بقايا حياتي
( 1 )
أغلقت دفتر الزمن وهي على متن طائرة لرحتها الأخيرة وبجملة كتبتها بدموع الندم وقلب ينزف من الألم من حبيب رحل وتركها تصارع الحياة وحدها وتتحدى الصعاب من دون احد
اغلقت دفترها بجملة تعبر عن كل ما مضى وتنوي معاها نسيان الماضي
(((وينك حبيبي وينك…تراني من بعدك انتيهت)))
اغمضت عينها بعد ان نزلت منها اخر دمعة الم وحزن .. لتعيد شريط الماضي .. الأليم .. لترجع ذكريتها الحزينة .. قبل 10 سنين
ليال بنت عمرها 22 سنة .. كانت في بداية عمرها وشبابها .. كانت جملية جدا .. عينها واسعه.. وشعرها بني غامق مموج ناعم وطويل مو مرة يعني لنص ظهرها .. جسمها رشيق وطولها تقريبا 162 سم فمها صغير ودقيق جميلة بمعنى الكلمة غنية ومدللة .. كانت تعيش مع جدها .. وكانت الحفيدة الوحيدة له مالها احد غيره لا اعمام ولا خلات .. توفا ابوها وامها وهي صغيرة فانتقلت تعيش عند جدها ابو امها كان جدها غني وطيب وحنون صاحب شركات كبيرة .. كثير السفر ..كانت حياتها مستقرة وسعيدة حياة كاملة زي ما يتمنها اي انسان مال وجمال و سعادة بس اللي صار لها غير حياتها…..
ليال : جدوو.. فين حتروح اليوم..؟؟
ماجد : اليوم بس اسكتي راح يكون كله شغل وتعب الله يعيني
ليال : لا ايش دا مرة نفسي نخرج اليوم مع بعض السفرة كلها كم يوم كمان في السفر دايما مشغول
أخذ الجد ليال بين يده ورفع راسها ليه وبصوت حنون حنان الجد والاب والام معا: ليلو حبيبتي تدري انت من واحنا هناك ان السفرة دي للشغل وبس.. وانتي اللي اصرتي تجي معاي … بس راح اعوضك عن هاذي الرحلة برحلة تانية من اولها ل اخرها هيصة
ليال : ههههههههه خلاص ولا يهمك طيب..
طالع ماجد بالساعه: اااوف تاخرت كثير يلا انا رايح .. ليلو ترى حولت على رصيدك فلوس هدية لعيد ميلادك..روحي وتسوقي واعزمي اصحابك وإعملي حفلة وسوي اللي تبين… اليوم عيد ميلادك قرب منها ومسكها من كتفها ورفع راسها وابتسم بسعادة وألم…بدات تكبري …
ابتسمت ليال لجدها والفرحة ما توصف بقلبها تحبه حيل.. وباسته بخده : هههه شكرا شكرا شكرا…بس تاكد مهما كبرت حكون معاك وحفيدتك المدللة اللي مالك غيرها..
ماجد : ههههههههههههههههههه خذي راحتك هدية عيد ميلادك ..ولاتنسي تعزمين اصحابك خصوصا حسام تراه يعزك كثير
ليال : هههه مرة شكرا … انا مرة مبسوووطة شكرا شكرا شكرا وهاذي بوسة..باسته براسه وبخده وبيده وحضنته..
ماجد غمض عينه وهو يحضنها : وهذا اهم شي انت حفديتي الوحيدة وابنة اغلى انسانة على قلبي ..هيا انا رايح دحين وبكرة حيكون كل اليوم معاك
خرج ماجد من الفيلا او القصر بالاصح وليال مبسوطه على الاخر..جلست تتخيل براسها الحفلة واللي تبي تسويه….
مرة حيكون اليوم فلله مرة وحشني حسام والبنات والحفلات والرقص .. خليني اتصل بيهم واناديهم عندي اليوم..احلا شي..
ليال : الو..
حسام : الو .. اهلا ليلو .. فيينك انتي اخر مرة اكلمك فيها على النت قلتي لي بسافر لعندك ولا حتى قلتلي متى ولا……. قاطعه صوت ليال وهي تتضحك
ليال : انا عندك يا فااالح كل دا النور وما تحس اني وصلت بس كنت مع جدي كل ذيك الفرة وبعدين انت تعرف جدي من واحنا صغار بس يقول حنسافر بس ما يقول متى ولاحتى فين كويس انو قالي فين دي المرة..المهم اليوم عيد ميلادي وحعمل حفلة في فيلا جدي وابغاك تنادي كل اصحابنا القدامى كللللهم المدرسة الابتدائية وكل اللي نعرفهم واللي انت تعرفهم ابغا اليوم الفيلا تنقلب فوق تحت..
حسام :اووف اووف اووف الله يخارجنا منك انتي شكلك بتقلبي المدينة كلها مو بس الفيلا….
ليال: هههههههههه خلاص يلا مابقي وقت خليني اروح اتجهز ..
حسام : اخيرا حشوفك ياليلو بعد كل ذيك الفترة..
ليال : هههههههههههههه .. مع السلامة
كان حسام وليال اصدقاء من الطفولة وقبل 4 سنوات انتقلت ليال لمدينة تانية بسبب ظروف عمل الجد وهذه اول زيارة للمدينة بعد ما سافرت منها.. حسام اكبر منها بسنتي.. ابيض اللون طويل ونحيف شوي…وشعره خفيف كان رجل عادي مو وسيم ولا بشع عادي زي اي احد..بس ملامحه كانت شوي اكبر من عمره ..قفل حسام من ليال وهو حاس ان الحياة ردت له من جديد..
راح اشوفك اخيرا راح اشوفك بعد كل ذيك الفترة.. كيف صار شكلك ..؟؟ اكيد احلويتي راح يكون اليوم يوم تاني..ماحنساه ابدا راح اعترفلك بحبي راح اعترفلك اني ما اقدر اعيش بعيد عنك واني مارح اسيبك ترجعي تاني تسافري انا مبسوووط مبسوووط..
كانت ليال بدور بالفيلا وهي طايرة من الفرحة ومبسوطة انها بتشوفهم وبتهيصها معاهم
وحشوني كلهم .. والله مرة حيكون اليوم حلوو لو ان امي وابويا موجودين.. ….قطع تفكيرها صوت الجوال ..
ليال: الو .. نعم حسام ايش صار معاك
حسام : كل شي تمااااام على حظك كلهم فاضيين اليوم ..وحنجيك تقريبا الساعة 9
ليال : خلاص يلا خليني اتجهز..مع السلامة
قفلت ليال من حسام وطالعت ساعتها كان الساعة 3 صارت تفكر وش تسوي ..
