1) مقدمة
بعد أن نُشِرتْ مقالتي " الإسلام بين السلفية والمعاصرة" بعدد من المواقع في أيار (مايو) 2024 انقضَّ عليّ نحوُ عشرين رسالة تندّد بالإسلام ورموز التاريخ العربي الإسلامي : بعضها بذيء ملطّخ بقلة الحياء وبعضها ماكر كهذه الرسالة :"إلى متى يتم اغتصاب سورية بهذه السادية" يعني الإسلام والقومية العربية وكأن البديل هو : إسرائيل ، وأمريكا ؟ وبعضها تحريض السنة على الشيعة أو الشيعة على السنة ، ونبش أحداثٍ مختَلَفٍ فيها , عفا عليها الزمن .
وبعضها تتناول نص القرآن …كمن يزعم أنه اكتشف أخطاء نحوية في القرآن وزعمه يتصدّره خطأ نحوي فاضح . وتتهاوى من مواقع أمريكية دروس ساذجة في معنى الروحانيات ، وفي حقيقة الإسلام ، محاولة تحرير قناعات المسلمين (الإرهابيين !)
إنك تكتشف ببساطة خلفيات هذه التفاهات ، وهي استفزازات وراءها (الموساد) وال (CIA) في محاولات للتمسك بقشة لإنقاذ الرئيس دبليو بوش بعد أن هبطت شعبيته إلى الحدود الدنيا ، وارتفعت الأصوات في أمريكا والعالم تندّد بورطته التاريخية في غزو أفغانستان ، ثم العراق . وكأنه من حيث لايشعر أعطى صدام صكّ البراءة إذ أثبت أنه أشدّ طغياناً منه .
أضف إليها مؤازرة إسرائيل في محاولة تجويع الشعب الفلسطيني لأنه مارس حقوقه الديموقراطية واختار حماس . اسرائيل التي أثبتت منذ نشوئها أنها دولة قائمة على التوسع والعدوان وترتكب الفظائع بحق الفلسطينين يومياً .
وتمتدّ يد أمريكا في مؤازرة مزدوجة بينها وبين إسرائيل إلى مايحاك ضدّ سورية ولبنان والسودان وإيران … مؤازرات محشوة بالسموم .
إن أمريكا (أمة) خليط ليس لها تاريخ ولا أيديولوجية وقد بدأت تكتشف نفسها منذ منتصف القرن الماضي إبان الحرب العالمية الثانية . فجعلت قوتُها الهائلة مساحتَها الجغرافية لاتتسع لطموحاتها ، فحفزتها إلى وضع إيديولوجية براغماتية (ليبرالية العالم الحر) بغاية الهيمنة على شعوب العالم ، فانطلقت إلى التوسع الاستعماري بأسلوبيه : القديم والحديث وكان الاتحاد السوفياتي يقف لها بالمرصاد وكل منهما يتربّص بالآخر في إطار "الحرب الباردة". واستعراض العضلات في "حرب النجوم" فاستطاعت في العام 1989 أن تدكّ حصونه وتتربع على عرش العالم قوّةً وحيدةً . وغدت ايديولوجيتها البراغماتية الجديدة بشقين : القوة والاحتكارات .
وفي مطلع الألفية الثالثة فاجأتها أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمر) 2001 فتزلزلت ، وأحسّتْ بالرعب , وبلا أن تراجع نفسها أصيبت بازدواجية هي :
1ـ رفع لواء العالم الحر بيد ..
2ـ وباليد الأخرى هبط إلهام من الله فجأة على الرئيس دبليو بوش ليشنّ حرباً على الإرهاب والانتقام من الشعوب الإسلامية. إلهام (براغماتي) وقح ينبني على الكذب الرئاسي والاعتراف بارتكاب آلاف الأخطاء ..
وتنوعت الوسائل في ممارسة العدوان يتساوق فيها الحديد والنار مع هبّة إعلامية لاتقتصر على الهيمنة على وسائل الإعلام الأمريكية والغربية ذاتها , أوإنشاء محطات إعلامية كمحطة (الحرة) أو تمويل بعضها … وإنما تُستغلّ فيها كل الوسائل وطرق المعالجة كهذه الرسائل التي تحدثنا عنها . وهذا ما حدا بي إلى البحث الموجز في جذور الحضارة الإسلامية بادئاً بلمحة عن التاريخ العربي القديم
ـ الكنعانيـــون : سطا القحط والجفاف على جزيرة العرب وعزّتْ لقمة العيش فطفقتْ القبائل الكنعانية تشدُّ الرحال حوالي العام (3500 ق . م) مهاجرةً إلى شواطئ الشام (فلسطين ولبنان وسورية) ذات الأمطار الغزيرة والتربة الخصبة والمناخ المعتدل
بنى الكنعانيون القدس ونابلس ، وأريحا ، وبيسان وعكا .. وأسسوا ممالك في صيدا وصور ، وامتدوا حتى اللاذقية التي كان اسمها (راميتا) وأوغاريت (رأس شمرا) بلد أول أبجدية في التاريخ وهي تبعد عن اللاذقية 16 ك م .
