للشيخ محمدالعثيمين رحمه الله
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه سلم :
"المرء مع من أحب" متفق عليه.
(( المرء يحب القوم ولما يلحق بهم)) يعني:
يحب القوم ولكن عمله دون علمهم؛ لا يساويهم في العمل، مع من يكون؟
أيكون معهم أو لا ؟
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : (( المرء مع من أحب يوم القيامة))
هذه بشري للإنسان؛أنه إذا احب قوما صار معهم وإن قصر به عمله؛ يكون معهم في الجنة ويجمعه
الله معهمفي الحشر، ويشربون من حوض الرسول صلي الله عليه وسلم جميعاً، وهكذا..
كما أن من أحبالكفرة فإنه ربما يكون معهم _ والعياذ بالله- لأن محبة الكافرين حرام، ؛
و لأن الله تعالي سماهم أعداء قال:
(يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ)(الممتحنة: من الآية1)
وقال عز وجل:
0مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة:98) .
فكل كافر فإن الله عدو له، وكل كافر فإنه عدو لنا،.
هذه قاعدة أصلها النبي – عليه الصلاة والسلام- ألا وهي:
(( المرء مع من أحب))(67)
فعليك يا أخي أن تشد قلبك على محبة الله تعالي، ورسوله، وخلفائه الراشدين، وصحابته الكرام، وأئمة الهدي من بعدهم لتكون معهم.
هذا الحديث فيه:
1- الحث على قوة محبة الرسل واتباعهم بحسب مراتبهم، والتحذير من محبة ضدهم؛
فإن المحبة دليل على قوة اتصال المحب بمن يحبه، ومناسبته لأخلاقه، واقتدائه به.
فهي دليل على وجود ذلك. وهي أيضاً باعثة على ذلك.
2- وأيضاً من أحب لله تعالى، فإن نفس محبته من أعظم ما يقربه إلى الله؛ فإن الله
تعالى شكور، يعطي المتقرب أعظم – بأضعاف مضاعفة – مما بذل. ومن شكره تعالى:
أن يلحقه بمن أحب، وإن قصر عمله.
قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا}.
ولهذا قال أنس:
"ما فرحنا بشيء فرحنا بقوله صلى الله عليه سلم : "المرء مع من
أحب.
قال: فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه سلم ، وأبا بكر، وعمر، فأرجو أن أكون معهم".
وهذا مشاهد مجرب إذا أحب العبد أهل الخير رأيته منضماً إليهم،
حريصاً على أن يكون مثلهم. وإذا أحب أهل الشر انضم إليهم، وعمل بأعمالهم.
وقال صلى الله عليه سلم :
"المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، "ومثل الجليس الصالح، كحامل المسك ,إما أن يَحْذيك وإما أن يبيعك، وإما أن تجد منه رائحة طيبة، ومثل الجليس السوء كنافخ الكِيْر: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة".
وإذا كان هذا في محبة الخلق فيما بينهم، فكيف بمن أحب الله، وقدَّم محبته وخشيته على كل شيء؟
فإنه مع الله، وقد حصل له القرب الكامل منه. وهو قرب المحبين، وكان الله معه.
فـ{إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}.
وأعلى أنواع الإحسان محبة الرحيم الكريم الرحمن، محبة مقرونة بمعرفته.
فنسأل الله أن يرزقنا حبه، وحب من يحبه،
و نحن نشهد الله – عز وجل- على محبة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وخلفائه الراشدين ،
وصحابته ،وأئمة الهدي من بعدهم، ونسأل الله أن يجعلنا معهم .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . |
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب