تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الحضارة و الفكر الإسلامي

الحضارة و الفكر الإسلامي

  • بواسطة

الحضارة هي مجموع العقائد و الأفكار و التعاليم و الشرائع و النظم و العادات و التقاليد و القوانين و الدساتير السائدة في أمة من الأمم و مجموع الإنتاج الفكري و العمراني و المادي لها عبر التاريخ .

و هي مقياس قوة الأمم و ضعفها و قد شهد العالم حضارات كثيرة لأمم باقية و بائدة و قد حكى القرآن الكريم سير حضارات سابقة كثيرة في القرآن على سبيل الاعتبار قال تعالى : ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبل ) . [ الروم : 42 ] و هو أمرٌُ من الله تعالى لعباده بالسير في الأرض للبحث عن آثار حضارات الأمم السابقة و معرفة ما حل بها بعد أن أرسل الله تعالى لها رُسلاً مبشرين و منذرين يأمرونهم بالإيمان بربهم و طاعة أمره و يحذّرونهم من الكفر به و مخالفة أمره فلما عصو رسلهم أهلكهم الله بذنوبهم و دمّرهم تدميراً و قد ضرب لنا القرآن الكريم سير كثير من هذه الحضارات كقوم : هود ، صالح ، لوط ( عليهم الصلاة و
السلام ) و فرعون … و لها آثار باقية تدّل عليهم كأهرامات مصر و غيرها …

و لما جاء الإسلام و جاهد الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه من بعده لنشر الدعوة الإسلامية و دين الله بين العباد و طبّقوا شرع الله فيما بينهم ، قامت حضارة إسلامية عظيمة مترامية الأطراف لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، ملأت الأرض إيماناً و علماً و عدلاً و إحساناً و نوراً و هداية و عمراناً .

و لكن أصحاب الحضارات السابقة ، الرومية و الفارسية ، لم يطب لهم أن يرو حضارة جديدة تبهر بنورها العالم و تكسف كل نور سواها بقوة نورها فهالهم انكسارها أمامها و أحزنهم ضعفهم و تلاشيهم أمام المسلمين فراحوا يعملون سرّاً طيلة أربعة عشر قرن من الزمن لاسترداد أمجادهم و القضاء على هذه الحضارة قضاءً مبرماً فنتج عن ذلك صراع بين الحضارات و دارت الحروب سجالاً بين الحضارة الإسلامية و غيرها من الحضارات تارة تُغير هذه على هذه و أخرى تجتاح هذه هذه و الحرب سجال : يوم لك و يوم عليك و سنة الله ماضية في عباده أنّه ينذرهم بالرسل و يدعوهم للإيمان و الطاعة فإن هم آمنوا و أطاعوا متعّهم حتّى حين و آمنهم و نصرهم و إن هم عصو أمر ربهم و خالفوا عن دينه و غرقوا في الشهوات و المعاصي استحقوا غضب الله و مقته و عذابه فأهلكهم وسلّط عليهم عدوّاً من غيرهم لا يخشاه و لا يرحمهم .

و قد ظهرت كتابات كثيرة في إبراز جوانب الحضارة الإسلامية في أيّامها المشرقة و نماذج من روائعها في العقيدة و الأخلاق و المعاملة و تقارنها بسائر الحضارات لتبيّن فضلها على غيرها و صحتها .

كما نشأ في مقابل الفكر الغربي ما يسمّى بالفكر الإسلامي الذي تناول الرّد على الفكر الغربي و دحض حُججه و بيان فساده و إبراز الإسلام بصورة ناصعة و تناول الفكر الإسلامي بيان جوانب الحضارة الإسلامية المتنوعة من عقيدة و أخلاق و سلوك .

و لمع مفكّرون في العالم الإسلامي منذ مطلع القرن الرابع عشر الهجري عقب إزالة الخلافة و الهجوم الاستعماري على العالم الإسلامي و ما تبعه من محاولات لقلع الإسلام من جذوره في بلاده و ضربه في مهده و إبعاد أهله عنه و بيان أنه سبب تخلفهم و ضعفهم و التشكيك فيه و بكتاب المسلمين الأول القرآن الكريم و أنه كتاب متناقض من تأليف محمد صلى الله عليه و سلم الذي ادعى النبوة و جمع العرب من حوله ليسطوا على القبائل و يجتاح العالم ليبسط نفوذه و سلطانه و ينهب خيرات الشعوب و التشكيك في السنة النبوية و في أصلها و أنها وضعت من بعض الكذابين على النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرن من وفاته و تزيين الغرب و حضارته في نفوس أبناء المسلمين .

نشطت حركة إسلامية مضادة لهذا الهجوم الشرس و ظهر مفكرون مسلمون توجهوا بكتاباتهم إلى الشعوب المسلمة فخاطبوا عقلها و وجدانها و أوضحوا لها الأهداف و المخططات الاستعمارية في ضرب الإسلام في بلاده و محاولات نزعه من عقول أبنائه و قلوبهم و عرضوا لهم محاسن الإسلام في شتى مجالات الحياة ليظلوا مستمسكين بدينهم ثابتين عليه .

فبينوا محاسن العقيدة الإسلامية و الدين الإسلامي و أنه دين الله الخاتم المنزل على خاتم أنبيائه ورسله محمد صلى الله عليه و سلم و أثبتوا بالحجج و البراهين نبوة محمد صلى الله عليه و سلم و بينوا إعجاز القرآن من جميع الوجوه و أنه كتاب الله المنزل و ناقشوا مسائل العقيدة و الدين مسألة مسألة لبيان صحتها و بيان زيف مقولات الأعداء و تشكيكاتهم حولها و تناولوا المذاهب الفكرية المعاصرة التي يطرحها الأعداء كبدائل إيديولوجية عن الإسلام في نفوس أبنائه و حياتهم كالشيوعية و الاشتراكية و القومية و العلمانية و الوجودية و الإباحية و عبادة الشيطان … و درسوها واحدة واحدة و بيّنوا فسادها و ناقشوها و عرّوها أمام المسلمين و أوضحوا زيفها و مما كُتب في ذلك : " إظهار الحق " للكيرانوي و " موقف العقل و العلم و العالم من رب العالمين و عباده المرسلين لشيخ الإسلام مصطفى صبري و " سلسلة أعداء الإسلام " لعبد الرحمن حسن حبنكه الميداني الدمشقي ( توفي 2024 ) و قد طُبع منها : " مكايد يهودية عبر التاريخ " و " أجنحة المكر الثلاثة : التبشير ـ الاستشراق ـ الاستعمار " و " الكيد الأحمر ، دراسة واعية للشيوعية " و " غزو في الصميم " و " كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة " و " ظاهرة النفاق و خبائث المنافقين في التاريخ " و له : " سلسلة في طريق الإسلام " و قد طُبع منها : " العقيدة الإسلامية و أسسها " و " الأخلاق الإسلامية و أسسها " و " براهين و أدلة إيمانية " و " أسس الحضارة الإسلامية و وسائلها " و " الأمّة الرّبانية الواحدة " .

و منها : " التبشير و الاستعمار في البلاد العربية " لمصطفى خالدي و عمر فرّوخ و " إذا هبّت ريح الإيمان " لأبي الحسن علي الحسني الندوي و سائر مؤلفاته و هي نحو 40 و " من روائع حضارتنا " للدكتور مصطفى السباعي و " أضواء على الحضارة الإسلامية " لأحمد عبد الرحيم السايح و " تاريخ الحضارة الإسلامية " لمحمد سعيد الشفعي و حامد شاكر و آخرين و " قصة الإيمان " لنديم الجسر و " العلم يدعوا للإيمان " لكريسي موريسون .

