الطوارق مجتمع قبلي تحكمه اعراف القبيلة وقوانين العشيرة تنظيماً واعرافاً وتقاليد اجتماعية حاكمة للفرد والمجتمع معاً.
فينقسم مجتمع الطوارق شأنه شأن كل المجتمعات البدوية التقليدية باقتراب يحاكي مجتمعات البدو في المشرق العربي.
1- السادة : وهم علية القوم .
2- المتعلمين : وهم المتعلمين قراءة وكتابة اللغة العربية والقرآن الكريم واصول الدين.
3- الطبقة الغارمة
4- الصّناع
5- الأرقّاء المحرورون (العبيد المعتقون من العبودية) (العبيد الاحرار)
6- طبقة العبيد
الدين عند الطوارق :
الطوارق مسلمون بالمطلق ملتصقون بالاسلام الحنيف وهم على المذهب المالكي . ويطلق على الطوارق في جمهورية مالي بالانصار نسباً والطوارق شديدي الالتصاق باللغة العربية وادابها وعلومها فكم وجدت فيهم حفظة القرآن الكريم والحديث حيث يتم تعليمهم اللغة العربية وحفظ القرآن من سن السادسة ومن النادر ان نجد طوارقياً لا يحفظ شيئاً من المعلقات وشعر المتنبي وابي العلاء المعري والفرزدق وجرير. وقد وجدت في زيارتي لمضاربهم في جمهورية مالي (الشمال – مدينة تمبكتو) ولقائي ببعض زعمائهم وشيوخهم انهم يحفظون المعلقات العشر لا السبع عن ظهر قلب ولثلاث ايام بلياليها قد سافرت لايام سوق عكاظ ودار الندوة والخورنق والسدير والفرزدق وجرير والمتنبي وابي العلاء وشعراء الاندلس فهم على السليقة وبفطرة وذكاء البدوي يمتلكون ذاكرة وقادة وفصاحة لسان وقفت عندها مبهوراً امام هذا وامام تطبيقهم لروح الاسلام وسنة نبيهم بعيداً عن البدع فلا غرابة ان نجد القلم والقرطاس ملازماً للطوارقي في جنبه الايمن ليتعلم ويُعلمَ ما يمكن الى جانب السيف دفاعاً عن النفس.
لباس الطوارق :
يلبس الطوارق السروال والقميص تحت العباءة الواسعة المشهورة في ليبيا وموريتانيا من دون اكمام ويعتمرون عمامه بلثام يتراوح طوله من 4-5 م وباللون الاسود غالباً وهذا اللثام هو لزاماً على الرجال دون النساء في الحل والترحال حيث يُلفُ باحكام على جميع الوجه فلا تظهر منه سوى العينين ولهذا الثام اسباباً ترجع اصوله الى :
1- الحياء الغالب وهذا سجية للطارقي اينما كان وقد مدح شاعر الاندلس (ابو حامد المعروف بالكاتب) دولة المرابطين حيث كان امراء دولة المرابطين من ابناء صنهاجة الذين كانوا يضعون اللثام بقوله:
قومٌ لهم درك العلا من حميرٍ وان انتموا صنهاجةً فهمْ هُـمُ
لما حووا احراز كل فضيلةٍ غلب الحيـاءُ عليهم فتلثـموا
2- العامل البيئي الصحراوي بحكم بيئة الصحراء وهاجرتها وشمسها ولهيب وسموم ريحها ورمالها وارتفاع حرارتها وبحكم البيئة اصبح لزاماً اللثام لوقاية الوجه والرأس من ارتفاع حرارتها وبرودتها صيفاً وشتاءاً . فاصبح اللثام عادةً وتميزاً اجتماعياً وتقليداً لا مناص منه .
3- يرجع الطوارق ذلك الى اسطورة اجتماعية حربية جميلة اوصمت ابناء الطوارق بلبسه ونزعه معيار عارٍ ووصمه جبن بل هو مدعاة فخر ونصر اجتماعي بجكم موروث اجتماعي جمعي وقيمي حيث تقول الاسطورة الحربية : هاجمت مجموعة من الغزاة مضارب الطوارق عندما كان الرجال يصدون هجمة لغزاة اخرين على مضاربهم فقامت النساء في هذه المضارب بارتداء ملابس الرجال لإخفاء أنوثتهن واعتمرن العمائم واللثام وأمتشقن السيوف وبرزنَ للمهاجمين بشجاعة وبسالة فصمدن لحين عاد الرجال فأجهزوا على الغزاة من الخلف والنساء من الإمام فأصبح اللثام رمزاً اجتماعياً وتخليداً لذاك النصر وإمعاناً في الذود عن المرأة وتخليداً لها وان المرأة دوماً لها المنزلة الرفيعة ولهذا نجد لها المكانة الخاصة في مجتمع الطوارق كونها تحظى بمكانة خاصة وقد ذهب بعض العلماء المحدثين بوصف مجتمع الطوارق بانه مجتمع يرجع الى مجتمعات الامومة الاولى وهذا برأيي مجافٍ للحقيقة والواقع من حيث ان مجتمع الطوارق يمزج بين البداوة بروحها السامية ونبل الدين الاسلامي الذي شرّف المرأة واقرَّ حقوقها وانزلها منزلة عالية ورفيعة وصان كرامتها الانسانية وضمن حقها في الحياة ولقول الرسول صلى الله عليه و سلم رفقاً بالقوارير) ووصفهن بالقوارير (الزجاج) فاوجب الترفق تعاملاً معهن.
والمرأة في مجتمع الطوارق تحظى بمكانة خاصة ولم تزل مكانتها وكأنها الموروث المتوارث احتراماً وتكريماً للمرأة.
الطوارق بين العروبة والشتات الإفريقي
يعطيك الف عافيه بدر
بإنتظار روائعك القادمه بشوووق