أطلق الإغريق على تلك البلاد اسم فينيقيا وهي مشتقة من كلمة (فونيكس) وتعني (النخيل) ومنها سُمِّيَ الكنعانيون (الفينيقيين) فأسَّسَ الفينيقيون حضارة بلغت ذروتها في العام (332 ق . م) وبرعوا في التجارة ، واكتشفوا اللون الأرجواني . كما برعوا في صناعة الزجاج ، وصناعة السفن التي كانت تجوب شواطئ البحار تحمل البضائع والأبجدية
وركبت (الملكة) أليسار بنت ملك صور البحرَ متجهة إلى شواطئ تونس وأسَّست في العام (814 ق . م) مملكة قرطاج .
الأنبــاط : قبيلة عربية بدوية تعيش من تربية الماشية متتنقلة من مكان إلى آخر بحثاً عن المراعي . ثم غادرتْ شمال الجزيرة العربية وتفرقتْ فوصل قسم منها إلى منطقة البتراء وتعايشوا مع الأدوميين الذين كانوا يعيشون على أرضها في مدنهم وقراهم . فتمتعت تلك المنطقة بحكم موقعها الجغرافي بين مصر وفلسطين وشبه الجزيرة العربية والعراق وسوريا بالإزدهار . فترك الأنباط حياة البداوة وأصبحوا تجاراً لما في التجارة من كسب مادي ورفاهية . وأخذت قوافلهم تجوب البلاد حاملة الذهب والفضة والحجارة الكريمة والبهارات والأخشاب الثمينة من بلاد فارس وجنوب شبه الجزيرة وتحمل البخور والمرمر من حضرموت. أثارت ثروة الأنباط أطماع الإغريق ثم الرومان فدافعوا عنها بشراسة . وفي العام 90 ق . م انتصر عبيدة الأول ملك الانباط على الكسندر جانيوس في معركة دامية على مقربة من شاطئ بحيرة طبريا الشرقي واحتل جيشه المنطقة الجنوبية من سوريا (الاردن وجبل الدروز) وفي العام 87 ق.م حاول انطيوخس الثاني عشر القضاء على مملكة الانباط فهزموه وقضوا عليه وعلى جيشه في مؤتة . اتسعت مملكة الانباط وامتدت من وادي سرحان شرقاً إلى نهر الاردن غرباً ومن البحر الأحمر جنوباً إلى بلاد الشام شمالاً وتأثرت بحكم موقعها الجغرافي بالحضارة اليونانية وأصبحت عاصمتها البتراء تفوق المدن جمالاً. وفي العام 105 م قضى عليها الرومان وأطلقوا عليها اسم "المقاطعة العربية".
التدمريـون : كانت تدمر (Palmira) قائمة قبل الميلاد وهي مدينة تجارية ومحطة للقوافل تقع على بعد 230 ك . م شمال شرقي دمشق على طريق دير الزور وسط بادية الشام ، وهي واحة تحفّ بها أشجار النخيل والزيتون. ومنذ القرن الأول الميلادي استولى عليها الرومان . وفي القرن الثالث الميلادي ازدهرت تدمر على عهد أذينة وكان موالياً للرومان
بعد اغتيال أذينة حكمت زنوبيا ملكة تدمر (المتوفاة عام 277 او 285) م باسم ابنها وهب اللات . وحاولت أن تبسط رقعة مملكتها على شرقي آسيا الصغرى وسورية , والجزء الشمالي من بلاد الرافدين ، ومصر .. متحدية الإمبراطورية الرومانية فأرسل الامبرطور أورليان جيشاً اشتبك مع جيشها في أنطاكية ، ثم في حمص فأوقع بها هزيمة ساحقة . فسقطت أسيرة في يد الجيش الروماني ، وسيقت إلى روما ، ومروا بها تحت قوس النصر إمعاناً في إذلالها .. وقيل إنها ماتت مسمومة , وقيل إنها انتحرت
اخيكم المخلص للا بد
مصراوى
يعطيك العافيه مصرواي ع الطرح
لاعدمنااك
يسسسسسسلموا
ماننحرم رووعة الطرح ن5
يعطيك الف عافيه عمرو
تقبل مرورى
يسلمو اخوي مصراوي..
طرح راقي مميز..
دمت بوود..
طرح رائع بارك الله فيك
كل الود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
مًصٍْرٌٍآوٍيَ
|
[IMG]https://img407.i*************/img407/2852/1dafb5d02fnx3.gif[/IMG]