تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فساد القول بحق اختيار العقيدة

فساد القول بحق اختيار العقيدة

  • بواسطة

خليجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين حقا الواحد الأحد الفرد الصمد والصلاة والسلام على النبى الخاتم المبعوث من رب السموات بالحق المبين لا ريب فيه من رب العالمين أما بعد
فى الفترة الأخيرة أسلم بعض النصارى وتهاون المسلمون فى حمايتهم فقام النصارى بقتلهم أو بخطفهم وفتنتهم عن دينهم ولما رأى ذلك نفر من المسلمين الصادقين قاموا لنصرة إخوانهم كما أمرهم ربهم (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ) فأمر الله بفتح الطريق للناس لاعتناق الإسلام ولو باستخدام القوة لو أبى الكافرون ذلك.
وقال الله فى شأن المؤمنات خاصة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
ولكن ظهر بعض المرجفين أو الجاهلين الذين أثاروا الشبهات التالية ونحن نرد عليها بإذن الله
الشبهة الأولى : إن المسلمين يطالبون بفتح الطريق للنصارى وغيرهم لاعتناق الإسلام وفى الوقت نفسه يعاقبون من يترك الإسلام (المرتد) بالقتل. أليس هذا تفرقة غير عادلة؟ وأين (الحق فى الاعتقاد)؟
الشبهة الثانية : أن ما يحدث من احتجاجات سيفسد (الوحدة الوطنية) بين (عنصرى الأمة) كما أنه قد يتسبب فى (فتنة طائفية) ولكم فيما حدث فى لبنان وغيرها من (حرب أهلية) العبرة.
الرد:
إن هذه الأسئلة هى من كلام العلمانيين ومن اغتر بقولهم وقبل أن نرد عليه سنوضح الخلفيات الفكرية للعلمانيين أولا:
1- انكار الأخرة أو تجاهلها : فهم ينفون وجود حياة أخرى بعد الموت أو يتجاهلون هذه الحقيقة
2- فساد جميع الأديان : فهم يرون أن جميع الأديان فاسدة وأن جميع الأنبياء ماهم إلا دجالون أو مرضى نفسييين كانت تنتابهم نوبات من الهلاوس السمعية والبصرية ظنوها وحيا من الله (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) أو مصلحين ادعوا النبوة كذبا لكى يتمكنوا من توجيه أقوامهم
3- تساوى جميع الأديان : فما دامت جميع الأديان فاسدة فلا فرق بينها ولا داعى لإثارة الخلافات الدينية العبثية فليعتنق كل إنسان ما شاء من الباطل على ألا يتجاوز اعتناقه هذه العقيدة الطقوس الدينية الفردية ولا تتدخل هذه العقيدة بأى حال من الأحوال فى علاقاته مع الأخرين و أسموا ذلك الحق فى الاعتقاد (والاعتقاد هنا هو الظن أو الوهم فى شرعتهم)
4- ما دامت الأخرة وهما أومشكوك فيها والأديان جميعها فاسدة فيطالبون بصياغة سلوكيات الأفراد و جميع القوانين و النظم و المؤسسات على أساس دنيوى بحت فلا محل مثلا لتطبيق الحدود الإسلامية وأما الجهاد فى سبيل الله فهو عدوان على الأخرين واحتلال لأرضهم.
5- العلمانية دين باطنى : فهم لا ينشرون أفكارهم صراحة بل قد ينكرون بعضها إذا وجدوا من يتصدى لهم ويرد عليهم. وأسلوبهم فى نشر دينهم وترويج مذهبهم هو الإيحاء و الأساليب غير المباشرة عن طريق الأفلام والمسلسلات والروايات و الصحف و المجلات فمثلا يظهرون الشخص العلمانى بأنه شخص متعلم وذكى وطيب ويمكنه حل المشكلات وفقا لمنهجه العلمانى وفى المقابل يظهر الشخص المؤمن الذى يطالب بالحكم بما أنزل الله فى صورة الرجل الجاهل أو الماكر الخبيث الذى يتاجر بالدين والذى يقوم بأعمال فاسدة و شريرة وبكثرة عرض هذه الصور على المشاهد و القارئ يخيل إليه أن هذه هى الحقيقة وتنطبع هذه الصور فى قلبه. وهم فى ذلك يبتعدون غالبا عن التصريح المباشر بما يريدون زرعه من أفكار فهم غير قادرين على المواجهة لأنهم لا يملكون من الحق شيئا.
وبعدما عرضنا دين العلمانيين سنعرض أسس العقيدة الإسلامية (و لفظة العقيدة ليست بمعنى الظن كما يريد العلمانيين أن يحرفوها وانما هى من كلمة عقدة أى ما ثبت واستقر وانعقد فى قلب المسلم)
1- الإيمان الجازم بأنه لا إله إلا إله واحد هو الله الفرد الصمد القوى المتين العادل الخالق القائم على أمر السموات والأرض المدبر لشئونهما و الإيمان الجازم بخطأ كل من قال بغير ذلك كأن نفى وجود الخالق أو ادعى أن له شريك أو ولد أو ادعى لله صفة لم يثبتها القرأن أو نفى عنه صفة أثبتها القرأن
(اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
2- الإيمان الجازم بأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقا وأن ما نقله عن الله عزوجل هو وحى من الله خالق السموات والأرض إليه والإيمان الجازم بأن من أنكر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهو مخطئ والإيمان الجازم بأن الإسلام يجب ما قبله فلا يحل لأى إنسان يسمع بمحمد صلى الله عليه وسلم أن يختار دينا سوى الاسلام ومن يفعل ذلك فهو ظالم ومجرم شديد الإجرام وجريمته أشد من القتل والسرقة والزنى ولن يدخل الجنة
(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ)
) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا(
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
3- الايمان الجازم بالأخرة والحساب والجنة والنار وأن أهل الجنة هم من أمنوا بالله ورسله و أطاعوا الله ورسله وأن أهل النار هم من أنكروا وجود الله أو ادعوا له شريك أو عاندوا المرسلين ولم يؤمنوا بهم أو بلغتهم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يؤمنوا به والإيمان الجازم بأن من ينكرون الأخرة مخطئون وخارجون من الإسلام.
(اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا)
(طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ {النمل/1} هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {النمل/2} الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)

(قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {النمل/65} بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ {النمل/66} وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ {النمل/67} لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ)
4- المباشرة والوضوح : الإسلام دين واضح وصريح لاتوجد فيه أسرار أو واسطة بين العبد وربه والقرأن يأمر باستخدام الأسلوب المباشر فى الدعوة ومواجهة أهل الباطل بالحق وأدلته بلا مواربة أو مداهنة (وذلك بخلاف العلمانيين الذين يعتمدون الأساليب غير المباشرة والإيحاءات)
(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ {الحجر/94} إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ {الحجر/95} الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
(فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ {القلم/8} وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)
5- العقيدة الاسلامية هى عقيدة عقلانية منطقية فالقرأن يأمرنا باستخدام العقل لمعرفة الله ومعرفة وحدانيته
فيدلل القرأن على وجود الخالق بوجود الكون والأرض والسماء والشجر والحيوانات والإنسان.
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ {الطور/35} أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ {الطور/36} أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ)
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {البقرة/164})
ويدلل القرأن على وحدة الخالق بوحدة القوانين التى تحكم الكون ولو كان هناك ءالهة متعددة لتفاضلوا بينهم وعلا بعضهم على بعض مما ينفى عنهم الألوهية
(مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ {المؤمنون/91})
ثم يدلل القرأن على صدق رسالة محمد صلى الله عليه بتفوق الإسلام كعقيدة و أسلوب حياة للإنسان ومنهج فى التعامل مع الأخرين وحقائق قررها القرأن يتبين صحتها لكل ذى عقل وشريعة تحكم الجماعة المؤمنه وغير ذلك على غيره من الأديان والنظم الاجتماعية والسياسية ونظريات علم النفس والاجتماع.
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {النساء/82})
(أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {الطور/33} فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ)
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنْ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ أُومِنَ أَوْ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخارى
وأما بيان تفوق الإسلام عن غيره فشرحه يطول ولكنها هنا بعض النقاط سريعا
• جعل الاسلام الإيمان قائما على الدليل وقدم الأدلة على صحة عقيدته بعكس غيره من الأديان أو النظم التى تطلب من الناس الإيمان بها بلا دليل فالملحدين مثلا ينكرون وجود الخالق مع أنهم لا يستطيعون إعطاء دليل على ذلك بل العكس هو الصحيح والعلمانيون ينكرون الأخرة وجميع الأديان بلا دليل على صحة ذلك
• قرر الإسلام أن الفطرة فى الإنسان هى الخيرية وليس الشر كما يقول النصارى مثلا وفصل القرأن فى تفصيل طبيعة الانسان من حالته فى السراء و الضراء وحين المصائب وأحوال البشر من مؤمن وكافر يجهر بكفره ومنافق يظهر غير ما يبطن …..إلى أخره وكل ذى عقل يستطيع أن يتبين صدق ما جاء به القرأن ومطابقته لواقع الناس.
