تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رمضان والمسجد الاقصى

رمضان والمسجد الاقصى

رمضان والمسجد الاقصى

أظلنا شهر القرآن والتوبة والرحمة والنصر ، وفي مثل هذه الأيام وبعد صلاة فجر يوم الواحد والعشرين من شهر آب عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين ميلادية الموافق للثامن من جمادى الثاني عام ألف وثلاثمائة وتسعة وثمانين هجرية، شبَّ حريق في المسجد الأقصى، وأتى الحريق على جزء كبير من منبر " نور الدين زنكي " الذي كان بداخله.

إن حرق المسجد الأقصى أتى في ظروف غير عادية تمر بها الأمة الإسلامية ؛ إذ تم هدم دولة الخلافة الإسلامية حامية ذمار المسلمين وحافظة الدين ، ومنذ ذلك الحين والأمة تتجرع الذل والهوان،وضاعت فلسطين الأرض المباركة، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه.
فلسطين هي البلد الوحيد الذي لم يخرج الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الحجاز إلا إليه.

ففتحت فتحا قرآنيا في حادثة الإسراء والمعراج {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء 1، وفتحت فتح جهاد على يد الخليفة عمر بن الخطاب الذي نال شرف تسلم مفاتيحها بنفسه.
وهي من البلاد التي لا تُشد الرحال إلا إليها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:المسجد الحرام،ومسجدي هذا،والمسجد الأقصى"رواه الشيخان.
فلسطين هي الباروميتر لقياس نبض وحرارة الشعوب ، وكما قيل : إذا أردت أن تعرف حال الأمة الإسلامية فانظر إلى حال بيت المقدس. أي فلسطين
وهي محط اهتمام العالم أجمع ، وقد أدرك الكفار مدى أهميتها حيث انتشرت بينهم مقولة " من يسيطر على فلسطين فقد ساد العالم.
وها هي سيطرة يهود التي تمثل خط الدفاع المتقدم لصالح الغرب.
لقد حافظ المسلمون على فلسطين وعلى المسجد الأقصى في ظل خلافتهم وعلى مر تاريخهم ؛ابتداءً من صلاح الدين الأيوبي الذي استرد فلسطين من أيدي الصليبيين في شهر رجب ، وانتهاءً بالسلطان عبد الحميد ، وليسمع كل من لديه عقل وبصيرة ماذا قال السلطان عبد الحميد لهرتزل حين راوده عن فلسطين. قال: «إن فلسطين ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، واذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن. أما وأنا حي، فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة العثمانية. من الممكن أن تقطع أجسادنا ميتة، وليس من الممكن أن تشرح ونحن على قيد الحياة.
عندما غزا الجراد المدينة المنورة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أن يصرفه عنهم الى بيت المقدس، فقال الصحابة: يا رسول الله، إنه إذاً يؤذيهم، فقال عليه السلام: (لا يعمَّر فيها ظالم) يعني في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس. حقاً إنها الأرض التي لا يعمر فيها ظالم، ففيها كانت نهاية الدولة الرومانية الشرقية في معركة اليرموك، وكذا نهاية الاجتياح المغولي في عين جالوت، والغزو الصليبي في حطين، وتحطمت أحلام نابليون على أسوار عكا، وفيها سينتهي الإفساد اليهودي المعاصر الذي تحدثت عنه آيات الإسراء.
وإن
رمضان عبر القرون الماضية، عبر سنيّ الخلافة، كان شهر الإنتصارات والفتوحات؛ ففي رمضان كانت بدر الكبرى وفتح مكة والقادسية وفتح عمورية وبلاط الشهداء وفتح الأندلس وعين جالوت وفتح قبرص وفتح بلغراد وغيرها كثير.
فمعركة عين جالوت التي هُزم فيها التتار بعد أن جابوا الأرض من مشرقها وعاثوا فيها فساداً كانت في فلسطين.
ومعركة حطين الحاسمة التي هُزم فيها الصليبيون كانت في فلسطين.
وأحلام نابليون بالإمبراطورية تحطمت على أسوار عكا في فلسطين.
وأرض فلسطين شهدت من الحروب ما شهدت؛فهي التي جلبت سبع حملات صليبية، دامت في أطول حرب عرفها تاريخ الإنسان لمدة 170عاما، بين عامي 1099 و1271م؟!
قام صلاح الدين، رحمه الله،بتحرير المسجد الأقصى من رجس الصليبيين، بعد هزيمتهم شر هزيمة في جهاد حمل لواءه قادةٌ مسلمون عظام طوال عشرات السنين، إلى أن تكلل بالنجاح، بنصر من الله سبحانه على يد صلاح الدين في حطين، أولاً لخمس بقين من ربيع الآخر سنة 583هـ، ثم تحرير بيت المقدس ثانياً في السابع والعشرين من رجب سنة 583هـ. فلما وصل رسول صلاح الدين بالبشرى إلى الخليفة العباسي الناصر في بغداد – وكان قد عقد له لواء ولاية مصر والشام – ضج المسلمون بالتهليل والتكبير والحمد لله العزيز الجبار أن قصم ظهر الصليبيين وعادت القدس والأقصى إلى ديار الإسلام.