و كتبوا في الاقتصاد الإسلامي و بيّنوا محاسنه و فسّروا آياته و ذكروا أحاديثه و بيّنوا البيوع الإسلامية و أنواعها الشرعية مقابلة بفساد البيوع في الأنظمة المدنية المعمول بها في الغرب و أنها بمجملها قائمة على المعاملات المصرفية التي تقوم على الربا و امتصاص ثروات الشعوب و مما كُتب في ذلك : " المعاملات المصرفية و الربوية و علاجها في الإسلام " للدكتور نور الدين عتر و " الاقتصاد الإسلامي " لمحمد منذر قحف و " اقتصاديات العالم الإسلامي " لمحمود شاكر …

و كتبوا في السياسة الإسلامية و بيّنوا نظام الحكم في الشريعة الإسلامية " الخلافة " الذي أصبح أثراً بعد عين و لم يعد مطبّقاً في أية بقعة من الأرض و الذي يُحارب من أصحاب الفكر العلماني محاربة شديدة بدعوى أنه شكل من أشكال الحكم اخترعه المسلمون و ساروا عليه و ليس مفروضاً في دينهم و ذلك كي لا تجمع المسلمين وحدةٌ على دينهم و يظلوا أشتاتاً متفرّقين لا وزن لهم و لا قوة و مما كُتب في ذلك : " معالم الدولة الإسلامية " لمحمد سلام مدكور و " الخلافة بين النظرية و التطبيق " لمحمود المرداوي و " من الفكر السياسي الإسلامي " لمحمد فتحي عثمان ….

و كتبوا في علم الاجتماع الإسلامي و بيّنوا محاسن المجتمع الإسلامي الذي كان قائماً في زمان النبي صلى الله عليه و سلم و الذي كان التطبيق العملي للقرآن الكريم و للشريعة الإسلامية و مما كُتب في ذلك " المجتمعات الإسلامية في القرن الأول " لشكري فيصل و " منهج التغيير الاجتماعي في الإسلام " لمحسن عبد الحميد …

و يمكن للباحث أن يختار أي موضوع عام أو خاص من مواضيع الحضارة و الفكر الإسلامي و هي مواضيع معاصرة لها أهميتها في الدفاع عن الإسلام و إبراز دوره الحضاري و دفع الشبهات التي تثار حوله و عرضه بالصورة الصحيحة السليمة و إذا علم المسلم جُهود و أعداء الإسلام في محاربته و الكيد له لهاله هذا الكم الهائل من الكتابات و المقالات و الندوات و المؤتمرات سنوياً حول الإسلام من قبل الجمعيات و الجامعات و الدوائر الاستشراقية و التبشيرية في العالم و ذلك لتشويه صورته باستمرار في نظر أتباعه و منعاً لانتشاره في الغرب و العالم و صدق لله العظيم حين قال في محكم كتابه الكريم : ( يُريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متّم نوره و لو كره الكافرون ) . [ الصف 8 ] .

إن من الفرض العيني على كل مثقف مسلم أن يناضل عن دينه و يردّ حرب أعدائه و كيدهم و مكرهم و المقارعة تكون بالمثل ( و أعدوا لهم مّا استطعتم من قوّة ) [ الأنفال 60 ] فيجب على المثقفين المسلمين معرفة ما يصدر عن أعدائهم من نشاطات تتعلق بدينهم ليردّوها و يكتبوا حولها الأبحاث الكثيرة المتعددة و المتنوعة و لا يتركوا السهام توجّه إليهم دون ردّ .

هذا و الحمد الله رب العالمين

يسلموا دياتك خيو

دمت بكل خير

تقبل مرورى المتواضع

يسلمووو

يعطيك الف عافيه
‏ ‏
دمت بخير

يسلموووووووووو لك خااالص الشكرررر

مجهوود رااائع

دمت,,,

الله يعطيكـ العافيهـ

دوووم النشاط

دمت بخيييييييير

بـــــتـــــــــوََََل

يسلمووووووو

يعطيــــــــــك العافيه

تحياتي لك

الله يعطيك العافيه
خليجية

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.