راح أرقص وأغني واعمل كل شي حأتجنن في هذا اليوم وانسى نفسي ..بس ايش البس .. ابغى لبس بسيطا وانيقا في نفس الوقت…مم حلبس دا الفستان خصوصا انو هدية من جدي اكيد بينبسط لو شافني لبسته.. وووه بس شعري…ياربي على دي الحوسة ياريت في جهاز ادخل فيه هو يلبسني ويعمل كل شي ويريحني يوووه نسيت اكلم السيد احمد يجهز للحفلة..<< السيد احمد هذا رئيس الخدم في منزل الجد وهو قريب جدا من ليال هو اللي كان يتعني بها من وفاة امها وابوها…
نادت ليال السيد احمد وهي قاعده تتجهز للحفلة كانت قاعده تسوي شعرها ويا الخدامة تساعدها كانت ليال ويا الخدم مثل الاصحاب يعني ما كانت مغرورة رغم غناها بالعكس جدها ربها وعلمها على التواضع مثله وعلمها ان الفولس مو كل شي ما خبي عليكم انها كانت تحب الفلوس وتشتري اي شي وباي مبلغ من دون ماتفكر بس ما كنت تكره الفقراء و تتكبر عليهم لا بالعكس..
السيد احمد : نعم يا انسيتي…
طالعت ليال بالسيد احمد وصارت تتلكم وكانها طفله كان السيد احمد رجال كبير شوي عمره تقريبا 52 يعني يجي مثل عمها الكبير
ليال : تخيل اليوم عيد ميلادي وراح اعمل حفلة هنا بالفيلا بغاك تزبط للحفلة من كل شي ومن افخم شي يعني كلم الطباخ يطبخ احلا الاكلات وبل احسن طلب من احلا المطاعم.. وجهز الدي جي وصالة الرقص وافتح الانوار وكل شي زبطه مزبوووط
السيد احمد وهو يبتسم لها على جنانها فهو يعرفها ويعرف انها من يوم واهي صغيرة وهي تحب الحفلات والدي جي والرقص والهيصه ابتسم لها وهو يقفل الباب : حاضر .. و كل سنة وانت طيبة ..
رجع السيد احمد وفتح الباب : اشوفك حايسة بالبس ارسلك الخادمة التانية تساعدكم احسن
ليال : لا لا خلاص انبيلا..تساعدني..
السيد احمد : لا برضو وحده تانية معاك..
طالعت ليال بيدها ونفسها وحست انه وراها مشوااار واحسن لو تجي وتساعدها…
وبعد دقايق دخلت ماريا الخدامة التانية…وجلست تساعد ليال وهي تسوي لها اظافيرها وتحط لها المناكير..لبست ليال في داك اليوم فستان قصير للركبة تقريبا .. بسيط وناعم ماكان فيه شغلات كثير كان مخصر..وفي شوي تتظريز خفيف مايبان ..وفتحت الظهر لين اخر ظهرها … كان لونه off whit ناعم ..
ليال وهي تزبط شعرها شوي وتطالع بالمرايا على نفسها من كل جهة وتدور حول نفسها بغرفة الملابس الكبيرة : اخيرا انتيهت … شكرا يا ماريا وانبيلا خلاص كدا تمام
ماريا : العفو يا انستي ..
انابيلا : شكلك حلو اليوم يلا شوفي حبيب القلب
ليال وهي تضحك : لا لا لا ما توقع في احد…
انبيلا : لييش وحدة مثلك وماتلاقي احد يحبها مستحيل..
ليال : ممكن في احد يحبني بس انا ما اتوقع اني احب .. انا لو ابي احب ابي يكون انسان حنون وقوي ورجال ابغا مثل جدي بالضبط ومافي احد مثل جدي..
قاطع كلامهم احد يدق الباب..
ليال : شوفو مين عند الباب وخلاص روحو انا تقريبا كدا انتهيت ..
راحت ماريا و انبيلا ناحية الباب..
حسام : انا حسام ..
ماريا : انستي حسام..
ليال : دخليه بسرعة
ماريا : تفضل ..
حسام : شكرا ..
وقف حسام في مكانه وكأنه شاف ملاك .. كان الفستان بلونه عليها كانها ملاك او اميرة او شي خيالي…وقف حسام بمكانه .. ضاع حبه..و زاد تعلقه فيها.صار بقلبه كلام كثير…قعد يطالعها وهو يكلم روحه.من زمان ما شوفتك..تغيرتي .. حلويتي..صرتي شي تاني .. احبك.. لو تعرفي…بس خلاص انا اليوم اكيد راح اقلك..
ليال : هههههههههههههههههههه اهليييييييييييين والله من زمان عنك..؟؟
حسام وهو يفتح عينه مثل الاهبل..ويشير بيده: ااننننننتي… شكلك مرررة حللوو.. مشي من مكانه وراح لعندها وهو يطالعها من فوق لتحت ومسك يدها وجلس يلفها عشان يشوفها مزبوط…وهو مندهش ….
حسام : ليااااااااااال وااااااااو مرة تغيرتي … ايش دا ..لالالا والله كبرتي يا بنت..
ليال وهي تضحك : ههههههههه اشبك انت لساتك صغير..مسكت شنباته
بس الله طلعلك شنبات وصرت رجال
حسام : هههههههههه ها تبغين استناك عشان اكبر ولا أستأذن منك أول..وبعدين تعالي هنا فين كنتي مخبية كل دا الجمال..؟؟
ليال :ههههههههههههههههههه ضربته في كتفه ..بطل هبل ..ولاتطالع فيني كدا ..
تدارك حسام الموقف وبارتباك : يلا يلا تراهم تحت يستنوك من زمااااااااااااااااااان
ليال : اووف اووف يا بكاش لساتك ماتبطل ديا العادة..(طالعت بساعتها) اساسا لسا ما مداها تصير 9
حسام : ههههههههههه يلا بس خلينا ننزل
وقف حسام في مكانه يتأمل جمالها .. وشعرها المتدلي على وجهها وهي تلبس حذائها اللي كان ناعم وماشي مع اللبس صمم خصيصا لفستانها ..كانت كأميرت الاميرات ..كانت كملاك بقوامها الرشيق..وعينها الواسعه وفمها الصغير..وحس حسام وقتها باحساس غريب .. دخل على قلبه واصبح يتغلغل بين وجدانه..افاق بداخله الحب القديم.. الحب اللي سكن قلبه ودُ فِـن فيه وما تكلم عنه ولامع اي مخلق ..وهاج ذلك البركان بركان حبه لليال من جديد
رفعت ليال وجهها ونظرت اليه بنظراتها المتميزة والجذابه : ههههههه حسام بطل تطالع منجد انك رجال
حسام : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
وقفت ليال وهي تزبط نفسها يعني اخر شي ترتب شعرها وتتاكد من ان كل شي كامل : يلا خلصت…نظرت اليه بحماس.. من جا معك..؟؟
حسام : دحين حتشوفيهم كلهم
مد حسام يده عشان تمشي اهي اول ابتسمت ليال بغرور فهي تحب دي الحركات كثثثثيييير…ومشيت بغرور ووقفت عند الدرج..ووقف حسام بجنبها واخذ بيدها حسام : خليني امسكك زي الاميرات وانا بجنبك الامير الوسيم اللي تموت فيه كل البنات ولكنه اختارك انتي..!!