لقد انشغل المسلمون في الأسبوع الأول بعد تحرير الأقصى في تطهير المسجد والصخرة من رجس الصليبيين، فغسلوهما وأضافوا لهما الطيب، وأعادوا للأقصى بهاءه ورونقه، وصدع الأذان في أرجائه بعد فراق طويل.
وقبيل الجمعة التالية في الرابع من شعبان سنة خمسمائة وثلاث وثمانين هجرية، بعد أن أتموا هذا العمل العظيم أرسل صلاح الدين رسولاً إلى حلب ليحضر المنبر الذي كان قد صنعه نجار من حلب قبل نحو عشرين سنةً في عهد نور الدين والي مصر والشام قبل صلاح الدين، وبقي المنبر ينتظر تحرير الأقصى ليدخله مزهواً بنصر الله… وهكذا أُحضِر المنبر وأُدخِل المسجدَ ووُضع بجانب المحراب عزيزاً كريماً في ظل الإسلام. ثم عُقدتْ صلاة الجمعة وصعد المنبرَ قاضي دمشق (محيي الدين بن زكي) بأمر من صلاح الدين، ثم خطب خطبته المشهورة في تلك الجمعة، وكان أول ما قاله فيها{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وكانت أولَ خطبة في الأقصى بعد أكثر من تسعين سنةً من احتلال الصليبيين للقدس في سنة 492هـ لسبع بقين من شعبان.
أولئك هم جند الإسلام وقادته العظام، يحررون الأقصى أولاً ثم يُدخِلون المنبر فيه عزيزاً كريماً. واليوم، وبعد أن حرق اليهود منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى سنة 1969م وكانوا قد احتلوه 1967، فإن حكام المسلمين حرفوا البوصلة ، وحرصوا على صناعة منبر على مثال منبر صلاح الدين ولكنهم لم يحرصوا على تحرير الأقصى كما فعل صلاح الدين! بل هم يسكتون عن احتلال يهود للأقصى ويفتخرون بأنهم (يعمرونه) بصنع المنبر وإدخاله إليه تحت حراب يهود،
والمسجد يئن تحت الاحتلال ولسان حاله يقول «لا وزن ولا قيمة لمنبر مزخرف عظيم طويل عريض يزين محرابي ما دمتُ أسيراً حبيساً في ظل أشد الناس عداوةً، يهود».
إن الأقصى الأسير لا يريد منبراً ولا سجاداً بل يريد محرِّراً.
إن الأقصى الأسير الذي تُقض مضاجعُه بالحفريات التي تجري تحته يريد خليفة كالناصر، وقائداً كصلاح الدين، وجنداً ترنو عيونهم وتهفو قلوبهم إلى إحدى الحسنيين، ومن ثَمَّ يكون النصرُ والفتح المبين، وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله.
إن فلسطين منذ حادثة الإسراء أمانة في أعناق المسلمين، فقد فتحها المسلمون في عهد عمر رضي الله عنه، وكانت العهدة العمرية التي أكدت منذ ذلك التاريخ سلطان الإسلام على فلسطين، وقضت بأن لا يسكن القدس المباركة على وجه الخصوص يهود… واستمرت تلك الأمانة على مدى التاريخ.
وكلما تجرأ على فلسطين عدو وتمكن من احتلالها وتدنيسها، قام قادة عظام في ظل الخلافة بتحريرها من دنس ذلك العدو، فكان صلاح الدين الذي طهرها من الصليبيين، وكان قطز وبيبرس اللذان طهّراها من التتار… ثم كان الخليفة عبد الحميد في آخر أيام الخلافة عندما حافظ عليها فمنع عصابات هرتزل من الاستيطان فيها.
لقد كان هذا هو الذي يجب أن يكون لو كانت الخلافة قائمة، فتزيل كيان يهود المغتصب لفلسطين، وتعيد فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام.
إن المسجد الأقصى وفلسطين لا زالت أمانة في أعناق المسلمين، كما هي الخلافة الإسلامية ، وهي عقر الدار،وهي أمانة.
التفريط فيها خيانة.
فهل تغتنم الأمة الإسلامية الفرصة لتأدية الأمانة وحق الله – تعالى- في هذا الشهر الفضيل ؟
هل نعمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لتقيم الدين وتوحد المسلمين وتحمل الإسلام للعالم أجمع لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.

جزاك الله كل خير مرسل على الموضوع
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
يعطيك الف عافية
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
دومت بود

مشكور مرسل
جزاك الله خيرا
يعطيك العافية يارب
مودتى ~

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكـ اللهم الف خير
بارك الله فيك … ونفع بك

هلا اخووي مرسل

جزاك الله خيرا

موضوع في قمة الروعة

اللهم انصر المسلمين والاسلام في كل مكان

اللهم امين

تحيه طيبه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.