البدل المغاير
البدل المغاير (المباين)
وهو إبدال الشيء مما يغايره (يخالفه) بحيث لا يكون مطابقاً له في المعنى، ولا بعضاُ منه، ولا يكون المبدل منه مشتملاً عليه وهو يقع في الكلام، ولا يجوز أن يقع في الكتابة. ويقسم إلى قسمين:
أ- بدل الغلط والنسيان
وفيهما يُذكرُ المبدلُ منه خطأً، ويأتي البدلُ ليُصَوّبَ الخطأَ ويتدارك المتكلّمُ ما وقع فيه من خطأ. مثل أن يذكر المتكلم جملة بدل : بنى الرومانُ الأهراماتِ ، ثم يفطن انه اخطأ فيعود ليقول:
بنى الفراعنةُ الأهراماتِ أو يقول آخر: صَلَّيْتُ البارِحَةَ الظُّهْرَ في الحقلِ ، ثم يتنبه فيقول : صليت البارحة العَصْرَ في الحقل.
فقد ذُكرت في الجملتين كلمتان خطأً هما الأولى (الرومان) والتي صوبها المتحدث بكلمة (الفراعنة) والثانية (الظهر) والتي صوبت بكلمة (العصر)، حيث اعتُبرنا من نوع بدل الخطأ والنسيان أي أن المفردتين (الفراعنة والعصر) ليستا بدل غلط وإنما هما تصويبان للغلط .
ب- بدل الإضراب
وهو الذي يَطلبُ فيه المتحدثُ إلى المستمع أن ينصرفَ ( يُضْرِبَ) عن أمرٍ ذَكرهُ له ويتجه إلى غيره ، كأن يقول له سافر بالطائرة، ثم يعود ليقول له سافر بالباخرة. أي انه صرف النظر عن المعنى الأول واتجه إلى الأخر.
هذا ويجب إلا يرد هذان النوعان من البدل في الكتابة، وحتى في الكلام فإن المتحدث مطالب بأن يتجنبهما ما استطاع لِيُجَنَّبَ المستمعَ الإرباكَ الناجمَ عن عدم الثقّةِ في تلقيه الرسالةَ بوضوح من جانب المرسل. ويُجَنِّبَ نَفَسَهُ الإرباكَ الذي يتسببُ فيه النطقُ بالخطأِ والحَرَجِ الذي يَتَرتّبُ على إعادةِ الحديثِ من أجْل تصحِيحِه. ومن هنا فإن الوقاية من الوقوع في الخطأ أثناء الكلامِ تظلُ أحسنَ من الوقوعِ فيه ثم علاجِه، ولكنّ العِصّمَةَ من الخطأ لا تكونُ للبشر، ولأن أحداً غيرُ معصوم منه. فإن على المتحدث أن يتدارك خطأهُ ويصَوّبَهُ على الفورِ وبخاصةٍ قارئي نشرات الأخبارِ في الإذاعةِ والتلفزيون.
يعطيك العافيه بدر
عاشت الأيادي بدر