ليال وهي تتحرك كتفها بغرور: ههههههههههههههه مرة مصدق نفسك مسكييين..
حسام وهو يبتسم ابتسامة خبيثه : 1 2 3 هيا..
نزلت ليال من الدرج وبجانببها حسام .. نزلت بفستانها البسيط ..نزلت كانها ملاك تنزل من عرشها الرفيع تحت الإضاءة وصوت الموسيقى لعيد الميلاد ..كانت وكانها اميرة من اميرات الارض وأجمل جميلات الكون…نزلت من الدرج بكل هدووء وابتسامتها ماتفارق وجهها..جلست تسلم على أصحابها وتتذكرهم واحد وتعيد معهم الذكريات لين وصلت عند شخصا ما قد شافته من قبل حست بشي اتجاهه ارتاحت له…حست ان عيونه فيها شي.. كان شكله جذاب .. كان شاب تقريبا 25 او 26 سنة.. اسمر اللون..شعره خفيف .. بس حلو عليه..كانت ملامحه قوية و فيها من الاصاله خشمه واقف..فمه شوي كبير..اكتافه عريضه جسمه رياضي..حواجبه عريضه بس انها مرتبه..شعرت بانجذاب ليه << تحب ها الاشكال ليال..جلست تتامل هالرجال من بعيد..وهو يطالع فيها ويبتسم ويشيل عينه عنها كان جالس على احد الكراسي اللي عند البار..وبيشرب…والاضاء إضاة الانوار المونة للرقص والموسيقى عاليه.كان حسام واقف يكلم منى(راح تبان بعدين بالقصة ) طالعت ليال بحسام وبكل هدوء وبرود ونظرات مليئة بالفضول..
ليال : حسام معليش بس مين هذا..واشارت باصباعها على الرجال..
حسام قرب من اذنها وصار يصرخ عشان تسمعها من صوت الموسيقى: هذاك يا سيتي صاحبي الجديد هتان..واحد جديد بالشركة والاصح مو جديد بس توني عرفته..تحبي اعرفك عليه..
ليال وهي تطالع على هتان..وتبتسم وهي ماسكة العصير : ايه..
حسام : منو انتظر هنا لسا بتفاهم معاك…وامسك بيد ليال وراح باتجاه الرجال…هتان انتبه لجيتهم صاير يطالعهم ويبتسم..
وقف حسام بجنب هتان ودار هتان ظهره وطالع فيهم وهو مازال يبتسم..
حسام : هتان هذه هيا ليال اللي كنت اكلمك عنها..
هتان بصوته المبحوح المميز : تصدقين .. ماتوقعتك بهالجمال..
ليال باستحياء وجراة : شكرا..
حسام : ليلو انا بروح بس اشوف ايش صار مع السيد احمد ليش ما يشغل الشريط اللي عطيته اياه..
ليال : ايوا اساسا السيد احمد بارد على الاخر ..
راح حسام من عندهم واخذ وياه منى وراحوا للسيد احمد..
هتان : ينادويك ليلو..
ليال : هههه شفت كيف …سكتت وبصوت هادئ ..انت جيت على هنا قريب مو.. لانو انا كنت عايشة هنا بس ماقد شفتك
هتان : ايوا.. جيت عشان الشركة اللي اشتغل فيها نقلتني في احد فروعها هنا,,
ليال: يوووه انت برضك زي جدي انت والشركات والخرابيط والنقل ..
هتان وهو يحرك يده باستسلام : مابيدي حيله..
عجبها ليال اسلوب وشخصية هتان .. جلست بالكرسي اللي جنبه .. وحطت العصير على الطاولة وجلست رجل على رجل وورفعت راسها وهي تسمع له..
هتان : انت ايش تدرسين..
ليال : انا ادرس…بالهندسة..
هتان : ممم ممتاز..تدري ان الهندسة احلا شغلة .. يعني تكون ملك نفسك .. عارفة تفتحين مكتب وانتي تشتغلين لنفسك..
ليال : اي مجال تقدر انك تكون ملك نفسك فيه
عجب هتان رد ليال وجدالها العنيد : يعني ممكن.
جاهم حسام
حسام وهو يتنفس بسرعه…ويمسك يد ليال يبيها تجي معاه : ليلو ليلو .. لازم توقمي معاي لازم تفتتحي انت الرقص,,
ليال : طيب بس مين يرقص معيا ..وهي تطالع بهتان و حسام بحيره ..
كان حسام وقتها يتامل ان يفتتح الرقص مع ليال وكانت الفكرة هي فكرته ولكن تفجا بان هتان هو من كان صاحب الحظ السعيد قام هتان من مكانه ووقف ومد يده مثل الامير اللي يستئذن من اميرته ترقص وياه…وهو يبتسم باستسلام أخذت ليال بيد هتان وراحت ترقص معه ولم تكترث بمشاعر حسام او حتى تعبره
اخذ حسام مكانه في الحفة وجلس يتامل ليال وهي مع هتان بضحكاتها اللي كانت بكل مكان..جلس يتامل رقصها مع هتان وملامحها السعيده..وقلبه يتقطع كل ما شافها بس تنطفي ذيك النار بملامحها السعيده وابتسامتها .. لان كل اللي يبيه انها تكون سعيده معاه ولا مع غيره حس بالغيرة تقطع قلبه .. حس بالحقد حس بانه وده يطلع من الحفلة الحين بس ليال راح تزعل وهو مابي يتركها تروح لهتان يبي يجلس عشان تنسى هتان وتنتبه له…صار كل تفكيره ايش يسوي لها عشان تنتبه له .. كان يبي يرقص وياها ويقلها لمن يحس ان الوقت يناسب وهم يرقصوا يقلها ليال احبك…يقلها الكلمة اللي حبسها بقلبه سنين بس اخذها هتان من قدامه بكل برود بكل هدوء…جلست ليال طول الحفلة وهي تضحك وترقص مع الكل وانتبهت لحسام اللي كان قاعد بهدوء وراحت له..
ليال واهي رايحة نحية حسام : حسوووووم .. ابتسم حسام لها فاهي حست بيه..
