تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الفلسفة أسباب النشأة وأهم المدارس

الفلسفة أسباب النشأة وأهم المدارس

نشأت الفلسفة
ولكنها اشتهرت وازدهرت في بلاد اليونان خاصة، وذلك لأن بلاد اليونان قد تفاعلت فيها مجموعة من العوامل، جعلت الفلسفة اليونانية أكثر عمقًا وتشعبًا.

تلك العوامل نوجزها فيما يلي:

1. العامل الجغرافي: المتمثل في الموقع الاستراتيجي الذي كانت تحتله بلاد اليونان الكبرى، إذ كانت تطل على حوض البحر الأبيض المتوسط مهد الحضارات، وتتوسط ثلاث قارات:أوروبا وآسيا وإفريقيا.

2. العامل التاريخي: إذ تأتَّى للقبائل والمدن والجزر اليونانية التي كانت عبارة عن تجمع من المدن المستقلة المشتتة والمتطاحنة في عصر مظلم استمر حتى حوالي 800 ق.م الالتفاف حول وحدة قومية وأمة واحدة؛ فعرفت البلاد عهدًا جديدًا مع ظهور الحضارة اليونانية.

3. العامل الاقتصادي: ومؤشره نمو قطاعي الفلاحة والصيد البحري وازدهار الصناعة باكتشاف الحديد ، علاوة على تطور التجارة الداخلية والخارجية البرية والبحرية، خاصة بعد اسـتخـدام النـقـد المعدني (حوالي 700ق.م)، وتطوَّر التجارة له ارتباط بالعـلم، حيث تطـور عـلم الحسـاب بـزيـادة تعقـيـد التبادل التجاري، وتطـوَّر الفلـك بـزيـادة المخـاطـرات المـلاحيـة، وهذا كان من أهم العوامل.

4. العامل الاجتماعي: وتجلى في ظهور ثلاث شرائح اجتماعية تتنافس على الحكم، وهي شريحة الفلاحين ثم الصناع فالتجار.

5. العامل السياسي: وهو بروز الممارسـة الديمقراطية، ومعها الجناح الديمقراطي ضمن طبقة مالكي العبيد ( الأرستقراطيين و التجار )، والذي حددت نزاعاته السياسية والاجتماعية ملامح الوجه الفكري والثقافي للبلاد،حيث حققت النجاحات التالية:

6. الإزالة الطارئة للعلاقات القائمة على الدين، انطلاقا من تشريعات صولون([1]).

7. رفع مستوى الزراعة خلال حكم أبايستراتوس في منطقة أثينا خلال النصف الثاني من القرن السادس(ق.م).

8. الثورة الديمقراطية سنة506(ق.م) بقيادة كلايستينس، وسقوط النبلاء نهائيًا ومعهم العلاقات القبلية.

9. تحولت قواعد اللعبة السياسية إلى قواعد فكرية عامة قام بتبنيها وتطويرها التفكير الفلسفي.

10. العامل الثقافي الفكري: إذ جمع التراث الأسطوري اليوناني في ملحمتين يونانيتين وهما: الإلياذة والأوديسا اللتان نسبتا لهوميروس (حوالي 800 ق.م)، والإلياذة تحكي قصة حرب طروادة وتعتبر مع الأوديسا أهم ملحمة شعرية إغريقية، وتدور أحداث الإلياذة والأوديسا حول الآلهة البشر وصراع بين أثينا وإسبارطة، وصوَّرها هوميروس في شكل ساخر وبيَّن فيها أن البشر إرادة حرة يصنعون من خلالها قراراتهم ويتحملون أخطاءهم، والملحمتان يكملان بعضهما.

11. التطور العلمي: وأهم ما يميزه هو ظهور الرياضيات، حيث تأثر الفكر الفلسفي بهذا التفكير.

مراحل التفكير الفلسفي عند اليونانية:
بدأ التفكير الفلسفي عند اليونان في القرن السادس قبل الميلاد، وقد مـرت الفلسـفة اليونانية بعدة مراحل، تتميز كل مرحلة عن غيرها بسمات خاصة ومختلفـة، من حيـث الموضوعات التي تناولها الفلاسفة في كل مرحلة، ويمكن تقسيم الفلسفة اليونانية إلى أربع مراحل:

1. الفلسفة اليونانية قبل سقراط.

2. فلسفة السفسطائيون وسقراط.

3. فلسفة أفلاطون وأرسطو.

4. فلسفة مدرسة الإسكندرية، ويمثلها أفلوطين.

المرحلة الأولى: الفلسفة اليونانية قبل سقراط.

وموضوع هذه المرحلة الكون الطبيعي لمعرفة الأصل الذي نشأ عنه، وقـد مرت الفلسفة في هذه المرحلة بعدة أدوار، تميز كل دور بمميزات خاصة تميزه كليـًا أو جزئيًا عن الدور الآخر، وهذه الأدوار هي:

الأول ـ الذي تمثله المدرسة الأيونية على يد الفلاسفة الطبيعيين، وعلى رأسهم طاليس.

الثاني ـ الذي تمثله المدرسة الفيثاغورية، على يد الفيلسوف فيثاغورث.

الثالث ـ الذي يمثله الفلاسفة الإيليون، ومن أشهرهم بارمنيدس.

الرابع ـ الذي يمثله الطبيعيون المتأخرون، ومن أشهرهم ديمقريط.

