تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مدينة الزهراء الأندلسية

مدينة الزهراء الأندلسية

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

خليجية

مدينة الزهراء تمثل احدي ثمرات التميز . بناها معلن الخلافة في الأندلس، عبد الرحمن الناصر، الأمير الثامن من سلالة عبد الرحمن الداخل، صقر قريش. يقول المؤرخ ابن خلدون عن حقبة الناصر لدين الله: "ومدت إليه أمم النصرانية من وراء الدروب يد الإذعان، وأوفدوا عليه رسلهم وهداياهم من روما والقسطنطينية في سبيل المهادنة والسلم والاعتمال فيما يعن في مرضاته. ووصل إلى سدته الملوك من أهل جزيرة الأندلس المتاخمين لبلاد المسلمين بجهات قشتالة وبنبلونة وما ينسب إليها من الثغور الوفية، فقبلوا يده والتمسوا رضاه واحتقبوا جوائزه وامتطوا مراكبه".

يقول أيضاً المؤرخ المقري في نفح الطيب: "ذكر ابن حيان وغير واحد أن مُلك الناصر بالأندلس كان في غاية الضخامة ورفعة الشأن، وهادنه الروم وازدلفت إليه تطلب مهادنته ومتاحفته بعظيم الذخائر، ولم تبق أمة سمعت به من ملوك الروم والافرنجة والمجوس وسائر الأمم إلا وفدت خاضعة راغبة وانصرفت عنه راضية".

يوجز ابن الآبار بالوصف التالي: "أذعن له ملوك الروم ورغبوا في مصاهرته".

كان من الطبيعي أن يتطلع الخليفة إلى بناء مدينة تليق بالتطورات، خصوصاً وان قرطبة ضاقت على سكانها رغم كل التوسعات، ضاق قصر الخلافة في قرطبة بالحاشية والإدارة، وارتفع الضجيج وسط المدينة وحول القصر قرب المسجد الجامع. اختير موقع الزهراء على مسافة ثمانية كيلومترات من قرطبة، وخلال أعوام اتصل العمار بين المدينتين.

في الزهراء التقى الراوي سليمان مع الأمير هشام وتعلم معه درس أسبوعي، وتفرج في طفولته على حديقة الحيوان في الزهراء، وعاد للتواصل لاحقاً مع هشام عندما أصبح خليفة محجوزاً عليه بين أسوار الزهراء.

في عهدي والد هشام، الخليفة الحكم المستنصر بالله، وجده الناصر، كانت الزهراء مقر الخلافة والإدارة وضرب النقود، ووصفها الإدريسي الذي زارها بالقول: "مدينة عظيمة مدرجة البنية، مدينة فوق مدينة…. فكان الجزء الأعلى منها قصوراً يقصر الوصف عن صفاتها، والجزء الأوسط بساتين وروضات، والجزء الثالث فيه الديار والجامع.

خليجية

مدينة الزهراء تمثل احدي ثمرات التميز . بناها معلن الخلافة في الأندلس، عبد الرحمن الناصر، الأمير الثامن من سلالة عبد الرحمن الداخل، صقر قريش. يقول المؤرخ ابن خلدون عن حقبة الناصر لدين الله: "ومدت إليه أمم النصرانية من وراء الدروب يد الإذعان، وأوفدوا عليه رسلهم وهداياهم من روما والقسطنطينية في سبيل المهادنة والسلم والاعتمال فيما يعن في مرضاته. ووصل إلى سدته الملوك من أهل جزيرة الأندلس المتاخمين لبلاد المسلمين بجهات قشتالة وبنبلونة وما ينسب إليها من الثغور الوفية، فقبلوا يده والتمسوا رضاه واحتقبوا جوائزه وامتطوا مراكبه".

يقول أيضاً المؤرخ المقري في نفح الطيب: "ذكر ابن حيان وغير واحد أن مُلك الناصر بالأندلس كان في غاية الضخامة ورفعة الشأن، وهادنه الروم وازدلفت إليه تطلب مهادنته ومتاحفته بعظيم الذخائر، ولم تبق أمة سمعت به من ملوك الروم والافرنجة والمجوس وسائر الأمم إلا وفدت خاضعة راغبة وانصرفت عنه راضية".

يوجز ابن الآبار بالوصف التالي: "أذعن له ملوك الروم ورغبوا في مصاهرته".

كان من الطبيعي أن يتطلع الخليفة إلى بناء مدينة تليق بالتطورات، خصوصاً وان قرطبة ضاقت على سكانها رغم كل التوسعات، ضاق قصر الخلافة في قرطبة بالحاشية والإدارة، وارتفع الضجيج وسط المدينة وحول القصر قرب المسجد الجامع. اختير موقع الزهراء على مسافة ثمانية كيلومترات من قرطبة، وخلال أعوام اتصل العمار بين المدينتين.

في الزهراء التقى الراوي سليمان مع الأمير هشام وتعلم معه درس أسبوعي، وتفرج في طفولته على حديقة الحيوان في الزهراء، وعاد للتواصل لاحقاً مع هشام عندما أصبح خليفة محجوزاً عليه بين أسوار الزهراء.

في عهدي والد هشام، الخليفة الحكم المستنصر بالله، وجده الناصر، كانت الزهراء مقر الخلافة والإدارة وضرب النقود، ووصفها الإدريسي الذي زارها بالقول: "مدينة عظيمة مدرجة البنية، مدينة فوق مدينة…. فكان الجزء الأعلى منها قصوراً يقصر الوصف عن صفاتها، والجزء الأوسط بساتين وروضات، والجزء الثالث فيه الديار والجامع.