جات عنده ومسكت بيده وجرته وراها لعند طاولة الكيكة…كانت الموسيقى عالية والدنيا هيصة الكل يغني ويا الاغنية ويصقفون ومنى مجنونة جلست ترقص وتستهبل من حركاتها وتفقع البلونات….وهي مبسوطة اشلون ماتنبسط واهي انخطبت من حبيب قلبها هاشم .. ما جا وياها لانه كان مسافر للعمل معين وقفت ليال وجنبها حسام والناحية التانية منى وهتان .. نفخت ليال والكل على الكيك عشان يطفون الشموع .. وجو يسلموا عليها واحد واحد .. وبعدها دخلوا على العشا وليال كانت مبسوطة على الاخر…
انتهت الحفلة وودعت ليال الاصدقاء كلهم وبيقي هتان ومنى وحسام.. جلسوا يستهبلوا ويفتحون الهدايا..ويضحكوا على اشكال بعض..لانهم بالحفلة فقعوا البلونات ورشوا بعض بأشياء غريبة…وبعدها جابوا لوحة كبيرة وجلسو يرمون البولنات المليانة بالالوان وطبعا منى المجنونة رمت البونات على بعض اصحابها وصاروا الباقين يرمون في بعض…يعني اتجنونو على الاخر…..وبعد ما فكوا كل الهدايا كانت الصالة مخبوصة على الاخر كل شي مكبوب وموسخ هتان قام وقف وشال ليال على اكتافه كانت ليال خفيفة..شالها وجلس يستهبل ويجري وهي ماتت من الضحك والصراخ….وتضرب في هتان..منى انبسطت على الهبل دا…اما حسام مات من قهره على اللي قاعد يشوف..بس كل ما ينقهر تجي ليال وترضيه باهتمامها فيه .. بعد مانزلها هتان صار يتنفس من التعب وهو موطي وحاط يده على ركبته ويتنفس اما منى جلست ويا هتان اتونست معاه انتبهت ليال لهدوء حسام راحت ناحيته كان قاعد بعيد عنهم..
ليال : حسام اشبك شكلك تعبان.. معليش تعبتك اليوم..
حسام لا لا بالعكس تعبك راحة..
طالعت ليال على هتان ومنى وهم مابطلوا هبل وجنان.. ونادتهم بصوت عالي واشرت لهم انهم يخرجوا من صالة الاحتفالات عشان يطلعوا لبرة و تنادي الخدم يرتبوا ..
طلعت ليال وحسام للصالة .. اللي بدور التاني..قبل هتان ومنى رمت ليال نفسها على الكنبة وهي تضحك ..
ليال : ااااه والله مرة تعبت بس مرة مبسوطة شفتني لمن رقصت مع..
قطع كلامها حسام : انت مبسوطة…؟؟
ليال : مرة مرة مرة….
ابتسم حسام راح ناحية الدرج بينزل لتحت : انا رايح دحين لان تعبان شوي ..
كان هتان طالع مع منى طالع حسام لهتان بحقد : هتان بتجي معايا ,,..
ليال : اشبك حسام اجلس معايا اليوم من زمان عنك ..
حسام من دون ما يطالع بليال : اسف يا ليال بس انا تعبان شوي مرة تانية
ليال وهي تتنفس بقوة : طيب
هتان : خلاص وانا حروح معك..
ليال :ياربي يعني حقعد لوحدي..
منى : وانا ويني..
ليال : يعني شويا بتروحي ( وهي تتريق على منى ) هاشم هاشم بروح ل هاشم..
منى وهي تضحك على ليال عشانها تتريق عليها : ايوا .. بروح ل هاشم.. واصلا مرة ماحقعد لك وانا بدا المنظر…نزلت منى وراحت
ليال وهي تتدلع وتطالع بنظرات عشان يمكن احد فيهم يحن لها : يلا واحد بس يقعد معايا..لاتسيبوني..
هتان : هههههههههههه
ليال : كيف لا و هذا انت حتروح دحين مع حسام حقعد لوحدي..
هتان : انا حروح دحين وانتي تروحي تنامي .. وبكرة اول ما تصحي بتلاقيني مرتكزلك هنا نفطر ونخرج على طول ايش رايكم ..؟؟
ليال : واااو مرة تمام ..
حسام : انا اسف ما اقدر اجي راح اكون مشغول
ليال : لا لا لا مو حلوة الخرجات من دونك..
ابتسم حسام ابستامة تخفي الالم الكبير الذي يغمر قلبه .. والجرح العميق في قلبه
حسام : هتان انا استناك في السيارة ..
هتان : طيب مع السلامة ليلو
ليال : اتصل بي ..
خرج هتان وهومبتسم …ودار حديث بين هتان وحسام .. زاد الالم في قلب حسام
حسام : انت تحبها
هتان : مين هيا
حسام : ليال مين يعني
هتان : ليال .. لا مين قال..
حسام : انت كذاب وانا اتحداك اذا ماكنت تحبها وحركاتك ونظراتك ليها
هتان : ممكن تهدأ بس ليال تفكرني بوحدة ..
حسام : الكلام دا مو عليا وانا احذرك من دحين ليال ترى ليا فاهم ولو عرفت انك قربت منها راح تكون نهايتك بيدي
طالع هتان لحسام بنظرات غريبه مادري هي غضب ولا زعل ولا حقد : انت انسان تافه ..
فتح هتان باب السيارة و خرج من السيارة وراح لبيته برجله.. وصار يمشي باليل…اخر الليل الدنيا هدوووء الجو دافئ….فصخ جاكته وجلس على احد الكرسي اللي بالشارع…مدد يده على الكرسي رفع راسه وتنفس بقوة..وصار يفكر بشخص..بشخص قلب له كيانه… وبعد لحظات من التفكير وهو يتنفس من كل قلبه بألم وااه دخل يده بجيبه وخرج صورة..طالع فيها والدمعه تنزل من عيونه..انتبه لنفسه .. مسح دمعته وشم ريحة الصورة وباسها خلها بيده لفترة…وبعدها حطها بجيبه وشال الجاكيت على كتفه وهو يمشي باستسلام .. وبرود … مشية الحزين..
اما حسام ما مل من التفكير طول الطريق ب ليال وشلون يخليها تحبه تحس فيه..كيف تعرف انه يغار عليها من نسمه الهوا..حسام يحب ليال من زمان وتفجأ بخبر سفرها وما قدر يقلها قبل 4 سنوت وكان يبي يقلها في يوم سفرها لم كان بيودعها بس كان كل ما يقرب منها يحس بشي غريب..ما يقدر يتكلم حس لسانه انقطع وكلامه ضاع منه وكان يتأمل انه اليوم يقلها لمن يرقص معاه بس خاب أمله..وكان يغار عليها من نفسها وما يحب ان احد يكلمها او يقرب منها..قعد يسوق بتهور وهو يتذكر شكل ليال وهي ترقص مع هتان وتبتسم له وهي تقرب من اذنه عشان تكلمه اش تقوله وايش يقولها..بايش تحس..وليش اهي معاه..ماسك يدها..وقريب منها…ضم يده وضرب الدركسون….وفجأة وقف بطريق وصار يتذكر ايام زمان ويا ليال..وهي تعيش هني قبل لاتسافر…تذكر اليوم اللي جات تقله انها بتسافر….يومها كان الالم كله .. يومها حس الدنيا انقلبت وانه راح يموت..قعد بعد ما سافرت ايام وشهور ما يعرف يبتسم حتى .. .. والحين يوم ردت وخلاص قرب من ان حلمه يتحقق..وبعد ماشفاها شلون تغيرت واحلوت..يجي هتان ياخذها منه…لا والله ما عاش لا اهو ولا غيره بياخذوها مني…قعد لحظات من التفكير ايش يسوي لها وكيف يخليها له ويبعد عنها كل الناس…وابتسم فجأة بنظرات وراها شي مخيف..وحرك السيارة وراح لبيته..
