الحركة العلمية في الفسطاط
مما لا شك فيه ان مصر كانت مركزا لنشاط علمي زاهر ومتعدد الجوانب وتناسب حضارتها العريقة التي تضرب في أعماق التاريخ آلاف السنين وفيما قبيل الفتح الإسلامي شهدت مصر في العهدين البطلمي والروماني نشاطا علميا طيبا لا يخفي علي مؤرخي العلوم دور الإسكندرية كعاصمة علمية تشد إليها الرحال في تلك الحقبة من تاريخ مصر .
غير ان هذه النهضة العلمية ما لبثت ان تعرضت لأسباب الضعف وعوامل التدهور الشديد قبيل فتح المسلمين لمصر حيث لم يكن الجو العام فيها ـ بسبب سياسة البطش والقهر الرومانية ـ يساعد علي توفر الظروف الملائمة لقيام أو استمرار العلماء في نشاطهم العملي فلما تحولت مصر إلي ولاية إسلامية ونعم الناس بالأمن وشعروا بالاطمئنان في ظل الحكم الإسلامي وإدارة المسلمين لبلادهم كان طبيعيا ان تستأنف مصر مسيرتها العلمية في هذا الجو الآمن الهادئ وكان طبيعيا كذلك ان تنشأ هذه النهضة العلمية الجديدة في مصر الإسلامية في ظل الإسلام الذي تعهدها ورعاها حتي أثمرت وآتت أكلها طيبا وكذلك ا ن تكون لغتها هي العربية لغة القرآن والحديث النبوي .
كما أن من أهم الملامح المميزة لهذه النهضة العلمية الجديدة في مصر ان تنشأ مرتبطة بالمسجد وان يكون روادها الأوائل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم الذين دخلوا مصر سواء في جيش الفتح أو فيما بعد وقد شاء الله لهذه الحركة ان تمتد وتنمو وتزدهر يوما بعد آخر حتي صارت الفسطاط في القرن الثاني للهجرة أحد مراكز العلم ونشره في العالم العربي وحسبك دليلا علي ذلك ان بعض علماء مصر هم ا لذين قاموا علي حفظ وصيانة نشر مذهب الإمام مالك بن أنس قبل انتهاء المائة الثانية من الهجرة كما ان فريقا آخر من هؤلاء العلماء أحاطوا بالإمام الشافعي حين أقدم الي مصر وأقام الفسطاط سنتي 199ـ 204 هـ ، وتلقوا عنه أصول مذهبه الفقهي ثم تحملوا عبء حفظه ونشره في الآفاق بعد ئذ .
علماء الصحابة
ولقد كان واضحا تماما ذلك الارتباط الوثيق بين هذا النشاط العملي وبين الدعوة إلي الإسلام ونشره بين الناس في مصر فما أن فرغ المسلمون من تشييد جامع عمرو بالفسطاط حتي أخذ علماء الصحابة مجالسهم العلمية فيه يقرئون الناي كتاب اله ويسمعونهم حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ويفقهونهم في الدين ويشرحون لهم تعالمي الإسلام فالبداية إذن دينية مكانها المسجد علومها إسلامية أساتذتها يعلمون الإسلام وطلابها راغبون في حفظ القرآن ومعرفة الحديث والتفقة في الدين واللغة التي يدور عليها ذلك كله هي العربية .
ويذكر مؤرخ مصر ابن عبد الحكم أن أكثر أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم الذين نزلوا مصر قد علموا بها ودرسوا لأبنائها وحفظ المصريون عنهم بعض أحاديث النبي في موضوعات شتي وإن اختلف مقدار ما تكره بعض هؤلاء الصحابة ـ كثرة وقلة عن البعض الآخر لكن أكثرهم قلما وأقواهم أثرا في الجيل التالي من علماء مصر اثنان هما : عقبة بن عامر الجهني وعبد الله بن عمرو بن العاص .
