة من المحسنين، فقال: { إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } … [الأعراف:56]. وطمأن المحسنين بأن إحسانهم محفوظ، وعملهم مشكور، وفعلهم مبرور، فقال تعالى: { فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } … [هود:115]، بل أدخل السرور عليهم، وأعلن البشارة لهم، فقال في آيات كثيرة: { وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ } ….[الحج:37].

بل لقد أعطى على الإحسان ما لم يعط على غيره فقال تعالى: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } … [يونس:26].

فهو تعالى يخبر أن من أحسن في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح أبدله الله الحسنى في الدار الآخرة، وأسكنه الجنة وأعطاه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وزاده مقابل إحسانه زيادة عظمى أكمل مما مضى، وأجمل مما ذكر، وهي النظر على وجهه الكريم جل وعلا، وتأمل هذا الجزاء البديع والمنزلة الرفيعة التي استحقها المحسن لأنه عاش عمره، وقضى حياته وهو يعبد الله كأنه يراه، ويرقبه في كل حركة وسكنة وكأنه ماثل أمامه يستحيي منه، ويخاف بطشه ويخشى عقابه، ويقدره حق قدره فحقق الله له الرؤية، وأنعم عليه بان كشف له الحجاب لينظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم.

قرأ ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الآية: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } وقال: ( إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادٍ: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقّل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا عن النار؟ قال: فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ولا أقرّ لأعينهم )، { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ { 22 } إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } … [القيامة: 22 ، 23].

والثواب العظيم في جنة المولى وفيها يكون الرضى والخلودُ
كل نفسٍ تحظى بما تشتهيهـه حورُ عين فيها وطلعٌ نضيد
لبن سـائغٌ وشهْـدٌ مصفّـى ولدى ربك الكـريم المـزيد

