مدينة اللاذقية عروس الساحل السوري – Lattakia

شبه الجزيرة التي تقع فيها مدينة اللاذقية,كانت مأهولة منذ زمن بعيد.فلقد كان لدى الفينيقيين مدينة في هذا الموقع تدعى راميتا,أما بالنسبة للإغريق فكانت تسمى"leuke akte" أي"الرأس الأبيض".و من ثم فلقد أعيد بناؤها من قبل سلوقس نيكاتورو سماهاLaodicea" على اسم والدته.كانت اللاذقية واحدة من المدن السورية الأربع.زودت المدينة بقنوات مائية بواسطة هيرود العظيم,لازالت رؤية أجزاء من هذه القنوات أمرا ممكنا.يذكر سترابو بأن وصول دولابيلاإلى اللاذقية قبل كاسيوس قد وضعها في محنة كبيرة,حيث استمر في حصار المدينة حتى مماته,ولقد قام بتدمير أجزاء عديدة من المدينة. هناك قوس في حي الصليبة في اللاذقية يعود إلى عهد سيبتيميوس سيفيروس مازال صامدا إلى يومن هذا.على مايبدو فلقد ضمت اللاذقية جالية يهودية ضخمة في القرن الأول. رجل الدين المهرطق أبوليناريوس كان مطرانا للاذقية في القرن الرابع.يذكر بأن المدينة قد صكت عملة منذ عهود مبكرة.

دمرت المدينة جراء الزلازل المدمرة في العامين 494 و 555 ،نجح العرب المسلمون بلسيطرة على المدينة في العام638 .نجح البيزنطيون في استعادة المدينة في العام 969 و من ثم فلقد انتزعها السلاجقة في العام 1084 .في العام 1097 استولى الصليبيون على المدينة و ألحقوها بولاية إنطاكيا.و من ثم فلقد نجح صلاح الدين في الاستيلاء على المدينة في العام 1188.كما استطاع صليبيو ولاية طرابلس ان يستولوا على المدينة في العام 1260 و استولى عليها قلوون في العام 1287.ابتداء من القرن السادس عشر و إلى الحرب العالمية الأولى كانت اللاذقية جزء من الامبراطورية العثمانية.

الإقتصاد

تعتبر اللاذقية الميناءالرئيسي لسوريا,تمتلك المدينة مرفأ جيدا قريبا من مناطق زراعية واسعة.من أهم صادراتها الإسفلت و الحبوب و القطن و الفواكه و الخضار الزيوت النباتية و التبغ.و من الصناعات المحلية حلج القطن و استخراج الزيوت النباتية و الدباغة.تم تأسيس جامعة اللاذقية في العام 1971 و سميت جامعة تشرين.تتصل المدينة بطرق بكل من مدينة حلب الشمالية حمص طرابلس و بيروت.معظم المباني اللقديمة في المينة قد دمرت غالبا بسبب الزلازل:مما تبقى منها قوس النصر الروماني الواقع في حي الصليبة بالإضافة إلى مجموعة من الأعمدة الكورنتية و التي يقال بأنها بقايا لمعبد باخوس. كما تضم اللاذقية كمحافظة العديد من المعالم الأثرية و منها آثار مدينة أوغاريتو قلعة صلاح الدين.

الثقافة

هناك عدد من من الشواطئ المخصصة للسباحة في محيط المدينة,كماأن آثار أوغاريت التي تضم أقدم أبجدية في العالم لا تبعد إلا 9 كم عن المدينة.التبغ(التنبك)اللاذقاني هو تبغ معالج بطرق خاصة كان ينتج سابقا في سوريا,أما اليوم فالمنتج الرئيسي له هو قبرص.يتم تقديده فوق نار خشب البلوط,مما يعطيه نكهة خاصة و دخان كثيف.يعد جزء أساسيا في العديد من خلطات الغليون و خاصة ما يسمى بال"english blends"

سكان المدينة

يبلغ عدد سكان المدينة ما يقارب ال650000 نسمة وينتمي سكانها إلى أديان و مذاهب عديدة ،فمن الناحية الدينية تضم المدينة مسلمين (سنة و علويين)و مسيحيين(روم أرثذوكس ,موارنة,روم كاثوليك, بروتستانت) و من التاحية القومية تضم المدينة أقليات من التركمان(الأتراك)و الأرمن و الأكراد يعتبر الأرمن أكثر هذه القوميات حفاظا على لغتها و ثقافتها.

لهجة أهل المدينة

تنتمي لهجة أهالي اللاذقية كمعظم اللهجات في سوريا إلى مجموعة اللهجات الشامية(غرب سوريا لبنان شمال فلسطين شمال الأردن)يمكن اعتبارها من لهجات وسط بلاد الشام(لبنان ، دمشق, حمص الساحل السوري, حماه)مع تأثرها قليلا بلهجات شمال بلاد الشام(حلب إدلب),كما تضم حالها حال باق اللهجات في بلاد الشام العديد من الألفاظ التركية و اليونانية و بعض الألفاظ الآرامية,نتيجة لنظام التعليم في سوريا المعتمد على اللغة العربية الفحصى بشكل كبير و نتيجة لتوافد المهاجرين إلى المدينة من مختلف المدن السورية,أخذت لهجة سكان المدينة تميل إلى العربية الفصحى,و أخذت الألفاظ المحلية بالتلاشي لتحل محلها ألفاظ أكثر وضوحا و أقرب للغة الفصحى,كما تنتشر نظرة من التهكم بكل من يغرق في استخدام الألفاظ المحلية.

جامعة تشرين هي أهم مركز تعليمي في المدينة.