طفل الحالات الخاصة يصوم رمضان أيضًا

طفل الحالات الخاصة يصوم رمضان أيضًا
طفل الحالات الخاصة يصوم رمضان أيضًا

خليجية

تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة شعائر الإسلام أمر مهم

– المشاركات الاجتماعية لها أفضل الأثر في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة
– الإعاقات العقلية بمختلف درجاتها لا تكليف عليها ومن يفعل فأجره على الله

أظهرت الإحصائيات والدراسات التي أُجريت على المعاقين أنَّ سِرَّ نجاحهم وانخراطهم في الحياة وتحقيق إنجازات متميزة في المجالات المختلفة يعود إلى أُسَرِهم، التي وفَّرت للمعاق الظروف النفسية والاجتماعية التي تؤهِّله وتدفع به إلى المزيد من التشجيع والعمل والعطاء، ولهذه المشاركة أثر طيب في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم يشعرون من خلال مشاركتهم في المناسبات الاجتماعية والدينية أنهم لا يختلفون عن أقرانهم الآخرين، فهم يصومون ويصلون، بل وقد يؤدون مناسك الحج والعمرة أيضًا، ولكن ما أهمية مشاركتهم في هذه المناسبات الدينية والاجتماعية؟ وما الفائدة التي تعود عليهم من ذلك، وهل كل حالات الإعاقة تستطيع الصيام؟ هذا ما نعرفه خلال السطور التالية:
تقول والدة عهد "متلازمة داون"- والتي تبلغ من العمر الآن 18 عامًا-: إن عهد بدأت الصيام منذ ثماني سنوات، أي وعمرها عشر سنوات تقريبًا، وتذكر الأم أنها لم تجد صعوبةً على الإطلاق عندما بدأت طفلتها في الصيام، والسبب أن عهد اعتادت أن تصوم مع الأسرة يومَي الإثنين والخميس من كل أسبوع وفي شهرَي رجب وشعبان، وتقول الأم: خلال هذه الفترة كنت أراقبها من بعيد وأمنعها من فتح الثلاجة أو الذهاب للمطبخ، ولاحظتُ شعورَها بالسعادة وهي تجهِّز معي طعام السحور، وهي توقظ إخوتها لتناول الطعام، كما لاحظت أيضًا أنها تواظب على الصلاة معنا خلال هذا الشهر الكريم عن باقي شهور السنة.

فائدة الصيام
شادي محمد (عمره 13 عامًا) "تأخر دراسي وتخاطب" يصوم وهو في الثامنة من عمره، كان بداية صيامه تقليد من حوله في البيت، سواءٌ في الصيام أو نزول المسجد مع الجدّ، ومع الوقت أصبح شادي يدرك ما يفعله وقد أفاد هذا في إدراكه لاختلاف الوقت، فهو يعرف أنه سوف يصوم في الفترة الزمنية بين الفجر والمغرب، ويسأل عن موعد أذان المغرب، حتى إن كثيرًا من الأهل والجيران كان يتعجَّب من قدرته على تحمل الصيام ومن لهفته على أداء الصلاة مع الجد.

عماد (19 عامًا) "منغولي" بدأت أمه في تدريبه وهو في سن عشر سنوات، كان وقتها في المدرسة، وكانت المدرسة قبطية، فخشيَت الأم عدم الاهتمام بموضوع الصيام، خاصةً وأن كل من حوله لا يصومون، وعندما سألت المشرفين أكدوا لها أن عماد يصوم، وكانوا هم أنفسهم فرحين به، وتقول والدة عماد: أردت الذهاب ذات مرة لأداء مناسك العمرة أنا ووالد عماد، وكان من الصعب ترك عماد وحده خوفًا عليه، فاشتريت له ملابس الإحرام، وسافر معنا، وأدَّى مناسك العمرة، ومهما وصفت لك لا تتخيلين كيف كان يؤدي معنا المناسك كلها دون شكوى أو شعور بالتعب.

إفطار جماعي

وترى سميرة عبد العزيز- أخصائية التأهيل المرتكز على المجتمع ومديرة جمعية أصدقاء الموهوبين لذوي الاحتياجات الخاصة- أن هناك أهميةً كبيرةً بالنسبة لمشاركة الطفل الخاص لأقرانه في المناسبات الاجتماعية والدينية ومشاركته الوجدانية للأسرة؛ لأنهم يشعرون أنهم كغيرهم في المجتمع، هذا إلى جانب أن الصيام صحة، سواءٌ للأصحَّاء أو ذوي الاحتياجات الخاصة، كما قال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "صوموا تصحُّوا"، وبالتأكيد سيكون للصيام عائدٌ صحيٌّ نفسي كبير عليهم.

وتضيف أنه خلال الشهر الكريم تقوم جهات كثيرة بدعوة أبناء الجمعية للإفطار الرمضاني، سواءٌ في الفنادق الكبرى أو بعض الجامعات والهيئات الخاصة، ونحمد الله ونحن نرى دهشة الحضور بهؤلاء الأطفال، وقدرتهم على تحمُّل الصوم، ومعرفتهم وإدراكهم للزمن، وهم يلاحظون أنهم لا يقتربون من الطعام إلا بعد الأذان، فذوو الاحتياجات الخاصة مثل الأسوياء تمامًا، يفعلون كل شيء ولكن بطريقتهم الخاصة.

وتشرح سميرة عبد العزيز شعور الطفل الخاص وهو يصوم ويفطر وسط أقرانه، فتقول: إن مثل هذه الإفطارات الجماعية من شأنها أن تعطي حماسًا للأطفال الذين لا يصومون لكي يصوموا مثل أقرانهم من أبناء الجمعية، ونحن بالطبع نحفِّزهم ونعدُّ لهم المسابقات ونمنحهم الجوائز، إلى جانب الإفطار الجماعي المستمر داخل الجمعية.
صعوبة الصيام


خليجية

الأطفال المعاقون يحتاجون لمزيد من الرعاية والاهتمام


تحدثت مع والدة وليد مندور (13 عامًا) "إعاقة شديدة" التي أكدت رفضها صيام وليد، فهي ترى أن الصيام عملية شاقة لطفل في ظروف ابنها؛ إذ إن إعاقته شديدة، كما أنه يتناول بعض الأدوية التي تحتاج إلى مزيد من التغذية والاهتمام؛ لذلك ترى أنه من الصعب أن يصوم ولكنها تكتفي بأن يشارك إخوته وأقاربه في اللعب بالفانوس وتزيين البيت والشارع بزينة رمضان.

أما سلوى محمود (17 عامًا) بالسنة الرابعة بالتربية الفكرية لأنها لم تعتَد على هذا منذ أن كانت صغيرة كما أن الأسرة كانت تخشى عليها من الصيام، فهي تستشعر فرحة رمضان داخل البيت وتلعب بالفوانيس مع إخوتها، وتساعد أمها في إعداد الطعام، ولكنها لا تستطيع الصيام، ولكن كما ذكرت الأم فإن حفلات الإفطار الجماعي في الجمعية يجعلها تسأل وترغب في الصيام مثل أخواتها في الجمعية؛ لذلك تنوي أن تدرِّب ابنتها على الصيام في وقت لاحق بإذن الله.


غير مكلفين
وحول الحكم الشرعي في صيام ذوي الاحتياجات الخاصة يقول الدكتور عبد الرحمن الرفاعي- أستاذ الحديث بجامعة الأزهر-: إن حالات الإعاقة الجسدية بمختلف أنواعها، سواءٌ بصرية أو سمعية أو حركية، يجب عليها الصيام؛ وذلك لأنهم مدركون لما يدور من حولهم، ومدركون للوقت والزمن، بل إن من قدَر الله أن لديهم قدرةً على تحمُّل الصيام؛ لهذا فهم مكلَّفون شرعًا.

أما فيما يتعلق بالنسبة للإعاقات العقلية، سواءٌ كانت شديدةً أو متوسطةً أو بسيطةً، فلا تكليف ولا غبار عليهم لعدم الإدراك، ولكن إن استطاع الشخص المعاق أن يصوم- كما نرى الكثير من أبنائنا والحمد لله من خلال عمليات التدريب التي تتم على يد الأهل أو المتخصصين وبإشراف طبيب- فهذا لا غبار عليه وله الأجر الكبير عند الله تعالى، فالصوم خيرٌ للجميع؛ قال تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُوْمُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ صدق الله العظيم.

مظاهر اجتماعية

خليجية

دمج ذوي الاحتياجات في المجتمع ينهي عزلتهم الشعورية


ومن جانبها، توضح الدكتورة نادية رجب- أستاذ مساعد الإرشاد الأسري بمركز معوقات الطفولة- أن الاتجاه العالمي الجديد يتجه نحو دمج المعاق في المجتمع ومعاملته معاملةً طبيعيةً كالشخص السوي، وللأسف في وقت سابق كان الناس ينظرون إلى ضرورة عزل المعاق بعيدًا عن الناس، غير أن هذه النظرة تغيَّرت تمامًا الآن، فنجدهم يشاركون أقرانهم في جميع المشاركات الاجتماعية، في النوادي والمدارس ووسائل المواصلات المختلفة، وهذا بالطبع له مردودٌ إيجابيٌّ عليهم من حيث شعورهم بالألفة مع مَن حولهم.

من ناحية أخرى، تشير الدكتورة نادية رجب إلى وجود بعض الحالات، وهي حالات قليلة من المعاقين الذين يقومون بأعمال تخريبية، ولكنها تؤكد أنه حتى هذه الفئة يتم التعامل معها من خلال التدريب ومحاولة التهدئة من أفعالهم وتصرفاتهم مع الناس.

وتضيف أن الصوم من أهم مظاهر المشاركة الاجتماعية الدينية التي يتفاعل فيها الطفل الخاص مع مَن حوله، من خلال المشاركة في الإفطار والسحور واللعب بالفوانيس، وغيرها من المظاهر الرمضانية الجميلة، خاصةً أن حالات "الطفل المنغولي" معظمها ذات طابع هادئ، ومنهم مَن هو أقرب إلى الطبيعي، وقد يصوم الطفل كتقليد ومحاكاة لمن حوله في البيت حتى يعتاد الصيام ويصبح من الأمور

طفل الحالات الخاصة يصوم رمضان أيضًا
طفل الحالات الخاصة يصوم رمضان أيضًا

خليجية

تسلم يمنآكي روكآ
تقبلي مروري
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ــ

سآَـمًتْ يدْ آآا كْ ع الطْـرحْ الْرآئِعْ ~ ن25

ــ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shetoooooz خليجية

طفل الحالات الخاصة يصوم رمضان أيضًا

طفل الحالات الخاصة يصوم رمضان أيضًا

خليجية

تسلم يمنآكي روكآ
تقبلي مروري
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

تسسسسلم من كل شر ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

مودتى ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صمتى دموع خليجية
ــ

سآَـمًتْ يدْ آآا كْ ع الطْـرحْ الْرآئِعْ ~ ن25

ــ

تسسسسسسلم من كل شر ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

نورت ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top