كانت ليال تستنى جدها بعد ما خذت ماستحمت..ولبست بيجامتها..
دخل جدها..وجلس حنب ليال وهو يستنا ليال تحكيه..
ماجد : والله كان يوم متعب كله شغل والموظفين مخبصين الدنيا .. المهم قوليلي كيف كانت حفلتك
ليال صارت تتكلم بحماس: جدي فرحت كثير.. سويت كل شي رقصت وغنيت وكل شي..احسن لك لاتشوف الصالة كيف صارت…بس كان ناقص وجودك معايا
ماجد : بكرة بكرة من اوله لاخره راح اكون معاك..
ليال : كويس كمان عشان في واحد اسمه هتان تعرفت عليه بالحفلة راح يخرج معايا بكرة ابغاك تشوفه وتتعرف عليه..
ماجد : اااههاا قولي كدا عشان كدا مبسوطة..اخيرا جاء اللي يسرق قلبك بس انتبهي كثير ترى ممكن يكون طماع
ليال : لا لا لا حرام عليك لاحب ولا شي .. لاتسوي لي زي حسام بس ارتحت له صح هو وسيم وزي ما انا احب وشخصيته حلوة لكن مو هذا اللي احبه…يعني تقدر تقول ارتحت له…
ماجد : اشبه حسام..
ليال وهي تتكلم بضيق..: احس انه لساته يحبني..وانا كمان احبه ولكن زي اخويا تعرف انا معاه من واحنا صغار اعتبره اقرب شخص ليا بس هو غير كدا..ولو تكلمت مع اي واحد ينقلب وجهه ويغار ويشوف انو انا احب هذا الشخص وانو هوا بياخذني منه وخرابيط تعور الراس..
ماجد : لا تشغلي بالك كثير هو يعرف انك تحبيه كاخ..ولمن يجي الشخص اللي تحبيه راح يوقف عند حده ويسكت بس دحين سيبه يقهر في نفسه..
ليال والحزن بعينها على حسام : طيييب..
وقف ماجد : طيب يلا خليني اطلع انام لاني مرة منهد حيلي على الاخر ..
دخل ماجد لغرفته وبعد ساعة تقريبا دخلت ليال تنام .. نامت بتعب بعد الجنان اللي سوته بعيد ميلادها..
في اليوم التاني..
صحيت ليال على صوت جوالها..
ليال : رسالة من مين خير..
(( ليلو انا مسافر اليوم مضطر ومادري متى برجع انتبهي على نفسك وراح اعوضك خرجت اليوم .. هتان ))
ليال : اااااااه ياقهري كان نفسي جدي يتعرف عليه..
(( لالا عادي مايحتاج تتاسف ولا شي على العموم تروح وترجع بالسلامة ويريت تطمني عنك..))
قامت ليال وراحت لعند غرفة الجد ..كعادتها لازم اهي اللي تدخل له القهوة..
ليال : صباح الخير جدووو ..
ماجد وهو يعدل نومته من على السرير..كان شكله تعبان ووجه مصفر الجد كان مريض بالسكر وعنده الضغط والقلب بعد..يعني اي شي ويروح فيها: اهليين صباح النور..
ليال : اشبك اشبك تعبان ..
ماجد : لا لا الم بسيط وحيروح ..
رفع ماجد يده على صدره واخذ يتالم من شي ما .. ويصرخ من الام..
ليال جريت لعنده وصرت تمسكه من كتفه وهي تصرخ..:اشبك جدي جدي
ماجد : لا لا مافي شي بس نادي السيد احمد
ليال : احمد احمد
السيد احمد : نعم انستي ..
ليال : اتصل بالدكتور بسرعة
السيد احمد : طيب طيب
وصل الدكتور وخرجت ليال من غرفة جدها بالقوة…كانت خايفة عليه حيل..جدها ماكان طبيعي .. لو صار له شي بيموت بروح فيها…لا شلون مين بيعيش وياي..مالي احد غيره…صارت تبكي عليه وهي تمشي وترجع قدام غرفة جدها وتمسك نفسها ماتبي تبكي لا جدي بخير..جدي قوي وما بيصير له شي انا ادري جدي ما حيسيبني..جدي معاي وحبيقى معاي…اكيد..كانت تهدي نفسها وتمسح دموعه ما تبي اللي براسها يصير ماتبي اللي خايفة منه يصير..انتظرت ليال خروج الدكتور من الغرفة على احر من الجمر…ودموع عينها ماتتوقف خرج الدكتور جرت ليال لعنده .. وعينها تتلهف تسمع خبر زين..
دكتور : الانسة ليال ..
ليال : نعم..
دكتور : حالة السيد ماجد جدا خطيرة .. ولازم ننقله الى المستشفى حالا..
ليال حست ان المرة دي بيصير شي كبير…بس لا .. لا لايكمن اهي تسيبه يموت… قالت بصوت متلهف حيل..: طيب بس قولي ايش فيه
دكتور : حالته جدا سيئة ولو تأخرنا اكثر من كدا ماعرف ايش حيصير خلينا ننقله للمتشفى الحين واقلك بالطريق
طالعت ليال بالسيد احمد اهو اللي بيوقف معاها..: طيب السيد احمد تعال معانا
السيد احمد : طيب اهدئ
ليال جلست تبكي وهي تشوفهم ينقلون جدها من غرفتها وهو مو بوعيه شكله كان يخوف وجهه اصفر ويده مستلسمه وكانه ميت..خافت وأول مرة بحياتها تخاف…بدي الطريقة.. جلست تبكي وترتجف والسيد احمد ضمها بين يده ويهديها وينزل الدرج بشويش…كانت تبي تطلع الاسعاف مع جدها بس السيد احمد رفض لان شكلها كانت خايفة حيل ومايصير تركب وياه وهو بذيك الحالة اكيد بيسون اشياء بالاسعاف تخويفها اكثر…ليال كانت دلوعة جدها ورقيقة .. ركبت السيارة ورا الاسعاف..وهي تفكر بحياتها من دون جدها..لا ما يصير طب اموت انا وياه لاتخلوني لوحدي..ارجوووكم جدي انت اهلي انت ناسي ايش بسوي بدونك..ايش بسوي مين بيفرح وياي..مين بيساعدني .. مين بيضحك بوجهه كل صباح..لا جدي لاتروح مني لاتروح وتسبيني انا توني بديت ادخل بالحياة ومحتاجتك معاي لاتروح الحين لا تروح وتتركني بروحي…جدي احبك..لاتسيبني..انت دنيتي وناسي..مالي غيرك لمين اروح..لمين..لمين……
دخلوا الى المستشفى وخذوا الجد وهي تطالعهم وهم يحطون له الاكسجين ويجروا… ماقدرت تمسك نفسها انهارت بالبكاء مسكها احمد وقعدها على الكرسي .. وهي حطت يدها على راسها وفضلت تبكي…ايش بيصير لي.. وين اروح…مين بيكون معايا..مالي احد..مالي احد…وبعد ساعة تقريبا وصل حسام اتصل بيه السيد احمد حس ان اهو الوحيد اللي راح يقدر يهدأ ليال من ازمة البكاء اللي اهي فيها…
حسام : ايش في ليال
ليال نظرت لحسام بعيونها خوف واهي ترتجف..ورمت نفسها بحضنه واخذت تبكي بحرقة
انفجع حسام اول مرة يشوف ليال بدا الخوف وبدا الشكل..صارت ترجف بحضنه وتبكي بصوت وانين.. : ليلو اشبك..اهدي حيكون بخير .. صدقيني حيكون بخير..
