السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
الصبر منزلة عظيمة ينالها أهل الله وخاصته فإذا ابتلى الله العبد بلية وامتحنه امتحان فانه يختبر ثباته وصبره ففرضه فيها التسليم والقبول والله إذا أحب العبد ابتلاه فالصبر على البلاء رفع للدرجات ففى الحديث الذى رواه جد محمد بن خالد السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله"الراوي: جد محمد بن خالد السلمي المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: تخريج مشكاة المصابيح – الصفحة أو الرقم: 2/169خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة> وقد عرف الإمام بن القيم الصبر فى كتابه القيم الوابل الصيب من الكلم الطيب انه حبس النفس عن التسخط بالمقدور وحبس اللسان عن الشكوى وحبس الجوارح عن المعصية كاللطم وشق الثياب ونتف الشعر ونحوه .
ولله عبودية فى السراء كما له عبودية فى الضراء فالوضوء بالماء البارد فى شدة الحر عبوديه والوضوء بالماء البارد فى الشتاء القارص لمن لم يستطع تدبر أمره كذلك عبوديه كمثل الإنفاق فى السراء والضراء كلاهما عبودية ولكن شتان بين الأمرين فالصبر فيهما ليس سواء.
ابشر يا من صبرت والبشرى ممن إنها بشر من الله يقول تعالى { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} والمصيبة نوعان فالأولى مصيبة فى الدنيا والثانيه مصيبة فى الدين فالأولى أهون لأن فيها قد يكون الهلاك هلاك البدن أو المال أو الأولاد وهذا أجره على الله إن صبرت يقول تعالى إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" الزمر 10 يا الله على الثواب العظيم والأجر الجزيل الله يقول بغير حساب وأما إن كانت الثانية فلا حول ولا قوة إلا بالله
أيوب عليه السلام رزقه الله أموالا وأولادا وزوجات كثيرة فابتلاه الله فى ماله فتلف وفى أولاده وزوجاته وجسده وظل مريضا ثمانية عشر عاما حتى جافاه القريب والبعيد فقال رجلان من ناحيته أحدهما قال للآخر إن أيوب أذنب ذنباً ما أذنبه أحد لذلك لم يرفع الله عنه هذا البلاء، فأُخبر أيوب بذلك فقال أيوب عليه السلام {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، لم يقل كلمة سخط ، بل صبر ورضى ببلاء الله لم يقل لِمَ ابتلاني الله وماذا فعلت لابتلى ، بل كان يحمد الله تعالى ولم يقل إلا ما يرضى الله .
لقد قال الله بعد دعائه " فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للذاكرين " الله اكبر الفاء تدل على سرعة الاستجابة فأوحى الله إليه أن اضرب برجلك الأرض فركل الأرض برجله فنبع له ماء فأوحى الله إليه هذا مغتسل بارد وشراب أي إغتسل منه واشرب منه فاغتسلَ وشربَ منه فعاد كما كان
الله يريد أن يسمع صوتك تقول يارب فى وقت الشدة يبتليك ليسمعك تناجيه
وهذا ذا النون التقمه الحوت فاصبح فى الظلمة وحيدا مبتلا ليس له إلا الله فنادى فى الظلمات أن لا اله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين قال الله بعدها فاستجبنا له ونجيناه من الغم انه الله القدير من بيده ملكوت كل شىء الله القادر يقول للشىء كن فيكون آخى عد إلى الله وادعوه فهو خير مجيب وخير معين يفرج الكروب.
تحضرنى قصه ذكرها الشيخ محمد بن محمد بن محمد المختار الشنقيطى أن شابا جاء إليه يسأله أن يتوسط له عند رجل ليجد له وظيفة بعد أن تنكدت عليه وظيفته فقال له الشيخ إن شئت كلمته لك أو تكلمه أنت فقال الرجل للشيخ من هو فقال الشيخ هو الله فقال الرجل ها فقال الشيخ يا آخى لو قلت لك فلا أو علان لقلت دلنى عليك جرب دعوة الأسحار فقال الرجل تلك الليلة أحسست أن شيئا ما يوقظنى فقمت وصليت ودعوت الله وفى الصباح خرجت بحثا عن عمل ومررت من أمام إدارتين فدخلت إحداهما فإذا بالمدير يقول له أين أنت نبحث عن أمثالك وخيره بين وظيفتين اقلهما افضل من وظيفته السابق. انها قدرة الله وعطاؤه الجزيل خزائنه ملأى
فإن ابتلاك الله فاعلم انه يحبك ويريد الن يرى مدى صبرك وثباتك "إذا أحب الله عبدا ابتلاه ، الحديث "الراوي: أبو عنبة الخولاني المحدث: السيوطي – المصدر: النكت على الموضوعات – الصفحة أو الرقم: 91
فالبلاء حب ورفع لمنزلة العبد وحسبك أيها المبتلى قوله تعالى إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"
جزاك الله خير الجزاء
وجعل ما قدمتي بموازين حسناتك دمتي بالف خير |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الصبر منزلة عظيمة
جزاكى الله كل خير ميسو
جعله ربى ميزان حسناتك
تحياتى
أمل
بارك الله فيكي ع مرورك الغالي