راوينا سليمان يقدم تفاصيل دقيقة شاملة عن حياة الزهراء. كتب المؤرخين الذين عايشوا حياة المدينة القصيرة لم تبخل بالجزئيات هي الأخرى. خلفاء وأمراء بني أمية اشتهروا بالبناء المعماري مثل المسجد الأقصى في القدس والجامع الأموي في دمشق ومدينة الرصافة في صحراء الشام وقصور أريحا والأردن المليئة بالرسومات.

عبد الرحمن الداخل أقام في قرطبة رصافة له يختلي فيها ولا زالت المنطقة تحمل اسمها للآن، والعديد من مدن الأندلس بناها أمراء بني أمية مثل المرية، وبلد الوليد، ومجريط التي أصبحت مدريد، وغيرها من المدن القائمة للان، لكن الزهراء دمرتها أياد إسلامية قبل أن تبلغ الخمسين من العمر وتخربت في عز شباب وقوة الأندلس، ومن بعدها اخذ الانحدار التدريجي طريقة حتى انتهى عهد الغرب الإسلامي تماماً.

خليجية

اهتم الخليفة الناصر بانجاز سريع للقصور في الجزء الأعلى، وببناء الجامع في الجزء المنخفض حتى يتمكن من الانتقال للزهراء قبل اكتمال البناء. تبع ذلك بتشييد الأسواق والحمامات والدور للإداريين والقوات وغيرهم. مساحة الزهراء العليا ألف وخمسمائة متر في سبعمائة وخمسين. ومساحة الجامع خمسين في ثلاثين متر، وصلى فيه الخليفة للمرة الأولى يوم الجمعة التاسع من شعبان سنة ثلاثمائة وتسعة وعشرين.

اشرف على البناء ولي العهد الحكم، واكتملت المدينة بعد توليه الخلافة. اشترك في البناء عشرة ألاف رجل يومياً منهم ثلاثمائة من حذاق البناة ومائتان من النجارين وخمسمائة من المختصين الآخرين. ذكر المؤرخ المعاصر ابن حيان، أن عدد سواري الرخام التي استخدمت أيام الناصر، أي قبل اكتمال البناء، كانت أربعه آلاف وثلاثمائة وثلاث عشرة، منها ألف وثلاث عشرة أحضرت من إفريقيه، وتسع عشرة من القسطنطينية، ومائة وأربعين هدية من ملك رومة.

المياه سيرت إلى الزهراء عبر قنوات أرضية لمسافة خمسة عشر كيلومترا من الجبال المجاورة، وصبت في خزان وزعها عبر مواسير رصاصية، لم يستعمل مثلها في العالم آنذاك، لتصل للقصور والبيوت والمراحيض والحمامات وبرك السباحة والسمك والنوافير.

في الزهراء استقبل الناصر السفراء والملوك مما يرد ذكره بالتفصيل في "راوي قرطبة" وبعد وفاة الناصر في المدينة يوم الثاني من رمضان سنة 350 هجرية، تقلد ابنه الحكم الخلافة إذ اختاره والده من بين إخوته العشرة، وفي الزهراء مات الحكم بعد 15 عام وكان قد رضخ لرغبة صبح وقلد طفله هشام ولاية العهد ولم يكن قد بلغ سن الرشد. بدأت المؤامرات كما يرد بالتفصيل في "راوي قرطبة" وبما هو أشبه بالخيال من صراعات ودور النساء، حتى تحكم محمد العامري اثر تخلصه من الحلفاء الخصوم الأعداء واعتقل الخليفة الطفل في الزهراء وتلقب بالحاجب المنصور.

خليجية

الغي المنصور دور الزهراء وأقام مدينة خاصة به سماها الزاهرة، ثم تولى ولديه من بعده تباعاً حتى ثار بقايا الأمويين عام 399 للهجرة، ولكن أي منهم لم يكن بوزن الأجداد إذ قضوا ثلاثة عقود من الخوف واللجوء والسجون والمطاردات كما يرد في الرواية بالاعتماد على مصادر التاريخ الموثقة.

فتنة، فحرب أهلية، فدمار لزاهرة المنصور، وتدمير للزهراء وإحراقها ونهب خيراتها، حتى جدرانها وحجارتها بيعت لسد عجز خزائن من تكاثروا على الحكم واحدا بعد الأخر.

أثناء 200 عام تلت اندثرت الزهراء في بطن الجبل تحت الرمال، وعندما أحتل القشتاليون قرطبة عام 631 هجرية كانت ذكرى واسم الزهراء قد ضاعت وبقيت كذلك حتى ترجم كتاب نفح الطيب إلى اللغة الانجليزية قبل حوالي قرن ونصف فقط، فعرف الباحثون اسمها وموقعها وأوصافها. أزيل التراب عن أطرافها وواصلت الانتظار حتى سخر الله لها السوق الأوربية المشتركة التي مولت إعادة ترميمها الجاري للآن على إثر دخول اسبانيا للسوق الأوروبية.

يعطيك العافيه على المعلومات القيمه

تقبل تواجدي

هلا

اوسكار

لك منا ارق التحاياا ويسلموووو

مدينة جميلة

يسلموووو ع المعلومات

يسلموا المرور جميعا

ماننحرم من روعة المرور

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.