ليال : ااااه حسام ايش اسوي من دونه كيف حاعيش..حساااام جدي بيموت انا شفته شفت عيونه….عيونه كلها وداع..حسام ما ابيه يروح لاتخليه يروح مني
صارت تضربه وهي تبكي بحضنه..
ضمها حسام اليه وبصوت حنون عشان تهدأ : حبيبتي حيكون بخير لاتقلقي اهدي الحين
زادت ليال من البكاء لمن حضنها تذكرت جدها…وحضنه…تذكرت صوته كلامه صارت تبكي اكثر واكثر وجلست بالارض وغطت يدها بوجهها وصارت تبكي بصوت الانين وهي ترجف..تفجأ حسام من منظرها يكسر الخاطر…تذكر ان لها حق .. اهي مالها احد…مالها احد غير جدها…ماعندها اخوان ولا عندها عمام ولا خيلان..مالها احد بالدنيا كلها..جلس على ركبته ومسك يدها وابعد يدها عن وجهها..طالع بعيونها كلها خوف كلها ألم وحزن .. كانت مثل الطفلة المرمية بالطريق ماتدري وين تروح ومين لها…كانت تتطالعه بنظرات رجا..تترجاه لا يروح جدي..لاتخليه يروح…صارت تشهق وتتنفس بقوة وهي تبكي..مسك حسام بيدها..وجلسها على الكرسي وهي تشهق وتتنفس بقوة..
حسام : ليال ارجوك اهدي اهدي.. لاتبكي..خلاص خلاص جدك بيكون بخير..اهو مو اول مرة يدخل المستشفى..
جلست ليال وبصوت كله بكاء و خوف وهي تشهق : بس اهو هالمرة غير..انا شفته… حسام انا شفت عيونه…كان يودعني…مستسلم .. وسكتت شوي وطالعت وكانه تذكرت شي ورجعت تبكي مثل أول وأكثر رمت نفسها على ورا وصارت تبكي مثل الميته الدموع تنزل من حالها…والانفاس بصعوبة….كل تفكيرها وكل نظراتها ( لا تروح جدي خلك وياي من لي غيرك مين لي )
قام حسام من جنب ليال وراح لعند الدكتور عشان يطمن على حاله الدكتور
دخل حسام لمكتب الدكتور بهدوء وجلس وهو يتكلم بهدوء وعصبية على حاله ليال…
حسام : دكتور قلي ايش هي حالة العم بالضبط ..؟؟
دكتور وبكل يأس تام : أقولها وبصراحة ما باليد حيلة .. حالة السيد خطرة جدا ويمكن …يمكن يموت ..احنا عملنا كل اللي علينا وهو حالته ماهي راضية تستقر…
حسام : ايش تقول ..؟؟ .. تذكر ليال وحالتها .. ايش بيصير لها لو عرفت انه مات بتموت اكيد بتموت … ساله بلهفة وامل ..ماتقدر تعمل اي شي..اي شي..
دكتور : سويت كل اللي اقدر عليه..
حسام وهو يترجا :دكتور ارجوك اي شي حاول..
غمض الدكتور عيونه وهز راسه بالياس ..
رجع حسام راسه على الكرسي وامسك بيده وجهه تذكر ليال .. شلون حالتها بتكون ايش بيصير فيها وكيف يقلها الخبر بتروح فيها اكيد..طالع بالدكتور وتنهد بقوة : سيب الخبر دا عليا انا .. ااه ليال كيف راح تتقبل الخبر
جلست ليال بمكانها ماتحركت منه واهي بتكي .. خرج حسام من عند الدكتور وهو كل تفكيره ايش اقول ل ليال…وشلون راح تتقبل الموضوع….وليش اهو بالذات ينحط بهالمواقف .. ليش اهو مضطر انه يكون بهالموقف…صار يمشي بشويش ما يبي يوصل لغرفة الانتظار .. صار يمشي وهو يطالع الارض ويفكر اشلون اوصل الخبر ل ليال.. شلون..وقف بعيد يحاول يلمح ليال ويشوف اذا كانت هدأت ولا لأ لقاها تكسر الخاطر وهي قاعدة بالكرسي او متمده وكانها راميه نفسها ومستسلمه وهي تضم نفسها وتبكي بحرقة وألم تسكت شوي وترجع تتذكر وتبكي من تاني…دخل..طالعت ليال وهي تنتظر من حسام اي شي يطمنها على جدها…بس ما تكلم حسام ظل واقف بمكانه فهمت ليال ايش يبي يقول.. عيونها كانت متورمة من البكي..وشفاتها ترتجف..طالعت فيه وصارت تبكي اكثر واكثر وهي تطالعه بنظرات امل .. تبي كلمة تبي بس يقولها انه بخير..قولي جدي ما حيروح..قولي انه بخير..قولوا..لا تخلوني احاتي اكثر..لاتخلوني اعاني اكثر..أدري انه ما بيتركني اهو قلي ما بيروح انا ادري ما حيروح هذا جدي..جدي اللي عاش معاي اللي كل يوم اشوفه اشلون الحين .. مين لي..
ولكن حسام ما كان يقدر يطالع بوجه ليال..كل ما يطالع ويشوف نظراتها وشكلها وهي تبكي وترتجف..يرجع يحط عينه بالارض بسرعة..
بعد فترة تكلمت ليال بصوت خفيف وحزين : حسام قلي انه بخير..قلي..
حسام : ………..
بكت ليال اكثر : حسام .. حسام رد علي..قووول..
