يمثل هذا الأسلوب الدرجة الأولى في سلم الشعرية المعاصرة، وتبدو بؤرة الاستقطاب في أسلوب الشعر الحسي من خلال الاعتراف الواقعي بالجسد الإنساني، والدعوة للحد من محاولات تغييبه، وتتضمن احترام مطالبه والاعتراف بمشروعيتها.
ومن ناحية فنية نجد أن هذا الأسلوب يعتمد على درجة من الوعي يتم فيها تطويع الكلمة الشعرية لتحمل مجمل ذبذبات الحياة فتكتسب جماليات الجسد نبلاً مشروعًا، وتلتئم معطيات الحس في وحدة مكتملة.
وهذا التلقيم الحسي في مرحلة الإدراك الأولى للأعمال الفنية، يتم فيها تلقي المعطيات الحسية البصرية غالبًا قبل أن تتدخل الخبرات المكتسبة ونسبة الحساسية والذكاء في تكوينها بشكل إدراكي كلي. كما يعتمد هذا الأسلوب على عنصر التشبيه في تشكيل الصورة، دون أن تدخل في نطاق الاستعارات الذاهلة أو الرمز الغارق في غيبوبته، ودون أن تنتهي كما هو حال التخييل الشعري إلى صناعة الأسطورة.
ولذلك فهو يلجأ إلى قانون الاستجابة البدائي الذي يجعل الموقف الجمالي مرتكزًا على المنبهات الحسية الحادة مثل البصر والشم واللمس والذاكرة.
ولعل هذا الاستخدام الحاد لدى شعراء الحسية لتلك المنبهات الحادة هو الذي جعلهم يعمدون إلى تثبيت مجال إدراكهم للظواهر بقصره على تلك الجوانب الملموسة.
ونلاحظ هنا أن مدى ما ينفتح عليه التعبير من مجالات يتم اختيارها ضمن الحقول المفترضة للتجربة، ومن ثم فإن تركيز البؤرة التعبيرية على مساحة خاصة من هذه التجربة هو الذي يحدد نوعيتها، وعندئذ يلعب المكان دورًا مهمًا في درجة الصبغة الحسية.
كما يلعب العنصر الزمني دورًا آخر مهمًا في عمليات التجسيد الحسي، ويرتبط أساسًا بنوع الإيقاع المعتاد في نظام حركة الحواس الطبيعة وتراتبها، فكلما تباطأت حركة التصوير بالتوقف الواضح أمام معطيات حاسة واحدة فحسب، أو الإخلال الظاهر بنسبة تراتب هذه الحواس، أضفى ذلك على الأسلوب صبغة حسية بارزة.
كما يبتني أسلوب الشعر الحسي على فاعلية عالية لتقنية السرد البالغ الوضوح والتحديد المنساب بطواعية شعرية فائقة، ما يساعد على ظهور أعلى نسبة من التماسك الظاهري للنص. مع اختفاء مظاهر الترائي والتبادل والالتباس داخله، ومن ثم تتجلى النزعة الشعورية الواحدة فيه.
إن أسلوب الشعر الحسي يسعى إلى تفريغ لغة الشعر من كثافتها التخييلية، ويحرمها من الحد الأدنى من الترميز والتشتت، بما يجعلها غير قابلة لإعادة القراءة وتجديد التأويل، إنها تلمسنا بشعر حسي يوقظ قدرًا من مداركنا المباشرة إن كان غافيًا، ويشبع من تلذذنا بتحصيل الحاصل وإعادة الكلام.
يسلمو زهرة
مجهود متميز منك
دومتى متميزة يازهورة
تحياتى
يعطيك الف عافيه
الله لايحرمنآآآآآآ جديد طرحك
ودي
زهره الجَب يعطيكى العافيـه ،
ارق تحيآ’تى
اسير رذاذ كاستيلو شكرا على المرور