• وضع القرأن منهجا للعمل الجماعى والإصلاح قائم على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتولى المؤمنين والبراءة من الكافرين والدعوة بالحسنى والإقناع ……إلخ وهذا المنهج أثبت نجاحه عبر التاريخ فالانتصارات والنجاحات الكبرى التى حققها المسلمون عبر التاريخ كانت عندما تمسكوا بالمنهج الاسلامى الصحيح فى العمل وحدثت الهزائم- كما فى عصرنا – عندما نبذ المسلمون المنهج الاسلامى.
وما كان محمدا صلى الله عليه وسلم الأمى مهما أوتى من عبقرية أو ذكاء بقادر على أن يأتى بكل هذه الأفكار والنظم والتشريعات من عند نفسه
(وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {يونس/37})
6- المؤمن مأمور بطاعة الله ورسوله مادام أمن بلا إله إلا الله محمد رسول وإن لم يعلم الحكمة من الأمر أو النهى وعلى المؤمن أن يؤمن بصحة كل ما أخبر الله بصحته وبطلان كل ما أخبر الله ببطلانه (فمثلا يؤمن بصدق الله فيما أخبر به عن خلق الإنسان ويكفر بما قاله داروين عن تطور الانسان من مخلوق شبيه بالقرد) وعلى المؤمن أن يحب ما حسنه الله ورسوله (فمثلا يحب هيئة من يلتزمون بالسنة فى اطلاق اللحى ) ويكره ما أخبر الله ورسوله أنه قبيح (كأن تكره المرأة التبرج ومشابهة البغايا والمغنيات والممثلات فى ملابسهم)
*****************************
والأن حيث عرضنا العقيدة العلمانية والعقيدة الاسلامية فنرد على الشبهات المثارة فى البداية فنقول أن الإسلام هو الحق وما عداه فهو باطل ولا يتساوى الإسلام والنصرانية المحرفة الموجودة الأن ولا يمكن أن نكون نحن وهم على حق فى نفس الوقت فنحن نؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وهم يكفرون به فخلافنا معهم خلاف تضاد
(قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {سبأ/24})
فالإسلام هو حق من الله والنصرانية الحالية أغلبها طقوس اخترعها القساوسة والرهبان افتروا بها الكذب على الله.
فمن ينتقل من النصرانية إلى الإسلام فهو ينتقل من الباطل إلى الحق و يتوب إلى الله من الظلم العظيم الشرك.
وأما من يترك الإسلام إلى غيره فهو يرتكب إثما عظيما إذ يشرك بالله من بعد التوحيد ويضيع حق الله عليه فى عبادته سبحانه بالطريقة التى افترضها على الناس.
والتدين بالاسلام ليس اختيارا بل هو واجب على كل إنسان تبلغه رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لأن الله هو الذى أنزله وجعله الوسيلة الوحيدة التى يتعبده بها العباد
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران/85})
ولا وجود فى الاسلام لمصطلح (التسامح الدينى) فهذه كلمة مستوردة دخيلة بل القرأن يتوعد كل المعرضين عن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بالعذاب الشديد فى الأخرة وإذا كان الله قد منع المسلمين من إكراه الناس على الدخول فى الاسلام فليس ذلك إقرارا لحقهم فى إختيار ما يشاءون من دين وإنما استغناء من الله عن هؤلاء وتنقية للصف المسلم من التحاق المنافقين به
(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {البقرة/256} اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة/257})