صرخت ليال : قوووول قووول انه بخييير..
تنهد حسام وما يرد عليها وما طالع فيها كانت تتطالع بنظرات غريبة .. خوف وحزن ألم وأمل…ترتجف تبكي وتشهق مثل الاطفال..كان روحها اللي راحت منها..شلون ما يصير فيها كدا وهذا اللي بالنسبه لها امها وابوها .. اهلها وكل شي تملكه…اي انسان لو بس يفكر بغياب احد غالي عليه..راح يحس باللي تحس فيه ليال الحين..وشلون وانت مالك احد إلا اهو…رمت نفسها على الكرسي وصارت تبكي وتضرب نفسها وتبكي بصوت عالي..جري حسام ناحيتها وصار يبعد يدها عنها ويوقفها تتضرب نفسها..وليال تصرخ ( ما يروح لا يروح خلوه معاي ) مسكها حسام وحضنها.. صارت تبكي بصوت عالي..وهي تصرخ باسم جدها..نزلت دمعه من عين حسام رغما عنه..فحالها الان يبكي الصخر..فقد كانت ترتجف بين يديه وبعد فترة بدات تهدأ ليال وهي بحضن حسام ولكنها مازالت تبكي وصوت الانين والم … ضل حسام حاضنها لين ما نامت من التعب…
طالع بالسيد احمد وهمس له بصوت واطي عشان لاتصحى بان ياخذها على البيت..بس السيد احمد رفض..لانه يعرف ليال كويس لو صحيت ولقت نفسها مو بالمستشفى ويا جدها بتقلب الدنيا فوق تحت ومادري ايش تسوي لانها لو عصبت تنقلب شي تاني…عصب حسام بس بالاخر رضي على راي احمد….خلها تنام على الكرسي وغطاها بالجاكت وراح يطمن على جدها..كان الوقت باخر الليل…
بس حالة جدها ما تحسنت ابد..رجع وقف عند الباب وتكا عليه وصار يفكر ايش بيصير فيك يا ليال…راح تتغير حياتها اهي نفسها بتتغير..مين بيمسك حلالها ومين بيكون وياها ويساعدها بحياتها.وين بتعيش بترد على البلد اللي كانت فيها ولا بتعيش هنا ويانا…اشلون بتصير..راح تكون صدمة قوية.. لا يصير فيها شي…خايف تروح اهي مني انا بعد…بتكون وحيدة…ادري فيك…راح تصحى محد وياها…لمين بتعيش ومع مين…ايش حيصير فيك يا ليال..طالع فيها وشافها وهي نايمة والتعب والدموع تنزل من عينها حتى واهي نايمة… صار يطالعها كيف كان شكلها .. مثل الملاك بس ملاك حزين مكسور..ملاك ميت…ميت وهو عايش…تنهد .. ايش يسوي عشان يساعدها ويسعدها..حس ان من بعد هالايام لايمكن يشوف البسمة اللي دايما كان يشوفها اكيد ليال بتتغير اكيد بتنطوي بحالها..
اقترب منها واخذ يلعب بشعرها وهو يفكر ايش اسوي معاك..اشلون اسعدك…
مضت تلك الليلة الصعبة ومازال الجد مغماً عليه.. صحت ليال في اليوم التاني..وهي مفجوعه شلون نامت وجدها تعبان..قامت وطالعت لقت حسام بجنبها نايم وهو متكي راسه بالجدار وهي كانت بحضنه اما احمد ما كان موجود…فصخت ليال الجاكت وحطته على صدر حسام وقامت تشوف جدها ما مات الامل فيها..لسا بعيونها امل انه يصير بخير ويقوم ويعيش معاها .. عندها امل انه يحضر زفافها..ويكون معاها يوم تجيب اول ولد…لسا عندها امل انه يسلم عليها ويقلها مبروك تخرجتي من الجماعه ويفتتح معاها المكتب اللي بدأ يبنيه من الحين لها..عندها امل انه يصحا ويعيش وياها ويكون سندها وتاج راسها بالحياه…كانت تمشي بتعب…والدموع ماتتوقف من عيونها وصور جدها تمر براسها .. وهو يضحك وهو نايم وبعيد ميلادها وهو يسلم عليها قبل لاتنام وهو يرضيها لمت تزعل وهو زعلان منها..تذكرت مواقف بينم..مرت بيحاتها..صارت الدموع تنزل من عيونها من دون ماتحس .. كل شي فيها يبكي عليه ويصرخ باسمه…وكل تفكيرها لاتروح يا جدي لسا ما انتهت حياتي..لسا قدامي كثير … احتاجك معاي..ابيك وياي..تذكرت اليوم كان يبي يجي وياها…وقفت عند الزجاج اللي وراه نايم جدها حطت يدها بالزجاح تبي تلمسه تبي تبوسه تبي تكلمه..وقفت بمكانها وهي تشوفه والاجهزة عليه…نزلت الدموع من عيونها اكثر واكثر..حطت يدها بفمها ماتبي تبكي .. تبيه يقوم..ماتبي تشوفه كدا…جدي…انت قوي وبتقوم انا ادري فيك…جدي لاتسيبني خليك وياي…لاتروح..لا .. لمين تسيبني..قلي مين غيرك يخاف علي..مين غيرك يحبني..من كثرك يعزني..لاتروح الحين..لسا حياتي ما انتهت..ابيك بيوم عرسي.. ابيك معاي بيوم فرحي..ابيك انت اول من يمسك ولدي وانت اللي تسميه……سكتت فجأة من البكاء وراحت بسرعة لعند الممرضة اللي واقفة عند غرفة جدها..
ليال بعيون متلهفه وحزينه : ابي ادخل..
الممرضة : معليش انسة بس حالة المريض خطيرة وممنوع دخول اي احد..
تجننت ليال يوم سمعت هالكلام…اشلون ما ادخل..جدي .. ابي اكون معاه ابي امسكه ابي ابوسه ابي اكلمه اكيد لو سمعني حيقوم..ما عجبها كلام الممرضة..رجعت وقالت بصوت حاد وتهديد وهي تاشر بيدها : ابي ادخل..
وقفت الممرضة ومسكت بليال : يا انسة ممنوع .. وهي ترجعها لورا..
ليال كانت تطالع جدها من الزجاج وتبكي وهي تصرخ ابي ادخل..وصارت تدف الممرضة… وبسرعة جا الدكتور ومعاه كم واحد وصاروا يمكسونها وهي تصرخ وتبكي وتطالع جدها.. من الزجاج … جدي..ابي اجيك..ابي اكون وياك ابيك لاتروح لاتروح….سارت ليال تبكي وهم يجرونها ويخرجوها من الجناح….كان حسام يدور على ليال وسمع صوتها وهي تصرخ والدكاترة حولها..جري ناحيتها..
