كيف تُحسنين علاقتك بوالدك؟!
علاقة الأب بابنته خاصة جدا وفريدة من نوعها وتقوم على الصراحة والمحبة فيما بينهما ولكن مع التطور التكنولوجي والحياة العصرية أصبحت العلاقة فيما بينهما أكثر توترا ولذلك عليك اتباع التالي لتحسين علاقتك بوالدك:
إصبري على ما يقوله له والدك وابدئي بمحاولة التفكير في المعنى الكامن خلف بعض العبارات أو الأسئلة المباشرة التي يقولها لك، وحاولي التوصل لهذا المعنى، ومع الوقت سيمكنك فهم الشفرة التي يستخدمها والدك لتوصيل بعض الرسائل المهمة إليك.
وعلى سبيل المثال، إذا لاحظت أن والدك أخذ يراقب تصرفات صديقتك الجديدة لفترة كلما جاءت لزيارتك، ثم سألك يوما: هل تعتقدين بالفعل أنها جديرة بصداقتك؟
لا تعتبري أن هذا مجرد تساؤل يحتاج منك لإجابة تدافعين فيها بحماس عن صديقتك وتؤكدين أنك تحبينها وأن العلاقة بينكما تؤكد على الصداقة المتينة، إنما الأمر غير ذلك تماما، فوالدك لا يحتاج لإجابة على سؤاله، بل كوني واثقة أنه يعني: "هذه الفتاة لا تصلح صديقة لك"، وهي النتيجة التي توصل لها بعد مراقبة تصرفاتها وردود أفعالها لفترة.
لا تدخلي مع والدك في جدال، ولا تتمسكي بموقفك دون تفكير، بل راجعي نفسك وأعيدي النظر فيما تقومين به من أفعال لا يرضى عنها والدك وتأكدي أنه لايريد إلا سعادتك فمثلا إذا كنت على وشك مغادرة المنزل، وفوجئت بوالدك يسألك: هل أنت بحاجة لوضع كل هذا القدر من الماكياج على وجهك؟
وفي هذه الحالة لا تدخلي في جدال مع والدك ولكن كوني متأكدة أن مكياجك مبالغ فيه بالفعل واعملي على إظهار السعادة لوالدك لأن ذلك دليل على اهتمامه بك ورعايته لك واحرصي على أخذ مشورته في أمور تخصك من حين لآخر لأن ذلك يعمل على تقريب المسافات فيما بينكما.
وإذا طالبك والدك بالذهاب لمصالحة شقيقك أو شقيقتك، فهذا يعني أنه يمتدح شخصيتك ويراك أكثر نضجا من الطرف الآخر، وأكثر قدرة على التسامح ونبذ الخلافات، لذا لا تأخذي المعنى حرفيا لتترجميه بأنه يتهمك بأنك أنت المخطئة.
كل ما في الأمر أنه واثق أن الطرف الآخر عنيد للدرجة التي قد تدفعه لعدم الاعتراف بخطئه ومن ثم لن يقدم على المبادرة بالتصالح معك، وهنا قد تتأثر العلاقة بطول الخصام.
هذه مجرد أمثلة لبعض العبارات التي قد يقولها والدك، وتسيئين تفسيرها، مما يؤدي في النهاية لفتور العلاقة بينكما، لذا حاولي أن تفكي شفرة والدك بشكل صحيح، واعتادي على فهم المعنى الخفي خلف عباراته حتى تزدادي قربا منه، وتنعمي بعلاقة وثيقة معه.