ما هو الإيمان؟
الإيمان تصديق بالجنان ، و تلفظ باللسان ، و عمل بالأركان، يزداد بالطاعات و ينقص بالعصيان وإذا ما عرف الإنسان ربه وآمن به تفجرت ينابيع الخير في قلبه ثم فاضت على جوارحه بمقدار علمه وقوة إيمانه، فالعلم هو السبيل للمعرفة، فأعلم الناس بالله هو أخشاهم لله.
فيجب على كل شخص أن يقوي أساس دينه، بدراسة العقيدة الصحيحة، و الحذر من العقائد الفاسدة. كثير من المسلمين الأن يقرأوا القرآن و كل همه أن يختمه، دون تدبر للمعانى و لا فهم للألفاظ.
قال بن القيم: "إذا أردت الإنتفاع بالقرآن فأحضر قلبك عند تلاوته و سماعه و ألقى سمعك و أحضر حضور من يخاطبه به، فإنه خطاب الله لك على لسان نبيه المصطفى قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } و بمعرفة النبى صلى الله عليه وسلم و سيرته و معجزاته يزيد إيمان المؤمن, و يؤمن الكافر.
و لا يكتمل إيمان المؤمن حتى يكون رسول الله أحب اليه من نفسه التى بين جنبيه بالاضافه الى التفكر فى خلق الله – أنظر حولك فى السماوات و الأرض، و الجبال و الأشجار، و أنظر فى كل ثمره تأكلها، بل و أنظر الى نفسك، فنظرك فيك يكفيك قال تعالى:{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }الذاريات21. واكثر من النوافل بعد الفرائض فالإكثار من النوافل هى الطريق إلى محبة الله لك، فصلى السنن بعد الفروض، و قيام الليل، و صوم الأثنين و الخميس، و الصدقة، و كل أعمال البر تزيد الإيمان فى القلب.
لأنها الوسيلة إلى محبة الله وفي الحديث القدسي " لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولئن دعاني لأجيبنه ولئن سألني لأعطينه". صحيح البخارى والقرب من أى بيئة طاعة يزيد الإيمان, و القرب من بيئة المعصية ينقص الإيمان
قال صلى الله عليه وسلم : " مثل الجليس الصالح و السَّوء، كحامل المسك و نافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يُحديك و إما أن تبتاع منه، و إما أن تجد منه ريحا طيبة, والجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن لا تسلم من دخانه "(متفق عليه) وعليك بذكر الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم "مثل الذى يذكر ربه و الذى لايذكر مثل الحي و الميت" (البخاري) و قال صلى الله عليه وسلم :"أفضل الكلام بعد القرآن أربع، و هن من القرآن: سبحان الله، و الحمد لله، و لا إله إلا الله، و الله أكبر" (أخرجه مسلم)الدعوة إلى الله عز وجل وقال عز و جل "من أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين"و دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحامل الدعوة فى الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام: "نضَّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أدَّاها كما سمعها فرب مبلِّغ أوعى من سامع ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"
أخي الإنسان لا يكفي أن تصف نفسك بأنك مؤمن بكلمة ( أنا مؤمن ) فقط …كيف تعرف أنك مؤمن؟؟ أعرض نفسك على صفات المؤمنين فى القرآن, و أنظر هل أنت ممن تتوافر فيهم هذة الصفات. قال تعالى: ?قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ> فمن هم يارب المؤمنون؟؟؟ ?الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ> فهل أنت خاشع فى صلاتك؟؟ ?وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ> فهل أنت تعرض عن اللغو؟؟ ?وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ> فهل أنت تؤدى الزكاة؟؟ ?وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ> ??وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ> فهل أنت ترعى الأمانة و العهد؟؟ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ> فهل أنت تحافظ على الصلوات فى أوقاتها و فى المسجد؟؟و قال تعالى فى سورة الأنفال: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
ولنتابع وصف الله تعالى للمؤمنين
قال تعالى
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ 292
وقال سبحانه :..
قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ 4914
صدق الله العظيم وسبحانه في نوره المقيم وكتابه الحق الكريم .
يا أخي عبد الله من اتقى وخشي الرحمن بالغيب وهنأت نفسه في طريق الله .
تعال معي في نزهة بين قبسات من خيرات الله نرتشف منها أريج الحقيقة وبعيدا عن الترهات وما زيفوه بإسم الله .
سوف أمثل لك صورة قصة قصيرة نعيشها في عالمنا الحزين الآن لأجل أن يكون بين يديك جواب صحيح عن نفسك حينما تسأل قائلا ( هل أنا مؤمن كما يريد الله ) …
وتبدأ قصتنا وأنت تسوق سيارتك ومعك زوجتك وأطفالك قاصدا أحد المنتزهات .
في الطريق شاهدت من المرآة الجانبية بأن أحد رجال أمن السير يتبعك من خلفك وهو يشير عليك للتوقف .
وفعلا توقفت مجتنبا الطريق ،وتقدم من نافذتك الأمامية رجل الأمن طالبا منك أوراق السيارة لتحرير مخالفة زيادة السرعة .
وتبين لك من حركات رجل الأمن وتلميحاته بأنه مستعد لأن يأخذ منك بعض المال كرشوة لأجل أن يخلي سبيلك من دون تحرير هذه المخالفة .
وهنا تبدأ قصتنا :..
سوف يكون لك في داخل نفسك سؤال يقول :.. نعم إن دفع مبلغ زهيد من المال الآن يوفر عليك مبلغا أكبر ستدفعه لاحقا ويوفر عليك مشقة التنقل بين الدوائر الحكومية للدفع والكثير من الوقت وربما حضور جلسة محكمة وكذلك ممكن أن تحجز السيارة ، وكل هذا ممكن أن تنهيه بمبلغ بسيط لرجل الأمن الواقف قبالة نافذة السيارة ينتظر منك أحد الأمرين إما مبلغ تعود أن يأخذه الشرطي لنفسه أو أن تقدم له أوراق السيارة لتحرير المخالفة .
فأيهم أنت فاعله أيها الإنسان ؟…
لا تنسى بأن أطفالك في السيارة من خلفك ينظرون ويسمعون ويتعلمون .
ولا تنسى بأن الله يعلم ما تعملون .
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ 2447
صدق الله الحق المقيم وسبحانه عما يشركون .
عن عبد الله بن خُبيب (رضي الله عنه) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): اقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء.
تقبل مرورى
ـآ‘رق تحيـآ‘تى
جزاك الله كل خير
على طرحك
تحياتى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله الف خير
بارك الله فيك
ونفع بك