استخدام الأسنان لإعادة السمع إلى الأذن الطرشاء

فقدت سوزي روست السمع في أذنها اليمنى بسبب خراج في الدماغ وتقول انها فقدت الكثير من حياتها أيضا.
وشكت روست (45 عاما) التي تعمل مديرة مالية في شركة أميركية من العزلة قائلة ان الآخرين يظنون انها غبية لأنها لا تستجيب لهم.

وجربت سوزي روست قبل أشهر منظومة سمع جديدة تنقل الصوت لاسلكيا عن طريق الأسنان. وقالت بعد تركيب المنظومة انها كادت تبكي عندما سمعت صوتا على جهة أذنها اليمنى الطرشاء، كان طقطقة كعب عال على الرصيف، لأول مرة منذ عشر سنوات. وأضافت انها حتى اليوم تنقر قلمها قرب أذنها اليمنى لا لشيء إلا للاستمتاع بعملية السمع. وتعتمد المنظومة الجديدة التي أطلق عليها اسم «ساوند بايت» على خاصية العظام في توصيل الصوت التي تتيح انتقال الموجات من الأسنان عبر العظام الأخرى الى الدماغ.

وتختلف المنظومة الجديدة عن السماعة التي تضخم الذبذبات لمساعدة الأشخاص الذين سمعهم ضعيف. وهي صممت للأشخاص المصابين بالصمم التام في احدى الأذنين. وكثيرا ما يكون السبب حدوث خلل في قوقعة الأذن، الجزء الشبيه بالحلزون في الأذن الداخلية. وتبين الأرقام ان نحو 8 ملايين أميركي ولدوا مصابين بالطرش في احدى الأذنين و1.5 مليون آخرين أصيبوا بالصمم الجزئي لاحقا. كما يمكن ان تساعد منظومة «ساوند بايت» الأشخاص المصابين بضعف السمع التوصيلي الذي لا علاج له وقد يحدث نتيجة اصابة في طبلة الأذن أو التهابات مزمنة فيها.

وتعمل منظومة «ساوند بايت» بزرع سماعة صغيرة في أذن المريض الطرشاء لالتقاط الأصوات القادمة ويقوم معالج الكتروني مثبت وراء الأذن بإرسال الاشارات لاسلكيا الى لاقطة معلقة على الأضراس الخلفية على طريقة مثبت الأسنان الصغير. وترسل هذه الشبكة موجات الصوت عبر الأسنان مرورا بالجمجمة الى القوقعة العاملة التي ترسل الاشارات الى الدماغ. ويمكن لمستخدمي المنظومة الجديدة ان يأكلوا ويتكلموا اثناء تركيب الجهاز في الفم دون ان يكون مرئيا من الخارج.

وكان كثير من المصابين بصمم في احدى الأذنين يسلمون بالأمر الواقع ويعتادون على الاكتفاء بأذن واحدة. ولكن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن اخصائيين بالسمع ان أعدادا كبيرة منهم بدأوا يطلبون معالجتهم باستخدام منظومة «ساوند بايت» منذ اصبحت متوافرة في الولايات المتحدة.

ويتطلب استخدام المنظومة قدرا من التخطيط المسبق لأنها تضم جهازين كهربائيين صغيرين قابلين للشحن يوضعان في الفم بالإضافة الى جهاز الأذن. ويستمر عمل كل من القطعتين الفمويتين نحو 8 ساعات فيما يستمر عمل قطعة الأذن 12 الى 15 ساعة. ويتعين شحن هذه القطع في المساء وتذكر المكان الذي تحفظ فيه وابقاؤها نظيفة دائما.