وسنتناول كل مدرسة بإيجاز:
المدرسة اليونية) الطبيعيون الأُول):
تعد مدرسة الطبيعيين الأول أول مدرسة ظهر فيها التفكير الفلسفي المنظم فـي بلاد اليونان، وقد قامت هذه المدرسة في مقاطعة أيونيا بآسيا الصغرى على ساحل البحـر الأبيض المتوسط، وزعماؤها أربعة هم :طاليس([2])، وأنكسمندر([3])، وأنكسمنس([4])، وهيراقليطس([5])، بحـث هـؤلاء الفلاسفة في الأصل الذي نشأ عنه العالم، واتفقوا أن هذا الأصـل مـادة موجـودة فـي الطبيعة، ولكنهم اختلفوا في تعيين هذه المادة.

أولًا ـ طاليس ومذهبه الفلسفي:

ذهب طاليس إلى أن الماء هو أصل الأشياء ومبدأ الموجودات، منه بـدأ وإليـه ينحل، وهو الجوهر الأساس الذي تولدت عنه كل الموجودات، وأن المـاء قابـل لكـل صورة، وأنه حين جمد الماء تكونت الأرض، وحين انحل تكون الهواء، ومـن صـفوة الهـواء تكونت النار، ومن الدخان والأبخرة تكونت السماء، ومن الاشتغال الحاصل مـن الأثيـر تكونت الكواكب، وذلك كله قياسًا على أن جميع الحيوانات أساسها من الجوهر الرطب الذي هو المني، فأوجب أن يكون مبدأ جميع الأشياء من الرطوبة … إلى غير ذلك من الأدلة.

ويمكن أن يقال إن فكرة طاليس عن الكون ترجع إلى الخرافـات والأسـاطير البابلية والمصرية، وهي ذات نزعة وثنية مادية.

ثانيًا ـ أنكسمندر ( أنكسماندريس ) ومذهبه الفلسفي:

رفض أنكسمندر رأي طاليس أن الماء هو أصل الكون، ورأى أن أصل الأشياء جسم موضوع الكل لا نهاية له، ولم يبين ماهيته، وأن هذا الجسم مزيج من المتضـادات مـن الطويـل والقصـير، والصغير والكبير، والحار والبارد … وهكذا.

وقال أن هـذه الأشـياء كانت في البدء شيئًا واحدًا وجدت فيه هذه المعاني متعادلـة متكافئـة، وبفعـل التطـور والحركة حدثت انفصالات واجتماعات بين بعضها والبعض الآخر بنسب معينة وبمقادير متفاوتة؛ فتكونت عنها الأشياء الطبيعية، والتغيير يحصل بشـكل آلـي مجرد وبمحض الصدفة، فليس هناك علة فاعلة، وليس هناك غاية من وراء الفعل.

ثالثًا ـ أنكسيمانس ( أنكزمينس ) ومذهبه الفلسفي:

قال بوجود إله أزلي لا أول له ولا آخر، هو مبدأ الأشياء، ولا بدء له، هو المدرك من خلقه، أنّه هو فقط، وأنه لا هوية تشبهه، وكـل هوية فمبدعة منه، وكل مبدع ظهرت صورته في حد الإبداع، فقد كانت صورته في علمه الأول.

وذهب أنكسيمانس إلى أن أصل الكون هو الهواء، وهو المبدأ الأول للوجود، ومنـه تكـوَّن جميع ما في العالم من الأجرام العلوية والسفلية، وتتولد منه الأشياء عن طريـق التخلل والتكاثف، فإذا تخلخل الهواء صار نارًا، ومن النار تولدت كل الأشـياء الناريـة؛ كالكواكب والنجوم مثلًا، وإذا تكاثف الهواء نشأت عنه الرياح والعواصف والسحب ثـم الأمطار، ثم تتكاثف الأمطار فينتج عنها الأتربة والرمال والصخور.

ويتبقى لنا واحدًا من الفلاسفة الطبيعيون، ألا وهو هيراقليطس، نُصدِّر به بإذن الله تعالى المقال القادم.

——————————————————————————–

([1]) إغريقي الذي عاش بين القرنين السادس والسابع قبل الميلاد (640 – 560)، وهو إلى جانب كونه شاعرا وحكيما من حكماء اليونان السبعة كان أيضا من السياسيين اللامعين، فقد انتخبه أهالي أثينا حاكمًا، فقام بإصلاحات تشريعية وإدارية وسميت هذه التشريعات باسمه.

([2]) فيلسوف مالطي، من أَوّل وأشهر فلاسفة اليونان، عاش مـا بـين (550-624) ق.م، وهو أحد الحكماء السبعة، درس العلوم دراسة عميقة، عمل مهندسـًا بحريـًا، واستطاع أن يضع تقويمًا بحريًا للملاحين يحتوي على إرشادات وقواعد فلكية، كانت لهـا آثارها القيمة في تاريخ الملاحة البحرية.

([3]) عاش هـذا الفيلسوف المالطي ما بين (547-611) ق .م، وقد جاء بعد طاليس، وهـو ثاني فلاسفة المدرسة "اليونية".

([4]) عاش ما بين (588-528) ق.م.

([5]) عاش ما بين 475 -540) ) ق .م.

مشكورة اختى
رائع طرحك
ننتظر جديدك بشوق
لكى ودى

هلا وغلا
شادي
شكرا على مرورك
تحيااااااااااتي

موضووع رااائع

ومجهوود مميز

لك خالص الشكررر

هلا وغلا
هموس
شكرا على المشاركة
تحياتي

شكلراااااااااااااااااااااااااااااللموضوع

القي

تحيتي

مرسل

هلا
مرسل
شكرا على المشاركة والتحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.