بل وفى شرائع من قبلنا أن الناس كانوا يكرهون على الدين الحق وورد هذا فى قصة ذى القرنين فى سياق الإجازة
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا {الكهف/86} قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا {الكهف/87})
ولا يستوى المؤمن والكافر عند الله أبدا
(وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ {الزمر/8} أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {الزمر/9})
وليس للذمى فى بلاد الإسلام نفس حقوق المسلم كما يدعى المبطلون (يقولون لهم ما لنا وعليهم ما علينا وهى مقولة فاسدة لا أصل لها فى القرأن أو السنة)
فليس له أن يصل إلى إمامة المسلمين أو أن يشارك فى الجيش المسلم ويحظر عليهم إظهار شعائرهم أو الجهر بها كما يدفعون الجزية نكاية فيهم.
(قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ {التوبة/29} )
لذا فلا ظلم ولا تناقض فى مؤازرتنا لمن يدخل فى الإسلام وفى نفس مطالبتنا بتطبيق حكم الردة على من ترك الإسلام.
وأما الشبهة الثانية فردنا عليها أن ما احتواه السؤال من مصطلحات ك(الوحدة الوطنية) و(الفتنة الطائفية) و (الحرب الأهلية) هى جميعها مصطلحات مستحدثة لا أصل لها فى الإسلام وفحوى السؤال الأتى
1- هناك وحدة ومحبة ومودة بين المسلمين والنصارى لأنهم يعيشون فى نفس البلد وهذه الوحدة هامة ويجب الحفاظ عليها بأى طريقة ولو بترك الحكم ببعض ما أنزل الله أو بخذلان من يدخل فى الإسلام.
ولن أعلق أنا على هذا ولكنى سأورد لكم ما قاله الله لنا
(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ {الأنبياء/92} ) والأمة الواحدة هنا هى المسلمون ولو اختلفت ألوانهم أو بلادهم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {المائدة/51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ {المائدة/52})
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {البقرة/120})
2- (الفتنة) هى حدوث نزاع بين أبناء البلد الواحد مما قد يؤدى إلى هلاك الأنفس وفقدان الأمن و ضياع الأموال وهذا شر أكبر من احتجاز النصارى لمسلمة واحدة فلنتركها لهم إذن تجنبا للفتنة.
فنقول ردا على هذا أن تعريفكم للفتنة لا يتفق مع تعريف الله عز وجل للفتنة.
فمن المعلوم أن هناك ضرورات يجب توافرها للإنسان لكى يعيش عيشة كريمة وإذا فقدها حدثت الفتن وهى
– حفظ الدين فلا يرغم انسان على الكفر ولا يحكم بغير ما أنزل الله
– حفظ النفس فلا يقتل انسان ظلما
– حفظ العقل فلا يشرب الإنسان الخمر أو يتعاطى المخدرات
– حفظ العرض فلا تنتهك حرمات النساء
– حفظ المال فلا يغتصب بالقوة أو بالتحايل
وردنا على من أثاروا الشبهة هو أنهم جعلوا حفظ الدين فى ذيل الضرورات. فهم يقولون لنا لا بأس بأن يضيع الدين فى سبيل أن ننعم بحياة أمنة رغدة. والحفاظ على الدين واجب ولكن بعد ضمان سلامتنا وسلامة أموالنا.
ونحن نرد عليهم بأن الله جعل الحفاظ على الدين هو أول الضرورات (وليس أخرها) وجعل ضياع الدين أكبر فتنة.
فإن الحفاظ على الدين مع هلاك الأنفس وفقدان الأمن وضياع الأموال هو فتنة أقل من الحفاظ على الأنفس والأموال والتمتع بالحياة الرغدة السهلة المريحة مع ضياع الدين.
(وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا {النساء/75})
ومعلوم أن القتال يترتب عليه ضياع الأنفس بالقتل وضياع كثير من الأموال فى الإعداد للحرب ولكن مع ذلك فهذا أهون من ضياع الدين واستعلاء أهل الباطل بباطلهم.
3- الفتنة الطائفية وهى النزاع بين المسلمين والنصارى من أبناء البلد الواحد هى أمر له عواقب وخيمة لو حدث بل قد يؤدى إلى (حرب أهلية) وهى اقتتال من يعيشون فى بلد واحد وتجمعهم علاقات الجوار والزمالة فى العمل.
والرد على هذا هو أن هذه نفس التهمة التى اتهم بها المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم- مع اختلاف المسميات لاختلاف الزمن- فقد اتهموه بأنه يفرق بين المرء وزوجه ويحرض الولد على ابنه كما اتهموه بأنه أشعل (حربا أهلية) فكان المسلمون فى بدر و أحد يقتلون أباءهم واخوانهم.
فمن يقول بأن الحرب الأهلية هى شر محض يجب تجنبه ولو بالتنازل عن شئ من الدين فعليه أولا أن يخطئ رسول الله صلى الله عليه وسلم فى دعوته للإسلام وجهاده للمشركين.
وأخيرا فأدعو الله أن ينفع المسلمين بهذه الكلمات وما كان من صواب فمن الله وبتوفيقه وما كان من خطأ فمن نفسى والله أعلى وأعلم

أســـأل الله أن يجعل ما نقلته في ميزآن حسناتك
الله يجــزآك الجنــــة , و يعـــآفيك
لا عدمنــــــآ توآجــــــدك

جزاك الله كل خير

وجعله بميزان حسناتك

يسعدني مرورك الحزين
يسعدني مرورك دلوعة
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.