تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فالنتينا تيريشكوفا سيرته الذاتيه أول من طلع الفضاء الخارجى

فالنتينا تيريشكوفا سيرته الذاتيه أول من طلع الفضاء الخارجى

خليجية

من يذكر اسمَها؟
أو مغامرتها في العام 1963، عندما ارتدتْ البذلةَ الفضائية، واتجهتْ نحو ساحة إطلاق سفينتها (فوستوك 6) وهي تُردّد: «إني سعيدة بأن أكون، وأنا الفتاة البسيطة، أولَ من يُعهدُ إليها، من بين نساء هذا الكوكب، بمهمّةِ الطيران في الفضاء الخارجي. وسوف أُنفّذُ هذه المهمّة النبيلة كما يجب

بهذه الكلمات البسيطة، اختصرت فالنتينا المغامرة الأولى، والأهمّ، حتى حينه، تقوم بها امرأة من هذا الكوكب

وكان طيّارٌ آخر، ومن بلادِها الروسية، قد سبقها، ومهّدَ السبيل بقيامه بأوّلِ رحلةٍ فضائية في التاريخ، وبات اسمُه منتشراً في الكون: يوري غاغارين
سيظلُّ التاريخ يذكرُ لإنسان عصرنا هذا الإنجاز العظيم، وهو مغامراته وقد تجاوزتْ كلّ ما بلغَهُ الخيالُ في عصور سابقة، وهي عمليةُ اختراق الفضاء الخارجي، والقيام برحلاتٍ فضائية، والتنزّه بين الكواكبِ والمجرّات، بل والسير فوق سطحها.

ولأن المرأة رفيقة الرجل، وامرأةُ عصرنا تسعى إلى إثبات جدارتها في شتّى المجالات، فهي لم تتخلّفْ عن القيام بهذه المغامرة.

بين عشيّةٍ وضحاها، بات اسم فالنتينا فوق كل شفة ولسان، وصورتها تمثّلُ الجرأة والشجاعة.
وسجّلتْ مغامرتها انتصاراً عظيماً للمرأة
وُلدتْ هذه الرائدة في السادس من شهر آذار عام 1937، لعائلة بسيطة. وكان أبوها سائق شاحنة، وأمُّها عاملة في مزرعة
وتوفّي الأب إثر انخراطه في الجيش إبّان الحرب العالمية الثانية، مخلِّفاً أرملةً وثلاثة أولاد.
وقد عاشت الفتاة حياةً قاسية، ودخلتْ سوق العمل وهي على مقاعدِ الدراسة الثانوية.

وكان العملُ في تلك السن المبكرة، في مصانع النسيج والإطارات، تجربةً هامة بالنسبة إليها. وقد عبّرتْ عن تلك المرحلة في مقابلة صحافية بقولها: كنتُ شديدة الحماسة لأساعدَ أمي؛ وعندما قبضتُ أولَ أجرٍ سارعتُ إلى شراء هدية قدّمتُها إليها.

بعد العمل في المصانع عُيّنتْ مُدرِّسةً في معهد للميكانيك، ولم تكن فكرةُ الطيران واردةً في بالها قبل التحاقِها بالنادي الجوّي بهدف التدرُّبِ على القفز بالمظلَّة. وكانت تلك أولى خطاها باتجاه المغامرة الكبرى.
بعدما نفّذتْ عمليةَ القفز الأولى بالمظلّة، اختبرتْ معنى أن يتحرّرَ الإنسان، ولو إلى حين، من التصاقِهِ بالجاذب الأرضي، ليرتمي في قلب المغامرة. وقد توصَّلتْ إلى ذلك النجاح بعد تمرُّسٍ ودراسةٍ تقنية صعبة، إلى أن حققتْ 163 قفزةً وضعتْها في طليعة المظليين.
ومع نجاحها تقدّمت أحلامُها، وازدادَ طموحُها، فباتت تتطلّعُ إلى ما هو أبعدُ من الجاذبِ الأرضي… إلى ذلك المدى الذي بلغَهُ مُواطنُها غاغارين قبل سنتين.
ولن تنسى الفتاة ما سمعتْه من رئيسِ اللجنة النقابية في مركز عملها لحظة انطلاق أول رجل إلى الفضاء إذ قال لها: هناك رجالٌ يقومون بالتحليق الخارجي، في حين تقفزين أنتِ بالمظلّة فقط.
وردّتْ على تحدّيه بقولها: والنساء أيضاً، سوف يُحلِّقن في الفضاء الكوني. ولم تكن تُقدِّر بأنها ستكون أولى الفضائيات.
ومن تصريح لها نشرتْه الصحف في حينه أقتطفُ قولها: قبل غاغارين لم تكن فكرةُ إطلاقِ المرأة إلى الفضاء الخارجي تخطرُ في بالي. لكن، وبعدما نجح الرائد الأولُ قويتْ تلك الفكرة، وباتت تتردّدُ في ذهني عبارةٌ واحدة.
يجبُ أن تقومَ النساء بالتحليقِ الفضائي. وحين ترتسمُ صورةُ تلك المرأة في خيالي، كنتُ أراها ذكيةً، قويةً وجميلة.
وجاء يوم تحقّق فيه حلمُ الصبية، إنما بعد الجهد والعناء، بدءاً بالتمارين القاسية، والدراسةِ الصارمة، إلى معالجة الأجهزة الدقيقة، والتدرّب على تشغيلها.
ويقتضي إعدادُ طيّار كوني إلى ذلك كله، علاوة على تمتّعه بصحّةٍ ممتازة، مهارة في تشغيلِ أدقّ الآلات، وفهم أسرارِها.
وإلى ذلك، عليه أن يتمتّع بمعنوياتٍ قويّة، تُمكّنه من الصمود للمفاجآت الطارئة، وتجعله يتحمّلُ التمارين الصارمة، ودرجاتِ الحرارة القصوى، والتمرّن على انعدامِ الوزن. وفالنتينا تملكُ ذلك كلَّه، إلى شجاعةٍ نادرة، وحبٍّ للمغامرة واقتحام المجهول.
وكان العالم بأسرِه يراقبُها وهي تتقدّمُ نحو السفينة وتردّدُ بصوتٍ مسموع: الملاّحةُ الكونيةُ تيريشكوفا للتحليقِ في السفينةِ الفضائيةِ فوستوك.
وبفضل تلك الجرأة، والإرادة القوية، فتحتِ الباب أمام من سيقمن بعدها، بمغامراتٍ تتجاوز ما حققتْه هي، ونالت عليه لقب: رائد فضائي، وبطلة الإتحاد السوفياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.