الجلطة القلبية مرض شائع جداً فى الغرب، يصيب سنوياً حوالى 1.5 مليون شخص فى أمريكا، وبات آخذا فى الانتشار فى بلادنا العربية يوماً بعد آخر. ومعهد القلب القومى يجرى سنويا حوالى 15 ألف عملية قسطرة تشخيصية وعلاجية وحوالى 2000 عملية جراحة قلب مفتوح لحالات مصابة بأزمات قلبية، وتحدث الجلطة لأسباب متنوعة أهمها التدخين، وارتفاع كولسترول الدم، وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر، وقلة النشاط البدنى، والبدانة، والتعرض للضغوط النفسية.
ويوضح دكتور جمال شعبان أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب أن الجلطة القلبية تحدث حينما يُسد أحد الشرايين التاجية فى القلب (جلطة) فلا تسمح للدم بالمرور عبره، وهذا يؤدى إلى تلف جزء من عضلة القلب كان يُغذى بهذا الشريان.
ويعتمد حجم الجلطة القلبية على مكان حدوث الانسداد فى الشريان، فإذا كان الانسداد قرب نهاية الشريان، أو فى أحد الشرايين الصغيرة، كانت الإصابة القلبية طفيفة، أما إذا كان حدوث الانسداد قريباً من منشأ الشريان التاجى فقد يكون التلف الناجم عن هذا الانسداد خطيراً.
ويشكو المريض المصاب بجلطة القلب من ألم شديد جداً فى منتصف الصدر، وينتشر هذا الألم عادة إلى الذراع اليسرى، وقد ينتشر إلى الفك أو الظهر، وقد يترافق بغثيان أو ضيق نفس أو إغماء، كما أن المريض يبدو غالباً شاحباً ومتعرقاً.
ويحتاج تشخيص هذه الحالة إلى توثيق بواسطة تخطيط القلب الكهربى، وإجراء معايرة إنزيمات القلب فى الدم.
ويجب التأكيد على ضرورة نقل المريض المشتبه فى إصابته بجلطة فى القلب إلى المستشفى، ومن ثم إلى العناية القلبية المركزة بأسرع وقت ممكن.
فكل دقيقة لها حسابها عند مريض الجلطة القلبية، وخطورة جلطة القلب تكون على أشدها فى الساعات الأولى من بدء آلام الصدر، كما أن وصول المريض إلى المستشفى بسرعة، يزيد من فرص فعالية الدواء الحديث المذيب لجلطة القلب (Thrombolytic Drug) مثل الستريبتو كاينيز وأمثاله. ومن المعروف أن الفائدة المرجوة من استعمال هذا الدواء تكون على أشدها فى الساعات الأولى من بداية ألم الجلطة القلبية.
وتشمل الأدوية التى قد تستخدم فى علاج مريض الجلطة القلبية: المسكنات القوية كالمورفين، ومضادات بيتا، والأسبرين، ومركبات النيترات، والهيبارين (دواء مسيل للدم) وإذا أصيب المريض بفشل القلب فقد يعطى المدرات البولية والديجوكسين أو مضادات آيس.
ويتمكن معظم المرضى من الجلوس على كرسى بجوار السرير فى اليوم الثانى أو الثالث وقد ينتقل المريض من العناية المركزة إلى جناح المرضى فى اليوم الثالث أو الرابع إذا لم تكن هناك أية اختلاطات أو مضاعفات.
ويحتاج مريض الجلطة القلبية إلى المكوث فى جناح عادى فى المستشفى فى اليوم الثامن أو التاسع لبضعة أيام أخرى، يتمكن خلالها من استرداد قوته البدنية تدريجياً، ويستطيع المريض فى اليوم الخامس عادة (إذا لم تحدث أية اختلاطات) التحرك بحرية فى الجناح.
وقد يجرى اختبار محدود للجهد قبل خروج المريض من المستشفى فى اليوم الثامن أو التاسع، فإذا لم يستطع المريض إكمال هذا الاختبار، أو حدث ألم فى الصدر، وجب التفكير فى إجراء فحوص أخرى قد تشمل القسطرة القلبية لمعرفة وضع الشرايين التاجية.
أما إذا أجرى المريض الاختبار بنجاح عظيم، فإن التوقعات المستقبلية للحالة تكون جيدة جداً.
ويخرج مريض الجلطة القلبية من المستشفى عادة ما بين اليوم السابع والعاشر ( إذا لم تترافق جلطة القلب بأية مضاعفات)، وقد يمكث فترة أطول من ذلك عند حدوث مضاعفات.
ويعطى المريض عند خروجه من المستشفى أدوية كحبوب الأسبرين مع التأكيد على إعطاء المريض نصائح محددة بشأن زيادة نشاطه البدنى وحركته تدريجياً، وضرورة التوقف عن التدخين واختيار الغذاء السليم.
يسسآـموٍ الأيآدي
يسلمواا المرور
نوورتى