ومسك بيها وهي تصرخ مثل المجنونة…ابي ادخل لجدي سيبوني…مسك حسام بيها وصار يصرخ ليال لياااااااال..وهي مثل المجنونه تبكي وتضربهم اشلون مايدخلوني ابي اكون ويا جدي..ايش فيهم….مسك حسام بيها وهزها بكتفها بقوة عشان تصحى من الهستريا اللي هيا فيها…وفجأة استسلمت ليال وحطت راسها على صدر ياسر وصارت تبكي وبصوت خفيف وحزين ..( ابي ادخل لعند جدي ابي اكلم جدي لاتخلوه يروح ) ضمها حسام لصدره بقوة وهو يتنهد حزن عليها…اما الدكاترة فراح كل واحد بطريقه .. ماعدا واحد..قال لحسام ان لازم يعطونها مهدئ..لو صار لها مثل هالموقف..لان ممكن تجيها حاله وتأذي نفسها تذكر حسام امس وهي تتضرب نفسها أشر له بالموافقة وانه راح يجيه بعدين عشان يتفاهموا بالموضوع..وامسك بليال بين يده وراحوا لغرفةا لانتظار…جلست ليال بكل هدوء وتكأت راسها على الجدار وضمت نفسها وتذكرت شكل جدها وصارت تبكي عليه..وما مضت ساعات إلا ونامت تاني من التعب .. غطاها حسام بالجاكيت مرة تاني..واتصل ب احمد عشان يجيب معاه غطا ل ليال..فضل حسام ذاك اليوم يهدئ ليال..كانت تصحا وتبكي مثل كل مرة وتهدا وتنام وعلى دا الحال…لين ما وصل احمد ..
قام حسام : وينك ياخي تاخرت..
احمد : اسف بس الطريق زحمة..
حسام : طيب طيب اخذ الطغا وراح يغطي ليال..حط الغطا وهي تلفت على نفهسا مثل الطفله…كانت بردانة .. مع الخوف تنفست بشكل غريب ونزلت دمعه من عينها…جلس حسام يتاملها..مسح دمعتها وقبلها في خدها..اترجفت ليال قليلا..تنهد حسام على حالها..اللي يكسر الخاطر..وقام راح للدكتور
دخل حسام والاستلام في مظهره ولبسه من امس ولا اكل شي حس بجوع بس ماله نفس ياكل وليال بذيك الحالة حبيبة قلبي .. ايش اسوي لها..كيف اسعدها..مادري مادري…جلس حسام وطالع الدكتور بكل حزن واستسلام
الدكتور كان يكتب اسم الحبوب اللي لازم يشتريها حسام لليال ..
ومد يده عشان يعطيه الورقة..اخذ حسم الورقة وهو يطالع فيها
الدكتور : ادري ان الحل مؤلم انك ترجع للمهدئات بس هذا شي لازم يصير..انت ما شفتها اهي شوي تاذي نفسها وهذا حل في صلحها..
اشار حسام براسه بالاستلام..واخذ الورقة وطلع واهو مو عاجبه..والحين اشلون يخليها ترضا تاخذ الحبوب…ياربي ايش هالبلشة ليش انا..دخل كانت صاحية بس بمكانها وهي تطالع مسرحة ومستسلمه والدموع تنزل بهدوء…كان شكلها يكسر الخاطر..وقف يتاملها وهي ولاانتبهت لوجود احد كل تفكيرها جدها وحالها من بعده .. ما اقدر اعيش بدونه ما اقدر.. صارت تبكي اكثر واكثر كل ماتتذكر انه بيروح منها..دخل حسام وجلس بجنبها بعد بيده شعرهااللي كان نازل على وجهها…انفجعت ليال وطالعت بلامبالة .. ورجعت طالعت بالناحية التانية والدمعه من عيونها تنزل..تنهد حسام وطالع بالارض…وبعد هدوء قال بصوت خفيف : ليال..هاذي حبوب راح تهديك
نظرت ليال بغضب وفي نفسها تحسبني مجنونة…
عرف حسام ما تفكر به ليال : قرب منها بس اهي بعدت…وهي تطالع بكره وحقد .. كانت تكره الكل ماتبي احد كلهم سبب في ان جدها يروح منها…كلهم يبو يخلوها تكون لوحدها جلس حسام بمكانه وتنهد : ليال اسمعيني..انا مو قصدي انك مجنونة بس الوضع اللي انت فيه صعب وانا ادري بيك وادري انك باصعب اوقات حياتك بس هاذي عشان تهديك وتساعدك تنامين ..
ليال بغضب : ومين قالك اني ابغا انام.. ابغا اشوف جدي..
حسام : ليال راح تشوفينه بس انت لازم تاخذي الحبوب ارجوك..
سكتت ليال واستسلمت فهي تعرف حالتها وانها محتاجه للحبوب…لانها راح تموت من كثر التفكير..راح تقتل حالها من كثر الخوف..تبي ترتاح..شوي بس…اخذت الحبوب بهدوء وغمضت عيونها ونامت بعد فترة .. ارتاح حسام لانها رضت تاخذ الحبوب بهدوء مع انها عصبت بس عايدي…جلس حسام صاحي…ولين بدا الوقت يتاخر قال ل احمد يرجع البيت وغمض اهو عيونه شوي يرتاح…ظل حسام ذيك اليلة يفكر ب ليال واللي راح يصير فيها..ايش اسوي لها عشان اخرجها من الحزن اللي اهي فيه..مستحيل ترجع مثل ما كانت…اهي متعلقه روحها بجدها…كان كل شي بحياته روحه روحها..قلبه قلبها..ضحكته الفرحة بحياتها..كانت متعلقه فيه مالها غيره…طالع فيها واتقرب منها اغمض عينه واخذ يشم رائحتها والدمعه تنزل من عيونه حزن عليها وعلى حالها..مايبي يشوفها بهالوضع.. مايبي يشوف دمعتها..حالها كان غريب كانها مجنونة او مريضة نفسيا غمض عيونه تذكر بكاها رجفتها بين اديه..تذكر وهي تضرب نفسها وهم يجروها من غرفة جدها..ليال تغيرتي..ايش الحال اللي انت فيه…نام وراسه على كتفها…صحي تاني يوم…ومالقاها..قام مفجوع لاتسوي زي داك اليوم..راح يدور عليها بكل مكان…مالقاها تجنن عليها ايش سوت بروحها لاتكون خرجت ولا مادري جات براسه افكار كثير خاف عليها لاتروح اهي كمان .. جلس يسال كل ااممرضات بالمستشفى محد شافها…راح لعند غرفة جدها ما لقى احد واقف عند غرفة جدها…ظل واقف قدام الباب ينتظر الممرضة اللي دايما تكون هني قريبة من المريض..وبعد دقايق من الخوف والقلق وهو يمسك راسه ويتلفت في كل مكان يمكن تجي من هنا او من هنا ..