فأما الأول فهو ذلك الصحابي الجليل الذي وصفه مؤرخو مصر بقولهم : (( كان عقبة فصيحا ، قارئا فقيها مفرضا عالم بالفرائض والمواريث ، شاعرا له الهجرة والصحبة ، والسابقة )) ولما كان قد لا زم النبي صلي الله عليه وسلم ملازمة شخصية حيث كان خادما له ويقود بغلته في أسفاره فقد تمني له أن يحفظ الكثير من الأحاديث النبوية ولما كان عقبة كذلك قد مكث في مصر مقيما فترة طويلة منذ الفتح وحتي وفاته في عام 58 هـ ، كان في أثنائها مفتي البلد وعالمها فقد قدر للمصريين طلاب العلم في جامع عمرو ان يأخذوا عنه علما وفيرا ويحفظوا عنه أكثر من مائة حديث ، ذكر بعضها المؤرخ المصري ابن عبد الحكم في كتابه (( فتوح مصر وأخبارها )) ، وأن يتعدد بينهم تلاميذه من التابعين ذوي المكانة العلمية المرموقة .
أما الثاني فهو أشهر علماء الصحابة الذين شرفت بهم مصر علي الإطلاق بن جرت أقوال ومؤرخي العلم علي أنه مؤسس المدرسة المصرية وكانت مواهب عبد الله بن عمرو ومؤهلاته العلمية جديرة بأن تجعل منه أحد البارزين من تلاميذ النبي صلي الله عليه وسلم فهو شديد الرغبة في تحصيل العلم والحرص عليه و صيانته ولذلك فإنه ـ وهو يسمع من النبي لم يكتف بالحفظ وإنما استأذن رسول الله صلي الله عليه وسلم في كتابه الحديث فإذن له فكتب عنه ما كان يسمع منه في صحيفة خاصة سماها الصادقة وقال يوما وهو يتحدث عنها معتزا بها (( كتبت فيها عن النبي ألف مثل ليس بيني وبينه فيها أحد )) وكان عبد الله أحد قراء القرآن وحفاظه كذلك ولم يقنع بهذا بل إنه تعمل السريانية وقرأ بها التوراة وغيرها من ثقافة أهل الكتاب وكانت مكتبته حس وصف المؤرخين القدماء ـ صندوقا كبيرا به قراطيس .
وامتدت اقامة عبدالله في مصر حتي توفي بالفسطاط ودفن بها في عام 65 هـ ، مما اتاح للتابعين المصريين ان يحملوا عنه علما غزيزا ، وفقها كثيرا ، واحاديث شريفة تجاوز مجموعها المائة وحفظوا ذلك او دونوه عنه في مجلسه العلمي بجامع عمرو بالفسطاط .
علماء التـــــــــــــابعين وتابعيهم
وهكذا تشهد رحاب هذا المسجد العتيق نشاة الحركة العلمية في مصر يقودها الصحابيان ورفاقهما من الصحابة وينضوي تحت لوائها التابعون من اهل مصر الذين برز من بين صفوفهم فريق من كبار علماء التابعين وتابعيهم ذاع صيتهم في الافاق وفي مقدمة هؤلاء نذكر هذه الاسماء التي لمع اصحابها في المدرسة المصرية
1 ــ سليم بن عتر التجيبي
2 ــ عبدالله بن حجيرة الخولاني المعروف بابن الاكبر
3 ــ مرثد بن عبدالله اليزني
4 ــ يزيد بن ابي حبيب الازدي
5 ــ عبيدالله بن ابي جعفر
6 ــ جعفر بن ربيعة
7 ــ عبدالله بن لهيعة الحضرمي
8 ــ الليث بن سعد بن عبدالرحمن
يسلموووووووووووآآآآآآآ بتوَل
تحيتي
يسسسلموووو اوسكارََ
نـــــــورت الصفحهـ
بـــــتــــوَََل
يسسسلموووو جنون آ‘نثى
نـــــــورتـــي الصفحهـ
بـــــتــــوَََل
تسلم اناملك (بتول)
طرح رائع
تقبلي مروري
يسسسلموووو بحر آ‘لحب
نـــــــورت الصفحهـ
بـــــتــــوَََل
الله يعطيك العافيه
يسسسلموووو Falcon land
ع طلتكـ الحلوووهـ
نــــــــــورت الصفحهـ
بــــتـــــوََََل
يعطيكي الف عافيـة بتول