وما جزاء الإحسان إلا الإحسان

يُحكى أنه فى القرن الأول الهجرى كان هناك شاباً تقياً يطلب العلم
ومتفرغ له ولكنه كان فقيراً ، وفى يوم من الأيام خرج من بيته من شدة
الجوع ، ولأنه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق إلى أحد البساتين التى
كانت مملوءة بأشجار التفاح . وكان أحد أغصان الشجر متدلياً فى
الطريق فحدثته نفسه أن يأكل هذه التفاحة ويسد بها رمقه ولا أحد يراه
ولن ينقص هذا البستان بسبب تفاحة واحدة . فقطف تفاحة واحدة وجلس
يأكلها حتى ذهب جوعه ، ولما رجع إلى بيته بدأت نفسه تلومه وذهب
يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب : يا عم ، بالأمس
بلغ بى الجوع مبلغاً عظيماً وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك
وهاأنذا اليوم أستأذنك فيها ، فقال صاحب البستان : والله لا أسامحك ، بل
أنا خصيمك يوم القيامة عند الله . بدأ الشاب يبكى ويتوسل إليه أن
يسامحه ، وقال له : أنا مستعد أن أعمل أى شىء بشرط أن تسامحنى
وصاحب البستان لا يزداد إلا إصراراً وذهب وتركه والشاب يلحقه
ويتوسل إليه حتى دخل بيته ، وبقى الشاب ينتظرخروجه إلى صلاة
العصر ، فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب واقفاً ودموعه تتحدر
على لحيته فزادت وجهه نوراً غير نور الطاعة والعلم ، فقال الشاب
لصاحب البستان : يا عم ، إننى مستعد للعمل فلاحاً فى هذا البستان من
دون أجر باقى عمرى أو أى أمر تريد ولكن بشرط أن تسامحنى ، عندها
أطرق صاحب البستان يفكر ثم قال : يا بنى ، إننى مستعد أن أسامحك
الآن لكن بشرط . فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال : اشترط ما
بدى لك يا عم . فقال صاحب البستان : شرطى هو أن تتزوج ابنتى
صُدِم الشاب من هذا الجواب وذهِل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم
أكمل صاحب البستان قوله : ولكن يا بنى ، اعلم أن ابنتى عمياء وصماء
وبكماء وأيضاً مقعدة لا تمشى ، ومنذ زمن وأنا أبحث لها عن زوج
استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها ، فإن وافقت عليها سامحتك
صُدم الشاب مرة أخرى بهذه المصيبة الثانية وبدأ يفكر : كيف يعيش مع
هذه العلة خصوصاً أنه لا زال فى مقتبل العمر ؟ وكيف تقوم بشئونه
وترعى بيته وهى بهذا الحال ؟ بدأ يحسبها ويقول : أصبر عليها فى
الدنيا ولكن أنجو من ورطة التفاحة ، ثم توجه إلى صاحب البستان وقال
له: يا عم ، لقد قبلت ابنتك وأسأل الله أن يجازينى على نيتى وأن يعوضنى
خيراً مما أصابنى ، فقال صاحب البستان : حسنا يا ابنى موعدك الخميس
القادم عندى فى البيت لوليمة زواجك وأنا أتكفل لك بمهرها ، فلما كان
يوم الخميس أتى الشاب متثاقل الخطى ، حزين الفؤاد ، منكسر الخاطر
ليس كأى زوج ذاهب إلى يوم عُرسه ، فطرق الباب ففتح له أبوها
وأدخله البيت وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث قال له : يا بنى ، تفضل
بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير
وأخذ بيده وذهب به إلى الغرفة التى تجلس فيها ابنته ، فلما فتح الباب
ورآها فإذا فتاة بيضاء أجمل من القمر قد انسدل شعرها كالحرير على
كتفيها ، فقامت ومشت إليه فإذا هى ممشوقة القوام وسلمت عليه وقالت : السلام عليك يا زوجى . أما صاحبنا فقد وقف يتأملها كأنه أمام حورية
من حوريات الجنة نزلت إلى الأرض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم
لماذا قال أبوها ذلك الكلام ، ففهمت ما يدور فى باله فذهبت إليه
وصافحته وقبلت يده وقالت : إننى عمياء من النظر إلى الحرام وبكماء
من الكلام فى الحرام وصماء من الاستماع إلى الحرام ولا تخطو رجلاى
خطوة إلى الحرام ، وإننى وحيدة أبى ومنذ عدة سنوات وأبى يبحث لى
عن زوج صالح ، فلما أتيته تستأذنه فى تفاحة وتبكى من أجلها قال
أبى : إن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له حرىٌّ به أن يخاف الله فى
ابنتى . فهنيئاً لى بك زوجاً وهنيئاً لأبى بنسبك ، وبعد عام أنجبَت هذه
الفتاة من هذا الشاب غلاماً كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة
أتدرون من ذلك الغلام ؟

إنه الإمام أبو حنيفة صاحب المذهب الفقهى المشهور

قال تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
سورة البقرة الآية 156

جزاك الله خير

يعطيك العافيه على تقديمك

الى الامام دوووم
مودتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلع عيني دلع خليجية
جزاك الله خير

يعطيك العافيه على تقديمك

الى الامام دوووم
مودتي

اثابك الله ونفع للك يوم القيامة

شكرااللمرور والتواجد السريع

مع التحية بالودط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير مرسل انا كنت قرات القصه هذي من قبل لكن عرضك ليها كان سرد جميل ومشوق
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة من حبي ليك لغيري اعطيك خليجية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير مرسل انا كنت قرات القصه هذي من قبل لكن عرضك ليها كان سرد جميل ومشوق
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

هلا وغلا ومرحباااا

من حبي ليك لغيري اعطيك

يسلمواالمرورك وتواجدك العذب

ومرورك الاجمل مع اجمل تحياتي بالود
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

بارك الله فييييييييييك

عالطرح

وووووووووودي لكم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجة الدنيا خليجية
بارك الله فييييييييييك

عالطرح

وووووووووودي لكم

هلا ومرحباا
يسلمواالتواجدك ومشاركتك

مع اجمل تحياتي بالود
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلم ايدك ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دفـ القلوب ـا خليجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلم ايدك ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

شكرا لتواجدك ومشاركتك بنتي دفالقلوب

الله يوفقك ربي ويشفيك
مع تحياتيط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بارك الله فيك اخى مرسل على روعه طرحك المميز جدا كما عودنا

جزاك الله الف خير واثابك جنته

مودتى ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.