دعيني أعرفك على نفسي من جديد

قيل لا تعشقوا الغُرباء ..فإنهم راحلون .

ورغمآ عنى عشقت الغُربة ومن ثم عشقتك ..

لِأَوَّلِ مَرَّه

أنثرك سطرآ سطرآ ..

كسفرِ أخير ومحطةِ أخيره في هذا الكتاب .

أوصيتك بي خيرآ ..

وكما أوصيتني ..بقيت ..

كغريبين .. إلتقينا ..

وقدمنا مُبرارت الفراق سلفآ..

وإختصرنا الوداع ورسمنا الطريق وما إنتهينا

فكـل شيء جميل يليق بذهابنا ..

وكل وجع أنيق أيضآ ..

فما جمعنا لم يقتصر على الفرح ..

ولم يحصرنا بين قوسين الألم ..

أحبك..

فلتأذني لي أن أكرر حبي لكي للمرة المليون

وبأن أراكي وكأني أراكي لأول مره ..

كروح خرجت مني .. لتكوني أنتي ..

وكأنما أنا خرجت منكي ..

فلتأذني لي بأن

أتسلل لنفس الممرات

وأرتمى على صدرك من جديد ..

لم يعكر صفو الحب غيابك ..

وما صفر القلب عن حبك أيان الرحيـل ..

دعيني كجاحد لا أوبخ نفسي ..

وأسير معكي حيثما يكتب القدر ..ويغرسنا المجهول

وإن كنا على موعد مع الموت حبآ ..

فليس على المحبين حرج ..

أن دفنتك معي في قبر من الأحـلام ..

نطوفها بخيال خيّال ..

فكل طريق سلكناه ينادي ..

أن نجدد الرياض فيه بإيقاع خطوات عاشق

بهدوءك الضاخب المثير لجنوني ..

وكل مكان هناك

مازل يغني الأماكن لتحن اللهفة وتستيقظ ..

لتذر المكابرة مشاعر مُنهكــة ..

فحين سقط إسمك من إسمـي سهوآ

ظنتت للرجوع سجدة .وأعود ..

ولكن الوفاء الأكبر أن تستمر الحياة

كان تواطؤ جميل أن نعود ..

أن ننظر إلى الأمس من نافذة الحاضر

وأن يبقى مطلآ حتى الغد ..

فدعيني أعرفك على نفسي من جديد

فأنا أنتي ياسيدتي ..

مليئآ بكي حد التخمـة..

ياأناي الراسخ في كل خليـة ..

ياأنثى إختارت أن تعوضني الدمع بحب أبيض ..

برفقتك سأبقى بحرف وثني ..يعانق

سماءك متدنيـآ في قلبك ..

أبكي البعاد الذي كان

وأندب العناد الذي إخترته ..

فلا شيء أصعب من إخفاء حب سابق

حين يسطع القمر ..

أو تطل الوجوة في المرايا..

وكأنني كنت ذات يوم أحتضر

أبحث عن موت يليق بكي ..

فـلا أموت ..

لأنكي الحياة ..