ولكن هذه المرة بلا حبيب
جبل من الجليد شاهق الارتفاع وأنت تقف في ذلك الوادي المنبسط من حوله تتطلع إليه فتشعر بمدي ضآلتك بجواره … ولكن هناك جذوه صغيره من النار لا يتجاوز حجمها حجم البندقة الصغيره … تنظر إليها وتتخيل مدي البردوه التي تشعر بها تلك الجذوه وتشيح بنظرك عنها متأكدا أنها لن تلبث سوي لحظات لتنطفئ … وتعود بنظرك إلي قمة الجبل .. وتعود بخيالك لأيام مضت … ولكنك تشعر أن تلك القمة تهبط من أمام عينيك وتهبط وتهبط …. فتعود بنظرك إلي تلك الجذوه لتجدها لازالت مشتعله وتعمل علي ذوبان هذا الجبل … ويذوب الجبل
ويذوب ….
ويذوب …
ويذوب …
ومن ثم يبدأ في النقصان ويتناقص …
ويتناقص …
ويتناقص …
ثم يؤول أمره إلي محيطا تعلو أمواجه وتهبط وأنت تسبح فيه
وتسبح …
وتسبح …
وتقاوم الغرق في هذا المحيط وتقاوم
وتقاوم …
وتقاوم …
ولكن لم تعد تقوي علي المقاومة فتستسلم للغرق في هذا المحيط خاصة وانك من تمني من قبل النزول إليه قبل أن يتجمد فتغرق …
وتغرق …
وتغرق …
…
..
.
.
.
.
.
تتساؤل الآن تري ما هو هذا الجبل ؟؟ … وأي جذوة تلك ؟؟ … وأي قوة تملك لتذيب مثل هذا الجبل بهذه السرعه ؟؟ … وأي محيطا هذا ؟؟ … وكيف تمنيت من قبل النزول إليه ؟؟ …
البدايه كانت أمام محيط الهوي وأنت تقف أمامه مشدوها به تتمني أن تخوض عالمه ثم تجد يدا تمتد إليك لتأخذك إلي هذا العالم … ومن ثم تقرر النزول فيه ولكن … متي كانت الريح تأتي بما تشتهي السفن ؟؟ متي كان هذا المحيط خاليا من العذاب والجراح ؟؟
ومن هنا تعصف بك رياحا قادمة من أعالي القطب الجنوبي ليتجمد هذا المحيط الغارق انت فيه ويتحول إلي جبلا بفعل الكبرياء وتقف أنت بجواره تنظر إليه وتسرح بخيالك تنعي أيامك الماضية … وهنا تأخذك إليها الأشواق وتتجاهل أنت تلك الجذوة الملتهبة بأشواقك إلي الماضي وإلي حبيب العمر فتأخذ طريقها لتسقط بجوار ذلك الجبل الذي يبدأ في الذوبان ومن ثم يتناقص ويؤول أمره من جديد إلي محيط الهوي التي تغرق أنت فيه ولكن ….
في هذه المرة بلا حبيب وبلا يد تمتد إليك لتصحبك في رحلتها في محيط الهوي … ومن ثم تبدأ رحلة البحث والعذاب. وأنت تغرق
وتغرق …
وتغرق …
وتغرق …
وتغرق …
…….
…..
صح لسانك اخووي
خاطره رائعه
دمت بحفظ الرحمن
تسلم ويسلملى قلمك زو المشاعر
الرقيقة التى تجامل جميع الناس
تحياتى